تناولنا في الحلقات السابقة وضمن هذه السلسلة المتعلقة بنوبات الغضب الكثير من العناوين وذكرنا أنّ نوبات الغضب هي نوبات قصيرة من السلوكيات المتطرفة وغير السارة والعدوانية وفي بعض الأحيان استجابةً للإحباط أو المواقف الصعبة، وذكرنا أنّ الأدبيات الخاصة بالأطفال الأكبر سنًا تشير إلى هذه الأحداث على أنها “نوبات غضب” وقلنا أنَّها عادة ما تكون سلوكيات غير متناسبة مع الموقف عند الأطفال الصغار، تشمل السلوكيات عادةً البكاء، أو الصراخ، أو العرج، أو الضرب، أو رمي الأشياء، أو حبس النفس، أو الدفع، أو العض، وتحدث نوبات الغضب مرة واحدة في اليوم بمتوسط ثلاث دقائق للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 شهرًا، وتقل حدة الأحداث وتكرارها ومدتها بشكل طبيعي مع تقدم الطفل في السن، على الرغم من أن غالبية نوبات الغضب عند الأطفال الصغار هي نموذجية وجزء من سلوك الطفل الطبيعي، يمكن أن تكون نوبات الغضب غير النمطية سمة من سمات الاضطرابات السلوكية والنفسية.
ماذا علي أن أفعل بعد نوبة الغضب ؟
امدح طفلك لاستعادته السيطرة: “أحب الطريقة التي هدأت بها” أو “أحب طريقة تعاملك مع البائع” أو ” لقد تعاملت بوعي عال مع المشكلة التي حصلت بينك وبين أختك”.
قد يكون الأطفال معرضين للخطر بشكل خاص بعد نوبة غضب عندما يعرفون أنهم أقل من رائعتين، الآن عندما يكون طفلك هادئًا هو الوقت المناسب لعناق وطمأنته أنه محبوب مهما كان الأمر، وإذا كان طفلك كبيرًا بما يكفي لمناقشة المشكلة فساعده على التوصل إلى طرق أخرى ربما عبر فيها عن إحباطه.
تأكدْ من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم، يمكن للأطفال أن يصبحوا مفرطي النبض مع قلة النوم ومكروهين، ولديهم سلوكيات متطرفة، والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أنْ يقلل بشكل كبير من نوبات الغضب، اكتشفْ مقدار النوم المطلوب في عمر طفلك، وتقع احتياجات نوم معظم الأطفال في نطاق محدد من الساعات بناءً على أعمارهم ولكن كل طفل فريد من نوعه.
نصائح حول نوبات الغضب عند الأطفال
- اكتشف سبب حدوث نوبة الغضب: قد يعاني طفلك من نوبة غضب لأنه متعب أو جائع، وفي هذه الحالة قد يكون الحل بسيطًا، ويمكن أن يشعروا بالإحباط أو الغيرة ربما من طفل آخر، وقد يحتاجون إلى الوقت والاهتمام والحب، على الرغم من أنهم ليسوا محبوبين للغاية.
- افهم وتقبل غضب طفلك: ربما تشعر بالغضب في بعض الأحيان ولكن على عكس طفلك يمكنك التعبير عن ذلك بطرق أخرى.
- ابحث عن مصدر إلهاء: إذا كنت تعتقد أنَّ طفلك بدأ في نوبة غضب فابحثْ عن شيء يشتت انتباهه به على الفور، وقد يكون هذا شيئًا يمكنك رؤيته من النافذة: “انظر! قطة”، اجعل نفسك تبدو متفاجئًا ومثيرًا للاهتمام قدر الإمكان.
- انتظر حتى تتوقف: لن يؤدي فقدان أعصابك أو الصراخ إلى إنهاء نوبة الغضب، تجاهل المظهر الذي تحصل عليه من الأشخاص من حولك وركز على التزام الهدوء.
- لا تغير رأيك: لن يساعد الاستسلام على المدى الطويل، إذا قلت لا، فلا تغير رأيك وتقول نعم فقط لإنهاء نوبة الغضب، سيبدأ طفلك في التفكير في أن نوبات الغضب يمكن أن تحصل عليه بما يريد، ولنفس السبب لا يساعد رشوتهم بالحلويات أو المكافآت، وإذا كنت في المنزل فحاول الذهاب إلى غرفة أخرى لفترة من الوقت، وتأكدْ من أن طفلك لا يستطيع إيذاء نفسه أولاً.
- كن مستعدًا عندما تكون بالخارج للتسوق: تحدث نوبات الغضب غالبًا في المتاجر، قد يكون هذا محرجًا كما أن الإحراج يجعل من الصعب عليك التزام الهدوء، فاجعل رحلات التسوق قصيرة قدر الإمكان، وأشرك طفلك في التسوق من خلال التحدث عما تحتاجه والسماح له بمساعدتك.
- حاول أن تمسك طفلك بقوة حتى تمر نوبة الغضب.
- يجد بعض الآباء والأمهات أن حمل طفلهم بحزم أثناء وجودهم في نوبة غضب مفيد ولكن قد يكون من الصعب حمل طفل مكافح، وعادة ما ينجح عندما يكون طفلك مستاءً أكثر من غضبه، وعندما تشعر بالهدوء الكافي للتحدث معه بلطف وطمأنته.
الضرب، والعض، والركل، والقتال، كمؤشرات
يعضُّ الأطفالُ الصغار أحيانًا أو يضربون أو يدفعون طفلًا آخر، والأطفال الصغار فضوليون وقد لا يفهمون أن سحب الشعر أو نتفه يؤلم، وهذا لا يعني أن طفلك سوف يكبر ليصبح عدوانيًا، فيما يلي طرق لتعليم طفلك أن هذا السلوك غير مقبول:
-
- لا تضرب أو تعض أو ترتد: قد يجعل هذا طفلك يعتقد أنه من المقبول القيام بذلك، فبدلاً من ذلك أوضح لهم أن ما يفعلونه يؤلمك ولن تسمح بذلك، بل يمكنك تحديد بعض العقوبات كالحرمان أو الجلوس لوحده أو القيام بنشاط معين.
- تحدث معهم: يمر الأطفال غالبًا بمراحل من الانزعاج أو عدم الأمان ويعبرون عن مشاعرهم من خلال العدوانية، ومعرفة ما يقلقهم هو الخطوة الأولى لتكون قادرًا على المساعدة، ولذلك فإن الحديث معهم يزيد من فرص المعرفة الدقيقة بسلوكهم وماذا يزعجهم وما هي احتياجاتهم وهي غالبًا طرق للاستجابة السريعة والمعالِجة لنوبات الغضب.
- أظهر لهم أنك تحبهم ولكن ليس سلوكهم: قد يتصرف الأطفال بشكل سيء لأنهم يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام، فأظهر لهم أنك تحبهم بالثناء على السلوك الجيد ومنحهم الكثير من العناق عندما لا يتصرفون بشكل سيء، ولابد من التأكيد على كل تصرف سيء أنّه تصرف غير مناسب وعليك إرشادهم بإيجاد طرق بديلة مناسبة ومحفزة، وماذا يترتب عليها من سعادة لكل الأطراف.
- ساعدهم في إخراج مشاعرهم بطريقة أو أخرى: ابحث عن مساحة كبيرة مثل الحديقة، وشجع طفلك على الجري والصراخ، فإخبار طفلك أنك تتعرف على مشاعره سيسهل عليه التعبير عن نفسه دون إيذاء أي شخص آخر، ويمكنك محاولة قول أشياء مثل: “أعلم أنك تشعر بالغضب بسبب …”، بالإضافة إلى إظهار أنك تتعرف على إحباطهم، سيساعدهم ذلك على التعرف على مشاعرهم والتفكير فيها.
