عندما تقدَّم زوجها؛ لخطبتها جلست معه عدَّة مرَّات قبل الموافقة، فظهر لها أنَّه مؤدَّبٌ جدًّا، كما أنَّ أهلها ألحَّوا في السُّؤال عنه، فلم يسمعوا إلَّا خيرًا، وفي فترة الخطوبة كان من أرقِّ الأزواج، وصاحب أحسن الأخلاق، فلذلك توكَّلتْ؛ لتدخل الحياة الزَّوجيَّة معه، بالإضافة لما شعرت منه أنَّه كان يتمتَّع بالثِّقة بالنَّفس.
وما أن خَطَتْ رجلاها أوَّل خطوة في بيت الزَّوجيَّة حتَّى رأيت الأهوال، وقال في نفسها عندما حملتُ: لعلَّ الولد الذي في بطني يكون سببًا في إيقاف أذيَّتي، ولكن للأسف قد استمرَّ الحال، فعندما يدخل البيت – كما تقول -: كأنَّه ينتظر منِّي أيَّ كلمة، فيغضب، وتبدأ رحلة العذاب، ضرب، ورَكْل، وصفع، حتَّى الولد ذو الثَّلاث سنوات يحاول منع أبيه، فيتعلَّق برجله، ويمسك بيده ولكن لا فائدة، ويستمرُّ معها الألم والوجع أيَّامًا ويُضاف لذلك الخوف والهلع الشَّديدينِ منه طوال اليوم.
مع العلم أنَّه إذا اعتدل مزاجه يقدِّم الاعتذارات، ويبرِّر التَّبريرات، ويطلب من زوجته ألَّا تمنعه إذا همَّ بضربها، لأنَّ ذلك يزيد في حنقه عليها، وتزداد مصيبتها مصيبة حال المعاشرة، فيطلب أمورًا خارجة عن لياقة المعاشرة الزَّوجيَّة – إنْ صحَّ التَّعبير –، وتشعر أنَّ بقاءها على ذمَّته بمثابة انتحار!
١- الشُّعور بالسَّيطرة، والهمينة.
٢- الشُّعور بالمتعة عندما يكون عنيفًا.
٣- مزاج حادٌّ، وغليان عند الغضب.
٤- الشُّعور، بالإحباط.
١- ترهيب الزَّوجة، وإلحاق الألم النَّفسيِّ بها.
٢- تحميل الزَّوجة كلَّ مشاكل المنزل.
١- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (سورة المائدة: الآية 105)، على الزَّوجة أنْ تضع سلامة نفسها روحيًّا، ونفسيًّا من أولويَّاتها.
٢- بحاجة لجلسات العلاج بالكلام مع اختصاصيَّة موثوقة الجانب.
٣- مراقبة سلوك الزَّوج؛ لاجتناب مزاجه السَّيئ.
٤- الاستماع جيِّدًا، والحذر الشَّديد من استفزازه.
٥- الاشتغال بالدُّعاء، والشَّكوى لله تعالى بدل الرَّدِّ عليه.
٦- تطوير مهارتها من منطلق حسن التَّعامل مع الشَّخصيَّة العدوانيَّة، منها استعمال المنطق في التَّعامل معه؛ لأنَّه غالبًا لا يجيد العاطفة.
٧- إقناع الزَّوج ما أمكن؛ ليعرض نفسه للمعالجة عن طريق العلاج السُّلوكيِّ، ومجاهدة النَّفس.
بما أنَّ المشكلة بين طرفين، ففي الغالب نتوقَّع أنَّ الزَّوج وهو - أساس المشكلة - لن يوافق على الذَّهاب للمعالجة، وفي ذات الوقت فإنَّ الزَّوجة سوف تطوِّر مهاراتها، مع كلِّ ذلك، فإنَّ الاحتمال قائم على انفصالهما.
الزَّوجة صبرت، وجاهدت؛ من أجل إصلاح زوجها، ولكنَّه استمرَّ على نفس النَّهج، فرفعت الزَّوجة عليه قضيَّة تطالبها فيها بالطَّلاق بعد حدوث اعتداء شديد عليها، هذا بعد عدَّة شكاوى تقدَّمت بها لدى الجهات المختصَّة.