مهارات الحياة ٥: تحسين مهارات تلقي الرسائل

تحديد المشكلات

يشخّص الكثير من النَّاس أنْ لديهم مشكلة في مهارات الاتصال، فيبذلون جهودًا كبيرةً لمعرفة من أين يبدأون في التحسن، هناك عددٌ من الطرق التي يمكنك من خلالها تحديد أساس المشكلة بما في ذلك:

● الطلب من أصدقائك وعائلتك وزملائك تقديم المشورة لك، سيسعد معظم الناس بمساعدتك في رحلتك وخطواتك نحو تحسين الذات، ربما كانوا ينتظرون هذه الفرصة فقط لبعض الوقت.

● العمل ببساطة على تحسين مجالات المشكلات لديك والتي تمثل تحديًا كبيرًا لك ومعرفة ما سيحدث.

أربعة مجالات رئيسية لتحسين مهارات تلقي الرسائل

١. تعلم الاستماع

وهو أحد أكثر المجالات التي تحتاج إلى تحسين، فجميعنا يميلُ إلى نسيان أنَّ الاتصال عملية ذات اتجاهين، فنقع في فخ “البث” حيث نصدر رسالة فقط، ونفشل في الاستماع إلى الرد، في كثير من الأحيان لا نستمع حقًا إلى الآخرين في المحادثة، لكنّنا نفكر فيما نخطط لقوله بعد ذلك، ومن المرجّح أن يؤدي تحسين مهارات الاستماع لديك إلى تحسين علاقاتك في كل من العمل والمنزل، فالاستماع ليس هو نفسه السمع، تعلمُ الاستماع لا يعني فقط الانتباه إلى الكلمات التي يتمُّ التحدث بها ولكن إلى كيفية نطقها والرسائل غير اللفظية التي يتم إرسالها معهم، وهذا يعني إعطاء اهتمامك الكامل للشخص المتحدث، والتركيز بصدق على ما يقوله وما لا يقوله، يستخدم المستمعون الجيدون تقنيات التوضيح والتفكير لتأكيد ما قاله الشخص الآخر وتجنّب أي ارتباك، وتظهر هذه الأساليب بوضوح كبير أنك تستمع بفاعلية.

٢. دراسة وفهم الاتصال غير اللفظي

الكثير من الرسائل تصل بطريقة غير لفظية، وتشير بعض التقديرات إلى أن هذا قد يصل إلى 80٪ من التواصل، لذلك من المهم التفكير في الاتصال غير اللفظي وفهمه لا سيما عندما يكون غائبًا أو منخفضًا، كما هو الحال عندما تتواصل كتابيًا أو عبر الهاتف، غالبًا ما يُنظر إلى التواصل اللفظي على أنه لغة جسد، لكنه في الواقع يغطي أكثر من ذلك بكثير، حيث يشمل نبرة الصوت وحركة الجسم والتواصل البصري والموقف وتعبيرات الوجه، وحتى التغيرات الفسيولوجية مثل التعرق، وبالتالي يمكنك فهم الآخرين بشكل أفضل من خلال الانتباه الشديد لتواصلهم غير اللفظي، يمكنك أيضًا التأكد من نقل رسالتك بشكل أكثر وضوحًا من خلال التأكد من تناسق كلماتك ولغة جسدك.

٣. الوعي العاطفي والإدارة

مجال الاتصال الثالث هو الوعي بمشاعرنا ومشاعر الآخرين، والقدرة على إدارة تلك المشاعر في العمل، فمن السهل الوقوع في فخ التفكير بأنَّ كلَّ شيءٍ يجب أن يكون منطقيًا، وأنَّ هذه المشاعر لا مكان لها ونحن بشر، وبالتالي فوضويون وعاطفيون لا أحد منا يستطيع أن يترك عواطفه في المنزل ولا ينبغي لنا أن نحاول القيام بذلك أصلًا، هذا لا يعني أنَّنا يجب أن نترك كل شيء دون تخطيط، وإن الوعي بالعواطف الإيجابية منها والسلبية يحسِّن التواصل بالتأكيد، وهذا الفهم لمشاعرنا ومشاعر الآخرين يُعرف بالذكاء العاطفي، وهناك دليل كبير على أنَّهُ أهم بكثير للنجاح في الحياة مما قد نفعل والذي يُطلق عليه الذكاء الفكري، إذ يغطي الذكاء العاطفي مجموعة واسعة من المهارات، تنقسم عادةً إلى مهارات شخصية ومهارات اجتماعية، وتشمل المهارات الشخصية الوعي الذاتي والتنظيم الذاتي والتحفيز، أمَّا المهارات الاجتماعية فتشمل التعاطف وبقية المهارات الاجتماعية، يتم تقسيم كل واحدة من هذه المهارات إلى المزيد من المهارات كما يلي:

● يتكون الوعي الذاتي من الوعي العاطفي والتقييم الذاتي الدقيق والثقة بالنفس.

● التعاطف هو القدرة على “الشعور” بالآخرين مشاركة عواطفهم وفهمها، ويشمل فهم الآخرين، وتطويرهم، والتوجه نحو الخدمة، وتقدير التنوع والاستفادة منه والوعي السياسي.

والمبدأ الكامن وراء المهارات المختلفة التي يتكون منها الذكاء العاطفي هو أنَّهُ يجب أن تكون على دراية بمشاعرك وتفهمها، وأن تكون قادرًا على إتقانها من أجل فهم الآخرين والعمل معهم بشكل جيد.

٤. مهارات طرح الأسئلة

المجال الرابع حيث يعاني الكثير من الناس من الاستجواب، يعتبر طرح الأسئلة مهارة بالغة الأهمية لضمان فهمك لرسالة شخص ما بشكل صحيح، إنها طريقة جيدة جدًا للحصول على مزيد من المعلومات حول موضوع معين، أو ببساطة بدء محادثة واستمرارها، ويُنظر إلى أولئك الذين يتمتعون بمهارات استجواب جيدة على أنهم مستمعون جيدون للغاية، لأنهم يميلون إلى قضاء وقت أطول بكثير في استخلاص المعلومات من الآخرين بدلاً من بث آرائهم الخاصة.