” الانعتاق من كتلة الألم “
لعب الأدوار
الإنسان عندما يردي أنْ يلفت الإنتباه يلعب أدوارًا مختلفة حتى بالإساءة، كما يفعل بعض الإطفال، وكذا دور الضحية، وكذلك عندما تصبح مشكلاتي جزءً من أنا، فلا أريد لها أن تنتهي مثلًا في ارتباط الحبيبين معًا حتى الوظيفة تتحول إلى دور، تختلف طريقة كلامك بناءً على نوع الشخص الذي أمامك: طفل – بائع – مسؤول، فأنت لا تتحدث معه كإنسان، هذا خطأ فيه فداحة، المطلوب الحديث مع الآخر بحسبه شريطة أن لا تختفي الإنسانية في طيات الحديث، أما احتقار الآخر لمهنته كالمنظف مثلًا، فهذا الخطأ، وليس من الخطأ أن أتحدث مع الطفل كما أتحدث مع البائع ثم تقول لي هذا ليس ذاتك.
فالصورة المفهومية التي خلقها ذهنك عن نفسك تتصل بما خلقته بنفسها، أي الصورة المفهومية التي صنعتها عن الآخر، والأرجح أنَّ الشخص المقابل فعل الأمر نفسه كقصة الراهب ذي اليدين المتعرقتين حينما كان ينتظر وصول حاكم الأقاليم في جنازة أحد النبلاء المعروفين، هذا خطأ ولكن لا نستطيع التعميم.
السعادة كدور
عندما تبتسم لآخر وأنت مملوء ألم وإحباط، فهذا الدور تلعبه الأنا في أمريكا أكثر من أي بلد آخر، عكس المفهوم الاسلامي الذي يطلب جعل الحزن في القلب وإظهار الابتسامة للآخر، فالألم له هدف نبيل كتطوير الوعي وتبديد الأنا، جميل أن يكون البلاء أفضل من كلمة ألم حيث يؤدي عندما ينجح المبتلى إلى زيادة جرعة الوعي بمختلف أنواعه ومستوياته، كما أنَّ له دورًا في تقزيم رؤية الذات، فتصبح نار الألم هي نور الوعي “ذق ألم الطاعة كما تذوقت حلاوة المعصية” أو إذابة اللحم النابت من الحرام في معنى التوبة النصوح.
البعض يعرّف السعادة أنها السلام الداخلي، والسلام الداخلي هو فناء الأنا في نهاية المطاف، قد يكون صحيحًا، فالسعادة هي الاطمئنان الداخلي شريطة العمل على ملكات الروح، وسرُّ كلٍّ من النجاح والسعادة هو الوحدانية مع الحياة، فهذا يعني أن تكون واحدًا مع الآن، ثم تدرك أنك لا تعيش حياتك، بل الحياة هي التي تعيشك.
أشكال أمراض “الأنا“
الإرتياب وهي قصة يختلقها العقل لكي يستوعب إحساسًا كامنًا بالخوف ومستمرًا لديه، يعتقد أنَّ هناك مَنْ يتآمر عليه، لدى أحدنا مليار دينار مثلًا ثم إذا رأى دينارًا في يد غيره يستكثرها لأنه لا يعلم بما يملك، فهذا حالنا مع تولي.
البعض يعتبرها بمثابة القاعدة: كلما أشركت الآخرين أكثر مضت الأمور بسلاسة أكبر وسهولة أكبر، وحين لا تمنح الآخرين إلا القليل من المساعدة أو لا تمنحهم أو تضع عقبات فإن الكون (على هيئة ناس أو ظروف) يعاملك بالمثل.
كتلة الألم
الإغتراب، إنك لا تشعر بالراحة في أي وضع من الأوضاع، (كغربة الروح في هذه الدينا)، فالأنا هو الفكر بالإضافة الى العاطفة، والعاطفة هي تفاعل جسدك مع عقلك، لا مشكلة مع الذكريات الماضية إنْ لم تمنعك عن المضي الحالي والمستقبلي، أما إذا كانت تسيطر عليك ولا حرية لك إلا بحملها فهذا مصيبة، فكتلة الألم تكمن مدة أسبوعين في الأغلب وقد تطول لسنوات حتى تنكأ.
الإنعتاق
كتلة الألم Pain-body قد تسبب حادث تصادم ليس الشخص نفسه، كالذي لم يجد محاميًا فقال للقاضي أن موكله لم يصطدم وإنما كتلة الألم عنده هي الفاعل.
اكتشاف الفضاء
الإدمان هو سلوك قهري كحلاوة سيجارة ومشاهدة التلفاز، وعلاجه أنْ تتوقف وتأخذ ثلاثة أنفاس متتالية، فهذا يولد الوعي في الفضاء الداخلي والفضاء الخارجي.