الإمام علي (عليه السَّلام): «السَّعادة في التَّعبُّد».
تركت جائحة كورونا أثرًا نفسيًّا على مجموعة من الأطفال في سنِّ المراهقة، أضفْ إلى ذلك ملازمة المنزل، وحجم الفراغ، والسَّهر طوال اللَّيل، والنَّوم نهارًا، وعدم ممارسة أنشطة فيها البهجة والسُّرور ممَّا أدَّى كلُّ ذلك إلى وسواس قهريٍّ في العبادة لا سيما فيما يتعلَّق بالوضوء، والصَّلاة.
وقد تشابهتْ الحالاتُ فيما بينها، الأمر الذي شجَّع الأهالي أن ْيبتكروا طريقةً جماعيَّةً من أجل القضاء على الوسواس ، وكانت فكرة الأمَّهات – جزاهنَّ اللهُ خيرًا – أنْ يلتقين بالأبناء عبر تطبيق (الزُّوم) عصر كلِّ يوم، ولقد كانتْ مجموعة الأطفال الذين يحضرون ذلك اللِّقاء اثني عشر طفلًا!، وكانت أعراض الوسواس لأؤلئك الأطفال متقاربة، والأمَّهات يرغبنَ في معرفة أفضل الطُّرُق العلاجيَّة لما يعاني منه أبناؤهنَّ.
١- الشُّعور بأنَّ الصَّلاة باطلة، لأنَّ الماء لا يصل، أو أنَّ اليد لمستْ جسمًا غريبًا.
٢- تَكرار وإعادة الوضوء، أو الصَّلاة.
٣- التَّشكيك ببطلان الصَّلاة لبطلان نيَّتها، أو الخطأ في ألفاظها، أو ترك فعل من أفعالها.
٤- الشُّعور بالخوف، والنَّدم للتَّطويل في أداء العبادة.
١- الشُّعور بالتَّوتُّر حينما يحضر وقت الصَّلاة.
٢- النِّفرة من وقت الصَّلاة.
٣- مشاركة الأهالي في الجوِّ العامِّ لوسواس أبنائهم وتَذَمُّرهم.
١- يقوم اللِّقاء عبر برنامج (الزوم) على فكرة التَّحدِّي، فكأنَّما هناك فريقَ الوسواس الذي يحاول تسديد الكرة على مرمى الأطفال، وتحقيق أهدافه، وعلى فريق الأطفال حماية مرماه من تسديدات فريق الوسواس والتَّغلُّب عليه.
٢- في الأسبوع الأوَّل من اللِّقاء تمَّ حصر مظاهر الوسواس في قائمة.
٣- تعليم المجموعة على ما يلي:
● تعديل السُّلوك من خلال برنامج الميمات الأربع.
● تقنية التَّعرُّض، وعدم الاستجابة.
● إعداد جدول للمتابعة اليوميَّة، والتَّحفيز.
● يستمرُّ البرنامج مدَّة ثلاثة أشهر مع التَّحفيز المناسب بقدر الإنجاز.
نتوقَّع أنْ ينفع ذلك العلاج الجماعيُّ شريطة أنْ يستمرَّ ثلاثة أشهر متواصلة.
استمرَّ تسعة مشاركين حتَّى النِّهاية، وغادر المجموعةَ ثلاثةٌ، وعدد الذين تخلَّصوا تمامًا على وسواسهم اثنان، وخمسة أطفال بقيت عندهم بعض الآثار البسيطة بنسبة فرض عباديٍّ لكلِّ خمسة، واثنان بين نجاح وفشل، بين سيطرة على الوسواس وانتكاسة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأهل توقَّفت مشاركتهم لوسواس أبنائهم، كما اتَّفقوا على أنَّ العمل بالضِّدِّ من أفضل علاجات الوسواس مع تجاهله.