دور الآباء في علاج نوبات الغضب عند الأطفال
مهارات قد تكون مفقودة
مهما كان المحفز يعتقد معظم المتخصصين في الصحة العقلية أنَّ الأطفال الذين يعانون من نوبات انفعالية متكررة يفتقرون إلى مهارات معينة من شأنها مساعدتهم على التعامل بشكل أفضل مع المواقف التي تسبب لهم الإحباط أو القلق أو الغضب. لتشمل:
- السيطرة على الاندفاع.
- حل المشكلات.
- التعبير عن المشاعر.
- التفاوض.
- توصيل الرغبات والاحتياجات للكبار.
- معرفة ما هو مناسب أو متوقع في موقف معين.
- التهدئة الذاتية.
حلقة مفرغة
الأطفال الذين يعانون من مشاكل مزاجية خطيرة لا يحسبون عن وعي نوبات الغضب، ولكنهم ربما تعلموا من خلال التعزيزات من الكبار أن نوبات الغضب تحصل على نتائج، ويقول الدكتور لوبيز: “ليس هناك شك في أنَّ الأطفال الذين لم يتغلبوا على نوبات الغضب لديهم مهارات متخلفة في التنظيم العاطفي، ولكن بعد ذلك أعتقد أن الضعف يتم الحفاظ عليه ويتفاقم من خلال التعلم المشروط”.
إذا واجه الطفل مشكلة ولا يعرف طرقًا أخرى للتعامل معها ولجأ إلى نوبات الغضب فقد يتعلم جيدًا، وهذا يساعده بمرور الوقت على شق طريقه، يقول الدكتور لوبيز: “تصبح حلقة مفرغة لأنه بدلاً من شحذ وممارسة المهارات التكيفية التي يتعلمها الأطفال عادةً لحل المشكلات بشكل تعاوني، يتعلم هؤلاء الأطفال الاستجابات غير القابلة للتكيّف عندما يصابون بالإحباط، ومن خلال الاستمرار في ممارسة تلك المهارات فإنهم يعززون هذه السلوكيات ويستخدمونها في عدد أكبر من المواقف”، بالطبع وذلك للحصول على أكبر استفادة.
الآباء أساسيون
يشدد الأطباء على أنه في إدارة النوبات مهما كان السبب فإن الخطوة الأولى هي فهم المحفزات واختبار الطرق التي يمكن من خلالها تغيير البيئة لتقليل حدوث النوبات، وعندما يتعلق الأمر بالبحث عن طرق لضبط بيئة الطفل ، فإن الوالدين هم العنصر الأساسي.يقول الدكتور ديكشتاين: “نحن لا نلوم الوالدين على نوبات الغضب لأن الآباء ليسوا سوى جزءٍ مما يدخل في أنماط سلوك الطفل جنبًا إلى جنب مع الحالة المزاجية والنمو، ولكن سلوك الوالدين قابل للتعديل، لذا فهو أقوى أداة لدينا لمساعدة الأطفال الصغار”.
ما الذي يجب أنْ يعرفه الآباء أيضًا عن نوبات الغضب؟
تحدث نوبات الغضب بشكل عام بشكل أقل مع تقدم الأطفال في السن، ويجب أنْ يلعب الأطفال ويتصرفون بشكل طبيعي بين نوبات الغضب، لكن تحدث مع مقدم الرعاية الصحية لطفلك إذا حدث أي مما يلي:
- نوبات الغضب شديدة وتستمر لفترة طويلة، أو تحدث كثيرًا.
- يعاني طفلك من الكثير من الصعوبات في التحدث ولا يمكنه إخبارك بما يحتاج إليه.
- تستمر نوبات الغضب أو تزداد سوءًا بعد 3 إلى 4 سنوات من العمر.
- يعاني طفلك من علامات المرض إلى جانب نوبات الغضب أو يحبس أنفاسه لتسبب الإغماء.
- يؤذي طفلك نفسه أو يؤذي الآخرين أثناء نوبات الغضب.
ماذا يجب علي فعله أثناء نوبة الغضب ؟
حافظْ على هدوئك عند الرد على نوبة غضب، ولا تعّقد المشكلة بإحباطك أو غضبك، وذكّر نفسك أنَّ وظيفتك تساعد طفلك على تعلم الهدوء لذلك عليك أن تكون هادئًا أيضًا.
يجب التعامل مع نوبات الغضب بشكل مختلف بناءً على سبب انزعاج طفلك، قد تحتاج في بعض الأحيان إلى توفير الراحة، وإذا كان طفلك متعبًا أو جائعًا فقد حان وقت قيلولة أو وجبة خفيفة، ومن الأفضل في أوقات أخرى تجاهل نوبة غضب أو إلهاء طفلك بنشاط جديد، وإذا حدثت نوبة غضب لجذب انتباه الوالدين، فإن أحد أفضل الطرق للحد من هذا السلوك هو تجاهله، وإذا حدثت نوبة غضب بعد رفض طفلك لشيء ما حافظ على هدوئك ولا تقدم الكثير من التفسيرات لماذا لا يستطيع طفلك الحصول على ما يريد، وانتقل إلى نشاط آخر مع طفلك، وإذا حدثت نوبة غضب بعد أن يُطلب من طفلك أن يفعل شيئًا لا يريد فعله، فمن الأفضل أنْ تتجاهل نوبة الغضب، لكن تأكد من متابعة جعل طفلك يكمل المهمة بعد أن يهدأ، يجب نقل الأطفال المعرضين لخطر
إيذاء أنفسهم أو الآخرين أثناء نوبة الغضب إلى مكان هادئ وآمن لتهدئتهم، وهذا ينطبق أيضًا على نوبات الغضب في الأماكن العامة.
إذا كانت هناك مشكلة تتعلق بالسلامة وكرر الطفل السلوك المحظور بعد أن طُلب منه التوقف فاستخدم المهلة من خلال جلوس الطفل على كرسي مخصص أو في الزاوية لبضع دقائق فقط، وكن قريبًا حتى تتمكن من الإشراف، لكن لا تتفاعل حتى يهدأ، كن متسقا لا تستسلم لقضايا السلامة.
من المرجح أن يستخدم الأطفال في سن ما قبل المدرسة والأطفال الأكبر سنًا نوبات الغضب ليشقوا طريقهم إذا علموا أنَّ هذا السلوك يعمل، وبالنسبة للأطفال في سن المدرسة فإنه من المناسب إرسالهم إلى غرفهم للاسترخاء مع إيلاء القليل من الاهتمام للسلوك، دعْ طفلك يعرف أنك ستخبره عندما تنتهي المهلة وأنه كلما كان الهدوء والهدوء أسرع، ستنتهي في أقرب وقت، هذا هو التمكين ويمكن للأطفال التأثير على النتيجة من خلال أفعالهم، وبالتالي يكتسبون إحساسًا بالسيطرة الذي فقده أثناء نوبة الغضب.
لا تكافئْ طفلك بالاستسلام على نوبة الغضب، فهذا سيثبت فقط لطفلك أنَّ نوبة الغضب كانت فعّالة، ضعْ في اعتبارك إنشاء مكان “للاسترخاء” أو “الهدوء” في منزلك، واستخدم وسادة ناعمة ووفر كتبًا وحيوانات مجسمة وأنشطة مهدئة أخرى في مكان لا يزعج فيه الآخرون الطفل، شجِّع طفلك على الذهاب إلى المكان عندما يكون غاضبًا أو مستاءً وليس كعقاب، ولكن كخيار وفرصة ليتعلم التهدئة والسيطرة على الإحباط.