طرق للحد من انتشار التنمر في العمل
● يجب على أصحاب العمل اتخاذ خطوات لتطوير بيئات عمل مقاومة للتنمر، مثل تثقيف الموظفين ، وتنفيذ سياسات مكافحة التنمر ، وتطوير خطوات للإبلاغ عن الحوادث. عندما يفعلون ذلك، تقل احتمالية حدوث التنمر. ولكن حتى أفضل برامج الوقاية لن تقضي تمامًا على التنمر.
● مفتاح المعالجة الفعالة للتنمر في مكان العمل هو التعامل مع تقارير التنمر بسرعة وكفاءة. يرسل هذا رسالة واضحة للموظفين مفادها أنه لن يتم التسامح مع التنمر في مكان العمل. لسوء الحظ ، يتردد العديد من أصحاب العمل في التعامل مع حالات التنمر في المكتب لأنهم غير متأكدين مما يجب عليهم فعله. ولكن إذا تم ترك التنمر في مكان العمل دون معالجة ، فسيؤدي ذلك إلى تصعيده وسرقة الأعمال في نهاية المطاف من الأموال والموظفين الجيدين.
● على أرباب العمل الذين يريدون أن يكونوا ناجحين المساهمة في الحد من تأثير التنمر في مكان العمل والقيام بتطبيق إجراءات تأديبية واضحة وموجزة ويتبعونها عند وقوع حادث.
● مفتاح التغلب على التنمر في مكان العمل هو عدم السماح للأشياء التي تقال وتفعل لك بتعريف هويتك كشخص. من المهم أيضًا اتخاذ خطوات للإبلاغ عن التنمر في مكان العمل إلى المشرف أو إلى الموارد البشرية. وإذا لم يتم حل الأمور أو استمرت في التصعيد ، فقد يكون الوقت قد حان للنظر في البحث عن عمل في مكان آخر.
● من غير الواقعي محاولة تحمل التنمر في مكان العمل. لأن ذلك سيؤثر سيؤثر حتى على أكثر الموظفين مرونة. بدلاً من ذلك ، ركز على اتخاذ قرارات التوظيف التي ستفيد صحتك العاطفية والجسدية. وإعطاء الأولوية لرعاية نفسك. بمجرد القيام بذلك ، ستكون على طريق الانتعاش.
● إذا كنت مضطرًا للاحتفاظ بوظيفتك تمامًا أو لم يكن لديك خيارات أخرى للتوظيف ، فتأكد من أنك مجتهد في الاعتناء بنفسك. ابدأ بممارسة الرياضة وتناول الطعام بشكل صحيح. يجب أيضًا أن تخصص وقتًا لنفسك عندما لا تعمل وأن تلتزم بفعل الأشياء التي تستمتع بها.
● ابحث عن مسكنات التوتر الصحية. ركز على أهدافك والأشياء التي تجعلك سعيدًا بدلاً من التركيز على السلبية التي تواجهها في العمل. إذا كنت تعرف حدودك وتعمل على البقاء بصحة جيدة ، فلن يكون للتنمر في مكان العمل تأثير دائم على حياتك.
اضطرابات ضحايا التنمر
إنَّ المشكلات الوظيفية هي السبب الرئيسي للضغط النفسي والبدني لدى الموظفين مما يؤدي بدوره إلى غياب ضحايا التنمر من الموظفين عن العمل، ويتجسد التنمر الوظيفي في أشكال عدة: منها تعمد تشويه وتقويض إنجازات الآخرين، وتوجيه الانتقادات غير المبررة والمستمرة للآخرين، وإهانة وتهديد وشتم وتقليل قدر الآخرين، وإشاعة النميمة والشائعات حول شخص معين، والإهمال والتجاهل المتعمد لموظف معين، والتحريض على طرد أو نقل موظف إلى قسم مختلف في المؤسسة أو خارجها.
وتظهر على ضحايا التنمر عوارض منها: اضطرابات النوم، واضطرابات القلق، واضطراب التكيف، اضطراب الكرب ما بعد الصدمة، وكلها تؤدي إلى انخفاض الحماسة والدافعية والشعور بالتعب، ويصبح الأشخاص الذين يعملون في بيئة مليئة بالتنمر الوظيفي كالنزاعات والإهانات والمنافسة غير الشريفة أكثر عرضة لترك المؤسسة أو التغيب عن العمل لعدم اقتناعهم بسياسات تلك المؤسسة.
ويؤثر التنمر الوظيفي على الإنتاج بطرق مختلفة، فهو يتسبب بخسائر مادية بسبب انخفاض الإنتاجية وانتقال الموظفين إلى مؤسسات أخرى حيث يؤدي ذلك إلى خسارة الخبرات وزيادة تكاليف التأمين الصحي والحاجة إلى التوظيف الجديد والتدريب والتعامل مع الشكاوى وغيرها.
وهناك بعض الحلول المقترحة لمحاربة مشكلة التنمر باعتبارها مشكلة قابلة للعلاج من خلال تركيز التوعية حول الاعتراف بحقيقة مفادها: أن التنمر الوظيفي هو مشكلة حقيقية قائمة ويشكل تحديًا كبيرًا ولا بد من معالجته بشكل جذري، لأن مجرد رفض التنمر سيضخم المشكلة، إذ يجب ألا نعتبر السلوك العدواني طبيعيًا أو حالة صحية أو نوعًا من المنافسة بين الموظفين حتى إن كان بمستويات بسيطة، وإذا كانت رؤية المؤسسة هي البقاء للأقوى فقد حان الوقت لتغيير تلك الرؤية بالكامل، مع ضرورة وضع معايير سليمة تكفل التواصل الفعال بين الموظفين، وتتضمن أساليب الاستجابة للتنمر الوظيفي بتثبيت حالات التنمر رسميًا عند وقوعها، مع ضرورة تضمن المعايير لسياسة التحمل الصفري من قبل الموظفين لأي سلوكيات عدوانية، وتزويد الموظفين والمؤسسة ببرامج التدريب حول التعامل مع التصرفات العدوانية في العمل متضمنًا المفردات التالية: الحفاظ على بيئة عمل متمدنة وراقية ومهنية وجاذبة إضافة الى حل النزاعات بطرق إدارية سليمة بعيداً عن الأمور الشخصية.
ومن الضروري تقييم حالة المتنمر من قبل المسؤول بشكل أولي بغض النظر عن جميع الاعتبارات حفاظاً على الإنتاجية وسمعة المؤسسة، ثم تشكيل فريق إداري علمي ونزيه لدراسة ومعالجة كل حالات التنمر التي تلم بالموظفين مع مراعاة المستوى الوظيفي غير المتوازن بين الموظفين والمسؤولين ما قد يكمم أفواه بعض الموظفين لضمان العدالة، وضرورة أن يكون الفريق الداخلي مدرباً لتقييم حالات التنمر الوظيفي والتعامل معها أو يمكن الاستفادة من خبير محايد كمستشار خارجي مع أهمية إحالة المتنمر والمتنمر عليه إلى الطبيب أو المعالج النفسي لتقييم حالة المتنمر وعلاجه وتقديم الدعم النفسي للمتنمر عليه.
ولا يجوز إطلاقاً فض الخلاف داخل حدود المؤسسة أو القسم الواحد لما لهذا الأسلوب من تبعات نفسية وخيمة تلقي بظلالها على طرفي النزاع مستقبلاً، إذ لا بد من تبني بيئة العمل الإيجابية والداعمة والواعية لكي يشعر الموظفون المتنمر عليهم بالأمان عند تسجيلهم حالات التنمر التي قد تحدث مع مسؤوليهم أو زملائهم أو المرؤوسين، فهنالك العديد من العاملين يشعرون بالخجل أو الخوف بسبب التنمر في العمل ويخشون حتى من تسجيل حوادث التنمر.
كما أن من الضروري تذكير الموظفين ببرنامج فريق التعامل مع التنمر الداخلي وتوعيتهم بكيفية الاستفادة من تلك البرامج التي تزودهم بالاستشارة، مع ضرورة وضع ضوابط إدارية تحمي الموظفين من التنمر الإلكتروني فيما بينهم عبر التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، إذ يجب تحديد عواقبه بوضوح تام مع ضرورة معرفة الموظفين للفرق بين التنمر والتحرش والتمييز بينهما، فلكل واحد عواقب قانونية مختلفة حيث يستهدف التحرش الضحايا ضمن جماعة مصنفة مثل جنس الشخص وعرقه ودينه وعمره وإعاقته وغيرها، فالتحرش جريمة وعندما تسجل لا بد من إخبار الشرطة للوقوف على التفاصيل واتخاذ اللازم، بينما يستهدف التنمر الأشخاص دون الأخذ بنظر الاعتبار انتماءاتهم، فللأسف لا توجد قوانين في معظم الدول لإدانة التنمر، ورغم تلك الاختلافات بين التحرش والتنمر فإن المؤسسات يجب أن تتعامل مع التنمر والتحرش بالقدر نفسه من الجدية والسرعة، فالتنمر يكلف كثيراً من الجهد والوقت والمال ويمكن أن يؤدي إلى دعاوى تسيء فعلا إلى سمعة المؤسسة ويمكن أن تتسبب بآثار سلبية طويلة الأمد على حالة الموظفين النفسية وعوائلهم والمجتمع برمته.
ورغم أن التنمر الوظيفي ظاهرة قابلة للعلاج إلا أنها ليست دائماً قابلة للمنع، لكن يستطيع النظام الإداري في المؤسسات أن يسيطر عليها وأن يحّجمها بشكل ملحوظ ويحافظ على بيئة عمل صالحة، وقد يحتاج ذلك كله إلى شيء من الوطنية والإخلاص ونزر يسير من الوقت والموارد، للظفر بعوائد إيجابية كبيرة تحفظ للمؤسسة مكانتها وسمعتها لتسهم إسهاماً فاعلاً وحقيقياً في بناء المجتمع.