تخرَّج من أحسن الجامعات في خارج بلده، وكان تخصُّصه مرغوبًا فيه بشدَّة في سوق العمل، فاستلم مركزًا مهمًّا، حتَّى جاءَتْ موجة التقاعد الاختياري (المبكر)، ولأنَّه بحاجة لبناء شقق للأولاد قرَّر التقاعد بمرارة وهو لم يبلغ من العمر 50 عامًا.
رغم تقاعده إلَّا أنَّ شعوره يقول له: أنت في قمَّة عطائك وقادرٌ على العطاء، وبعد الخروج للتَّقاعد بدأ فعلًا في بناء الدَّور الثَّاني من بيته لأبنائه، وحالما انتهى لاحظ أنَّه بدأ ينسى بعض الأسماء مع ما كان يتمتَّع به من ذَاكرة قويَّة!، وهي موهبة خاصَّة من الله سبحانه وَهَبه إيَّاها، من هذا النِّسيان تسلسل القلق إليه، وهو يرى أنَّ ذهنيَّته مازالت نشطة، ولكن ما يتراءى له من خيالات تشاؤميَّة قد سيطرتْ عليه، وأدَّى ذلك لصعوبة في النَّوم، وضعف في المعاشرة الزَّوجيَّة!، ولم يتوقَّف الأمر عند هذا الحدِّ، بل زاد ونال ما يرتبط بالمقدَّسات، ممَّا ضاعف القلق عنده أكثر فأكثر، وأخوف ما يخاف منه أنْ ينتهي به النَّفق للطِّبِّ النَّفسيِّ وأدويته، فما النَّصائح التي تعيدني للجادَّة؟
١- النِّسيان، وضعف الذَّاكرة.
٢- القلق، والخوف على الرِّزق.
٣- بداية وسواس قهريٍّ له ارتباط بالمقدَّسات.
١- قلَّة النَّوم.
٢- ضعف الحيويَّة.
٣- قلَّة الإقبال على المعاشرة.
١- الخطوة الأولى: إيجاد عملٍ قويٍّ، ومميِّز يشتغل به عقله، ويتناسب مع مهاراته، وليس بالضَّرورة أنْ يدرَّ عليه المال بقدر ما يشغل وقته، ولعله يجعله بابًا للتَّقرُّب لله تعالى عبر تحويل ذلك الجهد لصدقة جارية تنفعه حين لا نافع غير العمل، فإنَّ أفضل القربات للحقِّ تعالى ما يقدَّم في صورة خدمة للخَلْق.
إذًا، فليعالج نفسه بالعمل.
٢- الخطوة الثَّانية: عليه ببرمجة وقته من جديد بما يتناسب وعمله الجديد؛ بالإضافة للتَّغذية الصِّحيَّة، وممارسة الرِّياضة.
٣- الخطوة الثَّالثة: البحث عن شخص، أو أكثر يثق فيهم شريطة أنْ يكونوا إيجابيِّين؛ ليستمعوا لما يبوح به من مشاعر، ثمَّ يمنحونه تعزيزًا إيجابيًّا.
٤- الخطوة الرَّابعة: استعمال قاعدة (الخمس ثواني)؛ لمعالجة مخاوفه، وتوتُّره، وكذلك تقنية التَّعرُّض، وعدم الاستجابة؛ لمعالجة الوسواس القهريِّ عنده.
نتوقَّع عندما يؤسِّس له له عملًا جديدًا، ويمارسه مع استعمال التَّقنية المشار لها أعلاه، فإنَّه خلال شهر واحد يعود بإذن الله لحياته الطَّبيعيَّة وأفضل، ونصيحتنا له أنْ لا يتوقَّف عن مزاولة النَّشاط العقليِّ، والبرنامج الصِّحيِّ.
رأى أنْ يشترك في عضويَّة جمعيَّة خيريَّة، كما أسَّس له مشروعًا تعليميًّا وهو التَّعليم عن بعد مستفيدًا من التَّقنيات التَّكنولوجيَّة، مع ذلك اشترك في صالة رياضيَّة، وبفضل الله تعالى شكَّل له برنامجًا جديدًا حتَّى علاقته بزوجته اختلفت بصورة إيجابيَّة، حيث التَّناغم العاطفيُّ بينهما.