تعمل الفتاة في مؤسَّسة تجاريَّة، وكان نصيبُها مرضَ السِّكلر، مع ذلك كانت منطلقة نشيطة مَرِحة، وكان عملها بنظام النُّوبات، وأكثر ما تعمل في نوبة أوَّل اللَّيل بحسب مقتضى عملها، وكانت تحمل همَّ الحصول على زوج مناسب خالٍ من السِّكلر، والحمد لله تيسَّرت أمورها، ووجدت طلبتها، وكان يعمل فنِّيًّا في إحدى الشِّركات.
وسارتْ أمورهما بشكل طيِّب، وبقي عليهما أنْ يُحدِّدا موعدًا لزيارة أهله لخطبتها، وقبل ذلك رأت الفتاة أنَّه يُخطِّط؛ ليختبرها بعدَّة اختبارات، ويرى نتيجة ذلك.
وكان أوَّل اختبار – كما تقول -: كان طلبُهُ منِّي أنْ أعود والدته في المستشفى، ففعلتُ بكلِّ سرور، ومن شدَّة فرحه بتلك الاستجابة أعطاها هديَّة تعبيرًا عن سعادته بها وسروره.
والاختبار الثَّاني: أنْ تذهب؛ لإحضار أخته الصَّغيرة من المدرسة، لأنَّهُ مرتبط بالعمل، ولكنَّها في هذه المرَّة كانت مرهقة جدًّا، فاعتذرتْ، وما كان يقبل أيَّ عذر لها، بل يقطع اتِّصالاته، وقد يضع رقمها على قائمة الأرقام المحظورة، ثمَّ يعود بعد أسبوع، أو أسبوعين، واستنكرت سلوكه في تعامله معها بهذه الصُّورة، إنْ استجابت طار فرحًا مسرورًا، وإنْ اعتذرت قطع اتِّصالاته بها، فكيف العمل معه؟
١- الشُّعور بالخوف.
٢- القلق بأنَّ ثمن تعاطفه باهظٌ عليها.
٣- عدم الرِّضا عن نفسها عندما تقدِّم تضحيات له.
٤- طريقة تعامله تبعث على الشَّكِّ بأنَّه يرغب فيها لذاتها.
١- فقدان الشهية .
٢- الانعزال في غرفته مع نوبات من البكاء المر.
١- التَّغيير في الحياة يعتمد على التَّغيير في السُّلوك.
٢- لا بدَّ من تغيير مسار الأحداث؛ كي تقلِّص مدَّة المعاناة معه.
٣- يجب عليها أنْ تحدِّد مقدار عطائها له، ولا يكون السَّقف مفتوحًا، هذا كي لا يصيبها الإحباط، ويفقدها نزاهتها.
٤- عليها أنْ تقف موقفًا شجاعًا؛ لتكون أمورها بيِّنة، ولا يكون انتظار زيارة أهله دون زمن محدَّد.
٥- في النَّتيجة إذا كان الشَّابُّ صادقًا وجادًّا، فسوف يبادر بالتَّقدُّم لها عندما تقف معه موقف المصارحة.
نتوقَّع أنَّ الشَّابَّ يرغب في إخضاع الفتاة لاختبارات طويلة الأمد؛ ليتثبَّت من ولائها له ولكلِّ حاجاته، فإنْ كانت رغبته جادَّة، فسوف يبادر سريعًا لخطبتها، وإلَّا فسوف يخلق لها الأعذار.
جلست معه جلسة المصارحة، وكان يدافع ويبرِّر، ثمَّ انتقل لرمي اللَّوم عليها، بعدها هدَّد بقطع العلاقة، وفعَّل تهديده بحظر اتِّصالاتها، وأدخلها في صدمة عاطفيَّة، وبعد أنْ استعادت رباطة جأشها من تلك الصَّدمة عاود الاتِّصال بها متودِّدًا وطالبًا أنْ تُحدِّد هي لأهله موعدًا لخطبتها، ولكنَّها رفضت لأنَّها فقدت معه الأمان في علاقتها به.