كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال : دليل شامل للوالدين
ما هي نوبات الغضب؟
نوبات الغضب هي طريقة يخرج بها الطفل الصغير عن المشاعر القوية قبل أنْ يتمكن من التعبير عنها بطرق مقبولة اجتماعيًا، وقد يبدو الطفل خارج نطاق السيطرة تمامًا، ولكن نوبات الغضب والصراخ ورمي نفسه على الأرض هي جزءٌ طبيعيٌ من مراحل نمو الطفولة، تحدث غالبًا نوبات الغضب مع أحد الوالدين فقط، إنها طريقة يعبّر بها الطفل عن مشاعره، ويمكن للوالدين فهم سلوك أطفالهم من خلال فهم سبب اندلاع نوبة الغضب، ومتى تحدث وتحت أي ظرف ؟ ويأتي ذلك من خلال الملاحظة والرصد، مع العلم أنّ غالبية نوبات الغضب تحدث بعد عام من العمر، وبعضهم خلال 18 شهرًا الأولى من عمر الطفل، وتستمر حتى عمر السنتين إلى ثلاث سنوات، وتبدأ في الحدوث بشكل أقل عندما يصبح الطفل أكثر قدرة على التعبير عن رغباته واحتياجاته.
لماذا تحدث نوبات الغضب ؟
نوبة الغضب هي التعبير عن إحباط الطفل من القيود أو الغضب من عدم قدرته على شق طريقه، وربما يواجه طفلك مشكلة في اكتشاف شيء ما أو إكمال مهمة ما، وربما لا يمتلك طفلك الكلمات للتعبير عن مشاعره، وقد يؤدي الإحباط إلى نوبة غضب مما يؤدي إلى نوبة غضب، وإذا كان طفلك متعبًا أو جائعًا أو يشعر بالمرض أو مضطرًا إلى الانتقال، فمن المحتمل أن تكون درجة الإحباط لديه أقل وتزداد احتمالية حدوث نوبة غضب.
هل يعاني الأطفال الصغار من نوبات غضب عمدًا؟
لا يخطط الأطفال الصغار لإدخال آبائهم في مواقف صعبة أو إغضابهم أو إحراجهم، تعتبر نوبات الغضب بالنسبة لمعظم الأطفال الصغار وسيلة للتعبير عن الإحباط أو التململ من أمر ما، قد تكون نوبات الغضب بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا سلوكًا مكتسبًا، وإذا كنت تكافئ نوبات الغضب بشيء يريده طفلك أو سمحت لطفلك بالخروج من الأشياء عن طريق نوبة غضب فمن المرجح أنْ تستمر نوبات الغضب؛ فإن الصراخ والضرب أحيانا هي وسيلته للحصول على ما يريد.
هل يمكن منع نوبات الغضب عند الأطفال ؟
قد لا تكون هناك طريقة مضمونة للوقاية من نوبات الغضب، ولكن هناك الكثير الذي يمكنك القيام به لتشجيع السلوك الجيد لدى الأطفال الصغار. من الضروري تطبيق طرق الوقاية من نوبات الغضب ، ومن أمثلة ذلك:
- كن متسقا، ضع جدولًا يوميًا حتى يعرف طفلك ما يمكن توقعه، والتزم الجدول قدر الإمكان بما في ذلك وقت القيلولة والنوم، ويمكن أنْ تصبح أعصاب الطفل قصيرة الأمد إذا لم يحصل على قسط كافٍ من الراحة أو الهدوء.
- خطط مسبقا، قمْ ببدء المهمات عندما لا يحتمل أن يشعر طفلك بالجوع أو التعب، وإذا كنت تتوقع الانتظار في الطابور، فاخترْ لعبة صغيرة أو وجبة خفيفة لتشغل طفلك.
- دع طفلك يتخذ الخيارات المناسبة، تجنّب قول لا لكل شيء لمنح طفلك إحساسًا بالسيطرة، دعه يتخذ قراراته: “هل ترغب في ارتداء قميصك الأحمر أم قميصك الأزرق؟” – “هل ترغب في أكل الفراولة أم الموز؟” – “هل ترغب في قراءة كتاب أو بناء برج بمكعباتك؟” – “هل ترغب في الذهاب لدورة التعليم الديني أم دورة تجويد وترتيل القرآن؟”.
- الشكر على حسن السلوك، اعطِ مزيدًا من الاهتمام عندما يتصرف طفلك بشكل جيد، عانق طفلك مثلًا أو أخبر طفلك بمدى فخرك عندما يشارك أو يتبع التعليمات، أو قبّله وقلْ له إنّ هذا السلوك الذي أبديته كان رائعًا جدًا وقد أدخلت السرور على قلبي والديك.
- تجنب المواقف التي من المحتمل أن تثير نوبات الغضب، لا تعطِ طفلك ألعابًا متطورة جدًا بالنسبة له، إذا كان طفلك يتوسل للحصول على ألعاب أو هدايا عند التسوق فابتعدْ عن المناطق التي بها هذه الإغراءات، وإذا كان طفلك يتصرف في المطاعم حسب ما يشتهي ليفرض رأيه على الجميع ويعكر الجو العام فاختر الأماكن التي تقدم خدمة سريعة.
ما هي أفضل طريقة للرد على نوبة غضب؟
أفضل طريقة للرد على نوبة الغضب هي التزام الهدوء، وإذا كنت تستجيب بنوبات صاخبة وغاضبة فقد يقلد طفلك سلوكك، كما أنَّ الصراخ في وجه الطفل ليهدأ من المرجح أن يزيد الأمور سوءًا، وبدلًا من ذلك حاول تشتيت انتباه طفلك، قد يساعدك كتاب مختلف أو تغيير الموقع أو عمل وجه مضحك، وإذا طلبت من طفلك أن يفعل شيئًا ضد إرادته فاتبعْ ذلك من خلال عرض المساعدة، وإذا طلبت من طفلك عدم اللعب في منطقة معينة، ففكّر في أن تبيّنَ له المكان المناسب للعب، وإذا كان طفلك يضرب أو يركل شخصًا ما أو يحاول الجري في الشارع فتوقفْ عن هذا السلوك عن طريق الإمساك به حتى يهدأ، وعندما يهدأ طفلك اشرحْ بهدوء قواعدك.