تزوَّجت قريبها الذي أحبَّته بشغف وأحبَّها، كانت فترة الخطوبة طويلة نوعًا ما ولكنَّها مملوءة بالمودَّة والرُّومانسيَّة.
ولكن بدأت معاناتها من ليلة الزَّفاف، حيث كان التَّوتُّر يحاصرها – وفي العادة هذه طبيعة المرأة في ليلة زواجها –، ولم يعجبها طبيعة الزَّوج الذي لم يكن يراعي الطَّهارة كما هي تعتقد بعد المعاشرة، إذ أنَّهُ يلمس بعض الأشياء ويده متلوِّثةٌ بما يخرج من رطوبة عند المعاشرة.
في السَّنة الأولى بعد الدُّخول بدأ معها وسواس الطَّهارة، واستمرَّ الوسواس حتَّى اليوم، تعالجتْ في الطِّبِّ النَّفسيِّ، ومرَّت بفترة عزلة وتيهان في الطُّرق.
نمط الوسواس هو حساسيَّة مفرطة تجاه النَّجاسة مثل خدشة تسبِّب جرحًا خفيفًا، وعندما تغتسل يستمرُّ غسلها مدَّة طويلة جدًّا بحيث يصبح الماء باردًا في الشِّتاء، وينتهي ماء السَّخَّان، وهذا ممَّا يشكِّل لها عذابًا شديدًا.
وبعد أنْ أنجبتْ ثلاثة صِبية اعتزل زوجها معاشرتها، تقول: إنَّ زوجها بارد المشاعر، لا تقبيل، ولا حضن، ولا كلمة رطبة تسرُّ الخاطر، ولا مدح إطلاقًا، بل ولا غيرة عليها أيضًا!
هو لا يفهم في المشاعر أصلًا!
يئستْ – كما تقول – من إصلاح علاقتها بزوجها، والآن يوجد بينهما تصريف أعمال المنزل فقط – إنْ صحَّ التَّعبير –، وهذه الضُّغوط تولِّد أفكارًا سوداويَّة لديها من قبيل رغبة في الانتحار، ويسيطر عليها شعورٌ راهنٌ بالاختناق بسبب الطَّبائع الجديدة المملوءة بالقهر، والعصبيَّة، والانزعاج.
١- وسواس قهريٌّ يرتبط بالنَّجاسة.
٢- الشُّعور بالاكتئاب، والاختناق.
٣- الشُّعور بأنَّها غير مقدِّرة، وغير محبوبة.
١- هجران الزَّوج للفراش.
٢- جفاف عاطفيٌّ بين الزَّوجين، وتحوُّل الوضع لتصريف الأعمال.
١- يبدأ الحلُّ من إيجاد طريق للتَّواصل مع زوجها؛ لتصحيح الوضع النَّفسيِّ للأسرة.
٢- برنامج علاجي متكامل ومترابط ودوائي ترجع فيه للطَّبيب النَّفسي؛ لتتناول ما تحتاجه من عقاقير وأدوية.
٣- تتلقَّى الأحكام الفقهيَّة من مصدر واحد فقط دون السَّماح لها أنْ تراجع الكتب الفقهيَّة، والمواقع الإلكترونيَّة المختصَّة بذلك.
٤- تطبيق التَّقنيَّات التَّالية:
● الحضور والوعي، والكون في اللَّحظة الآن، وهذا لتخفيف القلق، والتَّوتُّر.
● قاعدة الخمس ثوانٍ، وتغير الوضعيَّة بداية هيجان الغضب والانفعال، أو التَّوتُّر والخوف.
● تقنية التَّعرُّض وعدم الاستجابة.
يرتبط تغيير وضعها بشكل جذريٍّ بتفهُّم زوجها وتقبُّله للزَّوجة كما هي، وسوف يساعد سعي الزَّوجة للمجاهدة مع نفسها كثيرًا في تكيُّفها مع مرضها، أو اجتثاثه من جذوره إنْ جاهدتْه حقَّ المجاهدة.
قبلتْ الزَّوجة بالاستمرار في العلاج الدَّوائيِّ مع طبيبها المختصِّ، وقد حسَّن كثيرًا في مزاجها، ولم يكن الزَّوج موافقًا للقيام بمبادرة حيث كان يفضِّل الانسحاب وعدم الاعتناء حتَّى على مستوى المبيت في غرفة واحدة، ولكن في النَّهاية استطاعتْ الزَّوجة أنْ تتكيَّف مع الصُّعوبات، وتطوَّرتْ ببطء في تعاملها مع مشكلة النَّجاسة.