نظرية العالم فرانكل
العلاج بالمعنى نمط من العلاج قائمٌ على نظام القيم المعنوية والروحية، ويؤكّد ثلاثة أسس هي: الحرية والإرادة وأنَّ الحياة لها معنى.
وهي نظرية توعز إلى عالمٍ نفسيٍ يسمى فرانكل، وهو يعطي طريقةً إرشاديةً وعلاجيةً على أساس الافتراض الرئيسي بأنْ المعنى في الحياة يعتبر جوهر وأساس الوجود، فمتى ما اكتشفه الإنسان ووجد المعنى لحياته فسوف يصبح صحيحًا وسليمًا، وأنَّ المعاناة والألم والابتلاء قد تسهم في روحانية الفرد وتزيد شدة فهمه لمعنى الحياة.
أبعاد الإنسان
١- البعد الجسمي وهو يمثل البعد العضوي والحيوي.
٢- البعد النفسي وهي الحاجات والدوافع والتفكير والذاكرة.
٣- البعد الروحي وهو يمثل الخبرات الإنسانية المتفردة كالسرور والشعور بالذنب وإمكانية الإبتكار.
حقائق
١- الروح ليست المادة.
٢- الروح لايمكن أن تتجزء أو تتضاعف أو تنخفض.
٣- الروح هي جوهر الشخص.
٤- الضمير ليس هو من مكونات الأنا، وهو أداة المعنى ومصدر من مصادر الروح.
٥- الجسم والعقل يشيران إلى ما لدينا، وتشير الروح لما هو وجود أعمق من المكان والزمان.
٦- الروحُ ليستْ مقيدةً أو محددةً.
٧- العقلُ والجسمُ هما آلات للروح.
٨- الروح كاستعداد، وبالقوة هي دائمًا حاضرة حتى في حال عدم النضج والهرم.
٩- الروح هي مصدر الحرية.
بحث الفرد عن المعنى
١- كل الحقائق لها معنى.
٢- يشتق المعنى من الضمير الواعي وتحمّل المسؤولية والاستجابة للواجبات.
٣- البحث عن المعنى يجعل الفرد مختلفًا عن الكائنات الأخرى.
٤- إنَّ الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يمكن أنْ يصل بالمعاناة والمجاهدة لما وراء ذاته، أي أبعد من ذاته.
٥- يتم اكتشاف المعنى من خلال تحقيق القيم، مهما كانت الظروف قاسية فهي لا يمكن أنْ تسلبك رؤية الجانب الإيجابي للحياة.
٦- المعنى يكتشف ويشاهد ولا يخترع، ويمكن إيجاده في العلاقات وفي المعاناة وهو لا يساوي السعادة.
مبادئ نظرية العلاج بالمعنى
١- الإنسان خَيْرٌ بفطرته.
٢- الإنسان حرٌّ في حدود معينة.
٣- كلُّ إنسانٍ كائنٌ متميزٌ متفردٌ ومسؤولٌ.
٤- الإنسان كائنٌ حيٌّ نَشِطٌ مستمرٌ وهادفٌ.
٥- يعطي التفكر والتأمل في الموت معنىً للحياة.
٦- الإنسان لديه المصادر التي يمكنه الاعتماد عليها.
تطبيقات
١- يظهر الاكتئاب واليأس كنتيجة للإحساس بعد وجود معنى للمعاناة، فالمعاناة التي لها معنى لا تولد اكتئابًا.
٢- يخلق نقص الوعي بالمعنى صراعاتٍ فينشأ التوتر والقلق والذنب.
٣- يعمل العلاج بالمعنى على تحويل الإنهزام الذاتي إلى طاقة وصورة إيجابية.
٤- يؤسس العلاج بالمعنى لتغيير السلوك بشكل إيجابي.
٥- يسهم العلاج بالمعنى في توسيع الوعي لاستكشاف نقص المعنى في حياة الأفراد وتحميلهم المسؤولية.
مهام المرشد
على المرشد أن يحدّد البعد المعنوي والروحي والفسيلوجي والأعراض النفسية بحيث تكون مفهومة في إطار وجودي، في ثلاثة أبعد:
أ. البعد الروحي: السأم والملل خواء للمعنى، ويمكن للمرشد تحويله إلى جيد حينما يؤدي لاكتشاف أعمق للفهم.
ب. البعد النفسي: القلق الشديد ينتج عصابًا، وبالتالي يؤدي لاضطراب عصبي، ومهمة المرشد هي التركيز على القيم والمصادر الوجودية ليخفض القلق والإحباط.
ج. طريقة تدريب المريض على تشكيل القيم وتقبل المسؤوليات.
أمثله لاستخدامات العلاج بالمعنى بحسب نوع العصاب
العصاب المعنوي: وهو ينشأ من الصراع بين القيم المختلفة كالصراع داخل مبادئ الأنا العليا الموروثة من قيم المجتمع، والتي قد تكون منقسمة ومتعارضة مع بعضها بعض.
العصاب الجمعي: وهو يصيب الشخص الذي يضحي بفرديته وتميزه وحريته لصالح الجماعة، أي لصالح التفكير الجمعي الذي قد ينتج عنه التعصب، والإجبار.
البعد الجسمي: مثل المنخوليا والفصام والهوس والقلق نحو الذات في الواجبات والمسؤوليات.
إذن يعتمد الإرشاد بالمعنى على ملاحظة البعد الروحي والنفسي والفيسلوجي.
خطوات العلاج بالمعنى
١- فصل المريض عن مشكلاته والأعراض، فليس هناك بؤس ولا جبر بيولوجي أو نفسي أو اجتماعي.
٢- تعديل الرؤية والاتجاهات فيمكن مشاهدة الموقف من زوايا جديدة.
٣- تقليل أو خفض الأعراض وهذا نتيجة تلقائية بعد لتطبيق الناجح لتعديل الاتجاهات.
٤- الوقاية وهي التوجه المستقبلي نحو الصحة من خلال الوعي عبر الاثراء والمناقشة.
خطوات يقوم بها المرشد
١- يراعي المرشد البيئة المساعدة.
٢- ينظر نظرة إيجابية نحو المريض، ويشجع المعنى بداخله، وهو لا يقدم له معنىً بل يحثه على اكتشافه.
٣- يشجعه ليفكر في أهدافه المستقبلية.
٤- توجيه جهود المريض نحو اكتشاف الحرية والاختيار.
٥- مساعدة المريض في التحرك والاتجاه نحو هدف مقبول ومرضي تحت أي ظروف أو أي بيئة، فيستجيب ويتخذ ردة فعل واعية طبقا لقيمه الذاتية ومصادره الوجودية.
٦- مساعدة المريض في تنفيذ القرارات أو الالتزامات التي تحقق المعنى وتبني القيم الذاتية، وتشجع تنمية اتجاهاته.
٧- تعليم الفرد الثقة في الضمير، ولا يقصد به طبعًا الأنا العليا ولا أي شيء من مكوّنات الأنا كإرشاد تعليمي حدسي للاتجاه في الحياة.
٨- مساعدة المريض على تخفيض الانتباه الزائد على الصعوبات.
٩- مساعدة على تقبل حريتة الفردية بمسؤولياتها.
١٠- مساعدة المريض في أن يحقق القيم وتقليل الصراع.
١١- تدريبه على العيش في اللحظة (الأنا وهنا).
توكيدات للأفراد
١- تسام فوق الاحباطات، واستخدم مصادر الخير لديك.
٢- اقبل ذاتك رغم كل القيود البيئية المعرفية.
٣- فتّش عن المعنى المختفي، وعن الاختيارات المتاحة في الحياة.
٤- اكتشف المغزى والمعنى في المعاناة التي تواجهها.
٥- تحمل كامل المسؤولية تجاه إمكانياتك الذاتية.
