تعلم – كما تقول الزَّوجة -: إنَّ زوجها لديه علاقات واسعة، ولا يفارقني الشَّكُّ فيه، فلذلك رأت أفضل طريقة للاطمئنان أنْ تتجسَّس على هاتفه، فرسمتْ خطَّة لذلك، فلقد أنزلتْ له برنامج (السناب)، والهدف معرفة حركة تنقُّلاته، كما أنَّ برنامج (الانستغرام) يعطي بعض المؤشِّرات المفيدة في هذا الإطار، بالاضافة إلى أنَّها استطاعتْ أنْ تعرف بطريقتها كلمة السَّرِّ لفتح هاتفه.
وبدأتْ تختلس غفلته وتتجسَّس على هاتفه ومراسلاته وما يدور من (دردشات)، فاكتشفتْ أنَّ الكثير من (دردشاته) مع الشَّباب وتدور حول الجنس، كما بعثتْ بعض رسائله لهاتفها النَّقال أيضًا، إلَّا أنَّ الزَّوج شكَّ في زوجته وأنَّها تفتح هاتفه بغير علمه، فراقبها وكبس عليها متلبِّسة، فبدأت حياتهما بعد هذه اللَّحظة لحجيم بفقد الثِّقة بينهما، فلا هي تثق فيه، ولا هو يثق فيها، وتبدَّل في سلوكه معها.
بدأ الزَّوج يأخذ هاتف زوجته بشكل مباغِت، ويتصفَّحه أمامها، وينتقل من تطبيق لآخر، وهي تحاول أنْ تمنعه ولكن لا فائدة، وزاد في ذلك من خلال مطالبته إيَّاها عدم مسح قائمة البحث في (اليوتيوب)، بل ويتَّهمها بأنَّها تخرج أسرار المنزل وأسرار زوجها لأهلها، فلم تعد بعد هذا تشعر بالأمان مع زوجها، فلذلك تسأل ما المخرَج وما علاج الشك بين الزوجين ؟
١- الشَّكُّ المُتَبَادل بين الزَّوجين، والقَلَق.
٢- انهدام الثِّقة بينهما.
٣- الشُّعور بالإحباط نتيجة المعلومات المتاحة، ولكلٍّ عيوبه المستورة.
١- حصول حالة من الجفاف العاطفيِّ بين الزَّوجين.
٢- عدم الشُّعور بالاستقرار والأمان.
١- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ (سورة الحجرات: الآية 12).
٢- سلوك الزَّوجة المعتمد على الشَّكِّ والرِّيبة في زوجها، وسوء ظنِّها به اخترق مجموعة من القِيم الأخلاقيَّة بين الزَّوجين، وكانت النَّتيجة ردَّة فعل قاسية وغير متوقَّعة من الزَّوج بسبب التَّجسُّس، ونقل بعض موقع وجوده لأقاربه، ومقتطفات من محادثاته.
٣- ثلاث سلوكيَّات سلبيَّة تنتج هدمًا لجوِّ الهدوء، والسَّكينة، والطُّمأنينة في المنزل وهي سوء الظَّنِّ، والتَّجسُّس، والغِيبة.
٤- ملحوظة وتنبيه: يحرم هتك الخصوصيَّة الذَّاتيَّة، وإفشاء الأسرار لأيِّ طرف، وليس لأحد الزَّوجين أنْ ينتهك حقَّ الآخر في بعض مساحة خصوصيَّاته.
٥- قد يحتوي الهاتف على مواقف مؤلمة من الماضي، أو مواقف لا يجوز الاطِّلاع عليها، ولا البوح بها، لأنَّها تعدُّ تعدِّيًا لحدود الله تعالى، أو مواقف خاصَّة تتعلَّق بآخرين تتضمَّن بعض أسرارهم، ... إلخ.
٦- تحذير ضروريٌّ: إنَّ التَّلاعب في بناء الحياة الزَّوجيَّة سيؤدِّي إلى الضَّرر، وسيطال جميع أفراد الأسرة، ذلك لأنَّ الحياة الزَّوجيَّة قداستها.
٧- أفضل علاج ناجح أنْ تعقد الزَّوجة جلسةً مع زوجها فيها الصَّراحة، وعليها أنْ تقدِّم الاعتذار لزوجها، لعلَّ ما فعله الزَّوج يدخل في إطار تأديب الزَّوجة ممَّا فعلته من انتهاك خصوصيَّاته، فلو كان ذلك من الزَّوج قرارًا مستمرًّا، وليس تأديبًا فعليها الالتزام بوقف التَّجسُّس عَلى زوجها فورًا، وتطبيق مبدأ الشَّفافيَّة معه، وزيادة على ذلك إبداء مظاهر التَّودُّد، والحبِّ، وحسنِ التَّبعُّل له؛ للمحافظة على كيان الأسرة من الضَّياع، والتَّبدُّد.
لدينا أمل كبير أنْ يصارح الزَّوجان بعضهما البعض، ويضعا حدًّا للانقضاض على بعضهما البعض من غير داعٍ، وبوعي الزَّوجة سوف تدفع باتِّجاه إعادة جوِّ الأمن، والاستقرار لأسرتها.
مع صرامة الزَّوج، وقسوة قراره إلا أنَّه بدى متفهِّمًا، كان يخطِّط أنْ توقف زوجته الرَّكض خلف شكوكها، وأنْ تنهي سلسلة انتهاكاتها لخصوصيَّته مع أصدقائه وعمله، والحمد لله عادتْ الأسرة لوضعها الطَّبيعيِّ مع شيئ من الحذر.