سبل السلام

الإمام علي (عليه السَّلام): «من سعادة الرَّجل الولد الصَّالح». 

(ميزان الحكمة 4/223، الريشهري)
التفريغ الوجداني

التفريغ الوجداني

أهمية التفريغ الوجداني في تحسين الحالة النفسية للمريض  

في الحديث الشريف عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن ذريح المحاربي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: {وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً نَفَّسَ اَللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ اَلدُّنْيَا وَ كُرَبِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ} الصدوق، ثواب الأعمال،ص 135.

تنفيس الكرب أو التفريغ الانفعالي والوجداني هي تقنية يستخدمها المختص، ويمكن أن يستفيد منها الأهل أو إي شخص مواسي، للتنفيس عن الاحباطات والمشاعر المؤلمة  كالحزن والاكتئاب والشعور بالأسى والخوف عند شخص تعرض لصدمة أو يمر بتجربة مؤلمة، والغرض هو فهم تلك المشاعر السلبية بشكل دقيق ومراقبة آثارها وأعراضها، ومن ثم السماح لها بالرحيل؛ ليشعر بعدها المريض بالراحة والاطمئنان والقدرة على اتخاذ قرارات مستقلة وواعية.

 دور المعالج 

أولا: استكشاف الشعور وفهم أسبابه (بداية صياغة المشكلة):

١- يسعى لتوطيد الثقة مع المبتلى ليشعر بالأمان، مع الإلتزام بالسرية التامة فهو أمين على ما يسمع.

٢- يقيّم المخاطر، ويركز للوهلة الأولى على الوضع الحالي للمبتلى، ومدى إمكانية إلحاق الأذى بنفسه.

٣- يطرح الخبير الأسئلة ويصغي باهتمام منه، ويكون حكيما في إدارة متى يسأل ومتى يصمت .

٤- يلتزم  موقفًا إنسانيًا محايدًا، فلا يطرح أحكام مسبقة فهو لا يلعب دور القاضي، لذلك لن يعرض المبتلى للوم والعتاب لا تصريحًا ولا تلميحًا .

٥- يتفهم حالة المبتلى دون تعجل في التفسيرات والتوقعات.

٦- يقدّم كل ما يمكنه من التقدير والاحترام والتحفيز للمريض.

٧- يسمح للمبتلى أنْ يتنقل بين الموضوعات بحرية، ويركز على الكلمات المفتاحية عنده.

٨- يعيد تمثيل المشاعر وتلخيص الموضوع .

٩- يدربه على الفصل بين الحقائق والمشاعر من جهة والخواطر الذهنية والتوقعات والخيال من جهة أخرى.

ربما يكون الشعور المستكشف هو الخوف من الرفض أو الهجر أو الشعور بالذنب أو الخزي والعار وفقدان احترام الذات أو النقص والفشل وربما الغضب أو الغيرة .

ثانيا : وضع خطة العلاج المحتملة والبحث عن  الحل الممكن:

والذي ربما يكون غائبًا عن المريض نتيجة التشويش الذي يمر به، وبما أن كل انسان نسخة متفردة ولا توجد حلولٌ جاهزة، فسوف يسعى المعالج لاكتشاف تلك الاشارات التي يرسلها المبتلى والتي متى ما تمسك بها تمكن من اختيار القرار الصائب والالتزام بها، وسوف يستعين المعالج في هذه الدور بما تدرب عليه من أساليب فقد يركز على أنماط التفكير اللاواعي (العلاج الديناميكي)، وربما يركز على المعتقدات والافكار الواعية (العلاج المعرفي السلوكي).

ثالثا :  تقديم التوجيه  المبني على الحاضر:

 (الآن وهنا) فالحاضر هو فقط ما يمكننا أن نفعل فيه شيء وأما الماضي فلا نستطيع تغييره، ولكن يمكن أخذ العبرة منه، والمستقبل يمكننا الاستعداد له  فقط.

وربما يستعين المعالج في تقديم النصيحة الني تفتح آفاق النجاح والحرية والسعادة للمبتلى على طريقة العلاج الذي يركز على المخطط فيعمل مع المبتلى على ايجاد مستوى من الترابط والتنظيم العاطفي وتطوير الاستقلالية وفتح أفق للخيرات والبدائل التي تمكنه من النمو والتطور.

دور المبتلى

١- يشرح ما حدث له ويبين أثر الضغط أو الصدمة أو الموقف على مشاعره وافكاره ونفسيته بشكل عام .

٢- يسعى لمراقبة ذاته والوعي،فهل يأتي بالموضوع الحقيقي؟ أم أنه غير مستعد لمشاركة المعالج مشاعر هو حياته؟ أيدري مايريد؟هل يشكو الآخرين أو يرغب في تصحيح وضع غيره؟أو يهرب من الحقيقة لأنها قاسية؟

٣- يسترخي قدر الإمكان ويسمح لمشاعره بالتدفق وأن تعلن عن نفسها بوضوح.

٤- يساهم في وضع مخطط جديد لحياته قائم على تحمل المسؤولية وفعل شيء جديد وأهداف شخصية جديدة .

٥- يتفاعل مع المقترحات الإيجابية المقدمة من المعالج والمرتبطة بتغيير طريقة حديثه الداخلي مع نفسه، وتعديل مسار تفكيره بشكل أكثر موضوعية ومنطقية.

٦- يساهم في مد يد العون لأشخاص آخرين، فهذا سيذكّر المبتلى بمدى التقدم الذي يحصل عليه في التشافي.

طريقة العمل

يساعد العلاج النفسي القائم على أساس تنفيس الكرب والتفريغ الوجداني على بالتحسن والشعور به، وهذا قد يسهم في تعديل العمليات البيولوجية المرتبطة بالمرونة العصبية وقدرة الدماغ على التغيير وفق التجربة، وربما نلاحظ بعد جلسات العلاج تلك تطورًا في قدرات المبتلى على تعلم أشياء جديدة، وعند استخدام المبتلى لخلايا جهاز العصبي التي تضررت بسبب الإجهاد العاطفي بشكل متكرر فسوف يطوّر روابط أقوى، وهذا يسهم في تحسين قدرة الدماغ على التكيّف مع التغيرات، فالدماغ لا يتوقف أبدًا عن التغيير والتطور استجابة للتعليم الذي يتلقاه.

شارك المقال:
هل وجدت هذا المقال مفيدًا ، يمكنك الاشتراك لتصلك مقالات مشابهة
مواضيع ذات علاقة
القلب السليم ٥ : حب الدنيا - التعلق بالدنيا | سكينة

القلب السليم ٥ : حب الدنيا | التعلق بالدنيا

تعديل السلوك- A pair of yellow gloves, displaying القرار الشجاع, resting next to a bottle of cleaning spray on a table.

تعديل السلوك أثمر استقرارًا

الشفاء في الوعي بالذات -A man practicing الشفاء while seated on the floor in front of a blue wall.

الشفاء في الوعي بالذات

المجاهدة النفسية-A woman's hand holding a female symbol on a pink background, depicting psychological empowerment and self-conviction.

المجاهدة النفسية تنتج قناعة بالشكل

العلاج بالغمر

العلاج بالغمر

خوف بلا سبب -A person holding a phone with a video player on it, demonstrating fear without any known reason and inability to resist it.

خوف بلا سبب معروف ولا استطاعة لمقاومته

العلاج بالتوعية | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

العلاج بالتوعية

اضطراب الهلع - نوبات الهلع | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

اضطراب الهلع | نوبات الهلع

هل تكتب مقالات؟

تستطيع الكتابة لمساعدة الآخرين، اكتب لنا و سننشر لك مع الاعتبار لسياسة كتابة المقالات التي نتبعها

Survey
Interested in reading articles
Articles Writer