التواصل اللفظي
يتعلق الاتصال اللفظي بما نقوله، وهي طريقة مهمة لتوصيل رسالتنا، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أهمية كيفية توصيل تلك الرسالة بشكل مناسب، ويمكن أن يكون الاتصال اللفظي مكتوبًا ومنطوقًا، ولكنّنا سنركّز بشكل أساسي على الاتصال المنطوق، فالكلمات التي نختارها تحدث فرقًا كبيرًا فيما إذا كان الآخرون يفهموننا، فكّر على سبيل المثال في التواصل مع طفل صغير، أو مع شخص لا يتحدث لغتنا بشكل جيد، ففي ظل هذه الظروف فسوف تحتاج إلى استخدام لغة بسيطة وجمل قصيرة والتحقق من الفهم حينًا بعد حين، وذلك يختلف عن محادثة صديق قديم تعرفه منذ سنوات، وقد لا تحتاج حتى إلى إنهاء جملك معه، وكذلك إن المحادثة مع صديق مختلفة تمامًا عن مناقشة في العمل، وقد تكون الكلمات التي تختارها أكثر تقنية إلى حد كبير عند التحدث إلى زميل في العمل.
التفكير والتوضيح كلاهما من الأساليب الشائعة المستخدمة في الاتصال اللفظي للتأكد من أن ما سمعته وفهمته هو المقصود، والتأمل هو عملية إعادة صياغة ما قاله الشخص الآخر للتو للتأكد من أنك قد فهمته، أمّا التوضيح فهو عملية تبحث فيها عن مزيد من المعلومات لإثراء فهمك، فعلى سبيل المثال أنّك تستوضح مدى فهمك لما يقال لك عن طريق طرح الأسئلة، وتعد مهارات طرح الأسئلة أحد المجالات المهمة جدًا للتواصل اللفظي، وغالبًا ما تستخدم في التوضيح واستخراج المزيد من المعلومات، وهي طريقة للحفاظ على بقاء المحادثة واستمرارها.
التواصل غير اللفظي
استخدام صوتنا ليس سوى غيض من فيض، فنحن في الواقع ننقل المزيد من المعلومات باستخدام الاتصال غير اللفظي، ويتضمن ذلك الإشارات غير اللفظية والإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت وحتى مظهرنا، نعم حتى مظهرنا يعد نوعًا من أنواع الاتصال غير اللفظي، وله أهمية كبرى في عمليات التواصل بل والإلهام والتأثير، ويمكن أن تعمل هذه على تعزيز أو تقويض رسالة كلماتنا المنطوقة، لذا فهي تستحق المزيد من النظر فيها بعناية.
التواصل غير اللفظي يشمل جوانب الوجه والصوت، والاتصال بالعين، وتعبيرات الوجه وعناصر الصوت، مثل طبقة الصوت ونبرة الصوت وسرعة التحدث، كل ذلك يعدُّ جانبًا مهمًا من السلوك غير اللفظي في التفاعل بين النَّاس فإنَّهُ يخدم ثلاثة أغراض رئيسة:
١. لإعطاء وتلقي ردود الفعل
إن النظر إلى شخص ما يجعله يعرف أن المتلقي يركّز على محتوى حديثه، وقد يشير عدم المحافظة على التواصل البصري إلى عدم الاهتمام، وقد لا يكون الاتصال عملية سلسة إذا كان المستمع يتجاهل عينيه بشكل متكرر.
٢. إخبار الشريك عندما يحين “دوره” في الكلام
وهذا يرتبط بالنقطة الأولى حيث يكون الاتصال بالعين مستمراً عندما يستمع شخص ما بدلاً من التحدث، وعندما ينتهي الشخص مما يريد قوله فسوف ينظر مباشرة إلى الشخص الآخر، وهذا يعطي إشارة إلى أن الساحة مفتوحة.
٣. لتوصيل شيء ما عن العلاقة بين الناس
عندما تكره شخصًا ما فإنك تميل إلى تجنب الاتصال بالعين وغالبًا ما يتم تقليل حجم بؤبؤ العين، ومن ناحية أخرى فإن الحفاظ على الاتصال الإيجابي بالعين يشير إلى الاهتمام أو الجاذبية في المتلقي، واتساع حدقة العين هو رد فعل لا إرادي على رؤية شخص جذّاب، لذا فإن زيادة الاتصال بالعين يمكن أن تكون آلية بيولوجية للمساعدة في جعل إشارة التمدد هذه أوضح لشريك محتمل.