الاساس البيولوجي للتواصل البصري
لقد وجد العلماء أساسًا بيولوجيًا لأهمية الإتصال بالعين في التواصل البشري، ثمة دراسة نُشرت في عام ٢٠٠٧ أن بعض خصائص قزحية العين مرتبطة بسمات شخصية معينة، وتوقع الباحثون أنَّ النتائج قد تكون بسبب الجين نفسه المسؤول عن تطور كل من القزحية والقشرة الأمامية في الدماغ، وهي المنطقة المرتبطة بالشخصية، ولكن من الواضح أنَّهُ يحتاج إلى الكثير من العمل قبل أن يتم قبوله من الناحية النظرية، فالدراسة تقدم دليلًا محتملاً عن سبب تقديرنا للقدرة على إجراء اتصال دائم بالعين عندما نتحدث إلى شخص آخر.
لغة بارا أو إشارات صوتية:
تتعلق اللغة شبه الجزئية بجميع جوانب الصوت التي لا تشكل جزءً من الرسالة اللفظية، إذ تتضمن نبرة الصوت والسرعة والحجم، والتوقف المؤقت والتردد بين الكلمات، وهذه الإشارات تخلق المشاعر حول ما يقال، ويشير التأكيد على كلمات معينة أو استخدام نغمات معينة من الصوت إلى التعليقات إذا كانت مطلوبة، وعلى سبيل المثال في اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى غير النغمية يمكن أن تشير النغمة الصاعدة في نهاية الجملة إلى سؤال.
ويمكن ملاحظة تلك التغيّرات في نبرة الصوت من خلال الأمثلة الحياتية المختلفة، ومن المؤكد أنكم لاحظتم أنّ البعض يحاول تقديم عرض تقديمي أو أن يتحدث علنًا وهو في حالة توتر، سيظهر ذلك على صوته ومشاعره وتكون تلك العلامات لا إرادية في الواقع، فالعصبية مثلًا تُحدِثُ تغييرات فسيولوجية مثل ضيق الحنجرة أو نبرة الصوت ودرجاته، والتي تميل إلى رفع حدة الصوت في موقف لايستدعي رفع الصوت أبدًا، وغالبًا ما يتحدث الأشخاصُ العصبيون بشكل أسرع أيضًا، وتلاحظون ذلك عندما تشتدُّ النقاشات ويدخل أحدهم في دائرة العصبية وكأنه يتعجل إخراج الكلمات، ويحدث ذلك دون إرادة المتكلم حيث لا يستطيع أنْ يتحكم في سرعة الكلمات الخارجة من حنجرته، على عكس بعض جوانب الاتصال غير اللفظي وخاصة تعبيرات الوجه، فيمكن تعلم التحكم في جوانب الكلام هذه، تتمثل الخطوة الأولى في تنمية الوعي بها في نفس المتحدث، وهذا جزء مهم من التغلب على التوتر والقلق والخوف أثناء العرض.
تعابير الوجه
العروض المؤثرة هي تعبيرات الوجه أو الإيماءات التي تُظهر المشاعر التي نشعر بها، وكثيرًا ما تكون العروض المؤثرة غير مقصودة، وتعطي مثل هذه التعبيرات أدلة قوية على الحالة العاطفية الحقيقية للشخص، وينبغي بشكل عام الوثوق بالكلمات إذا كان هناك عدم تطابق بين الاثنين.
التواصل البشري هو مجموع أجزائه
أحد الأسباب التي تجعل النَّاس يشكون غالبًا من الهاتف والبريد الإلكتروني، ناهيك عن وسائل التواصل الاجتماعي، هو أنهم لا يسمحون بأي اتصال غير لفظي، هذا يعني أنه يمكن فقد جزء كبير من المعنى، فالهاتف مثلاً عليك أنْ تعمل بجهد أكبر لتوصيل استجابتك العاطفية بصوتك، لأنَّ وجهك غير مرئي، ويتفاعل المتلقي مع لغة الجسد من التواصل العيني وإيماءات اليد وتعبيرات الوجه وغيرها من الجوانب التي تؤثر في المستمع إلى جانب الكلمات.
تحسين الإتصال
مهارات الاتصال الفعَّال أساسية للنجاح في العديد من جوانب الحياة، ولذلك فإنّ كثيرًا من الوظائف تتطلب مهارات اتصال قوية، فالأشخاص الذين يتمتعون بمهارات تواصل جيدة يُلاحظُ أنهم يتمتعون بعلاقات شخصية أفضل مع الأصدقاء والعائلة، وبالتالي فإن التواصل الفعَّال هو مهارة شخصية أساسية وتعلم كيفية تحسين عملية التواصل له فوائد عديدة، ويجد الكثير من الناس صعوبة في معرفة من أين يبدأون.
عملية ثنائية الاتجاه
الاتصال هو عملية ذات اتجاهين، إنها تتضمن كيف نرسل الرسائل ونستقبلها، ويشمل الاستلام كلاً من كيفية استيعابنا للرسالة و “فك تشفير” الرسالة، وبالتالي قد يشمل تحسين الاتصال أيضًا، وتكمن العديد من المشكلات الأكثر شيوعًا في الاستلام بدلاً من إرسال الرسائل.