ماذا لو أصبح طفلي مدمرًا أو خطيرًا؟
إذا تصاعدت نوبة الغضب أخرج طفلك من الموقف وافرض مهلة: وحدّد مكان انتهاء المهلة، واجلس طفلك في مكان يبعث على الملل، مثل كرسي في غرفة المعيشة أو على الأرض في الردهة، وانتظر حتى يهدأ طفلك، ضعْ في اعتبارك إعطاء دقيقة واحدة من المهلة لكل سنة من عمر طفلك، فإذا كان عمر الطفل أربع سنوات على سبيل المثال فله دقيقة واحدة، أما إذا كان عمره خمس سنوات فله دقيقتان وهكذا، كلما زاد عمر الطفل كلما زادتْ دقائق المهلة، استمر في ذلك، وإذا بدأ طفلك في التحرك قبل انتهاء المهلة فأعده إلى مكان المهلة المحدد، ولا ترد على أي شيء يقوله طفلك أثناء وجوده في الخارج، واعرف متى تنتهي المهلة، وعندما يهدأ طفلك ناقشْ بإيجاز سبب المهلة ولماذا كان السلوك غير لائق، ثمَّ عُدْ إلى أنشطتك المعتادة، ومع ذلك لا تفرط في استخدام المهلات وإلا فلن تستطيع التعامل مع الطفل أبدًا.
كيف نقلل احتمالية نوبات الغضب
تجد هنا بعض التقنيات التي يمكنك تفعيلها لتقليل احتمالية حدوث نوبات الغضب، وهي ليست ناجحة دائمًا، ولكنها تقلل بنسبة كبيرة من احتمالية حدوثها:
- ساعدْ طفلك على فهم عواطفه، ويمكنك القيام بذلك منذ الولادة باستخدام كلمات لوصف مشاعر مثل “سعيد” – “حزين” – “متقاطع” – “متعب” – “جائع” – “مريح”.
- حددْ نوبات الغضب مثل التعب والجوع والقلق والمخاوف أو المبالغة في التحفيز، وقد تكون قادرًا على التخطيط لهذه المواقف وتجنب المحفزات من خلال الذهاب للتسوق بعد أن يأخذ طفلك قيلولة أو شيء يأكله.
- عندما يتعامل طفلك مع موقف صعب دون نوبة غضب، شجعْهُ على ضبط ما يشعر به، تقوله مثلًا: “لقد رأيتك للتو تبني هذا البرج مرة أخرى دون أنْ تنزعج عندما سقط، كيف شعرت؟ هل شعرت بالقوة والهدوء؟ أو أثناء قيامه بإنجاز نشاط مدرسي يمكنك المبادرة بالحديث معه “ما شاء الله يمكننا الاعتماد عليك، وكيف تشعر وأنت تنجز النشاط لوحدك؟
- تحدثْ عن المشاعر بعد نوبة غضب عندما يكون طفلك هادئًا، فقل له: “هل رميت هذه اللعبة لأنك كنت تعتقد بأنها تعمل حين أنّها لا تعمل؟ ما الذي كان يمكنك فعله أيضًا؟
- نموذج ردود فعل إيجابية للتوتر: قلْ له “أنا قلق من أن تتسبب حركة المرور هذه في تأخيرنا، وإذا أخذتُ أنفاسًا عميقة فسوف يساعدني ذلك في الحفاظ على هدوئي، وهذه التقنية ذات تأثير كبير لأن الطفل يتعلم من القدوة مباشرة دون وسائط.
التعامل مع نوبات الغضب : إدارة مشاعرك
إذا استطعت أنْ تظل هادئًا عندما يمر طفلك بنوبة غضب فهذا يعطي طفلك نموذجًا للسلوك الهادئ، وإليك بعض الأفكار للبقاء هادئًا وإبقاء الأمور في نصابها أثناء نوبات الغضب:
- ضع خطة واضحة لكيفية التعامل مع نوبة الغضب في أي موقف تمر به، ركّزْ على وضع خطتك موضع التنفيذ عند حدوث نوبة الغضب.
- تقبّلْ أنك لا تستطيع التحكم في عواطف طفلك أو سلوكه بشكل مباشر، ويمكنك فقط الحفاظ على سلامة طفلك وتوجيه سلوكه حتى تقل احتمالية حدوث نوبات الغضب في المستقبل.
- اقبلْ أنَّ التغيير يستغرق وقتًا، وطفلك لديه الكثير ليفعله قبل أنْ تنتهي نوبات الغضب إلى الأبد، تطوير وممارسة مهارات التنظيم الذاتي مهمة مدى الحياة.
- احذرْ من التفكير في أنَّ طفلك يفعل ذلك عن قصد أو يحاول إزعاجك، ولا يعاني الأطفال من نوبات غضب عمدًا، إنهم عالقون في عادة سيئة أو ليس لديهم المهارات في الوقت الحالي للتعامل مع الموقف.
- حافظْ على روح الدعابة لديك، لكن لا تضحك على نوبة الغضب، فإذا فعلت ذلك فقد تكافئ طفلك بالاهتمام، وقد يزعج طفلك أيضًا أكثر إذا اعتقد أنك تضحك عليه.
- إذا نظر إليك الآخرون بمظهر متسخ فتجاهلهمن إما أنهم لم ينجبوا أطفالًا من قبل أو أنه مضى وقت طويل لدرجة أنهم نسوا ما هو عليه الحال.
كيف نتجنب نوبات الغضب؟
حاولْ منع حدوث نوبات الغضب في المقام الأول كلما أمكن ذلك، فيما يلي بعض الأفكار التي قد تساعد:
-
- أعطِ الكثير من الاهتمام الإيجابي، واعتد على الإمساك بطفلك وهو جيد، كافئْ طفلك الصغير بالثناء والانتباه على السلوك الإيجابي، وكن محددًا بشأن سلوكيات المدح التي تريد أنْ تحدث كثيرًا مثل: “أحب الطريقة التي قلتها من فضلك وانتظرت حليبك” – “شكرًا لك على مشاركة المكعبات مع أختك”.
- حاول أن تمنح الأطفال الصغار بعض السيطرة على الأشياء الصغيرة، وقدّم اختيارات بسيطة مثل “هل تريد عصير برتقال أم عصير تفاح؟” أو “هل تريد تنظيف أسنانك بالفرشاة قبل الاستحمام أو بعده؟” بهذه الطريقة ، أنت لا تسأل “هل تريد تنظيف أسنانك الآن؟” – وبالطبع سيتم الرد بـ “لا”، واسمح بالتحكم عندما لا يكون الأمر مهمًا حقًا، وبدلًا من الكفاح من أجل الزي الذي يرتديه طفلك لا يتطابق فكّر فيما إذا كانت هذه فرصة للسماح بالتعبير عن الذات والاستقلالية وما إذا كان ذلك يحدث فرقًا بالفعل وفقًا لجدول اليوم.
- احتفظْ بالأشياء المحظورة بعيدًا عن الأنظار وبعيدًا عن متناول اليد، وهذا يجعل النضالات أقل احتمالًا، ومن الواضح أن هذا ليس ممكنًا دائمًا، خاصةً خارج المنزل حيث لا يمكن التحكم في البيئة.
- شتت طفلك، حاولْ تقديم شيء آخر بدلاً من ما لا يمكنهم الحصول عليه، ابدأْ نشاطًا جديدًا ليحل محل النشاط المحبط أو المحظور، إذا كان طفلك يقفز على الأريكة فاطلبْ منه أن يأتي لمساعدتك في “الطهي” من خلال تقديم وعاء بلاستيكي وملعقة خشبية، ثم يمكنك الثناء عليه للمساعدة أو اتباع التعليمات بدلاً من جعلهم يبدأون في نوبة غضب أو يرفضون النزول، أو ببساطة قم بتغيير البيئة فاصطحب طفلك إلى الخارج أو الداخل أو انتقل إلى غرفة أخرى.
- ساعد الأطفال على تعلم مهارات جديدة والنجاح، وساعد الأطفال على تعلم القيام بالأشياء بأنفسهم، امدحهم لمساعدتهم على الشعور بالفخر بما يمكنهم فعله وإنجازه، و ابدأ بشيء بسيط قبل الانتقال إلى مهام أكثر صعوبة.
- ضعْ في اعتبارك الطلب بعناية عندما يريد طفلك شيئًا، هل هو شائن؟ ربما ليس كذلك، حتى أنه من الجيد أن تغيرَ رأيك إذا قلت لا في الأصل ولكن ابحثْ عن طريقة للسماح بالمعاملة المرغوبة كمكافأة على السلوك الجيد.
- اعرفْ حدود طفلك، إذا كنت تعلم أنَّ طفلك متعب فهذا ليس أفضل وقت للذهاب للشراء من البقالة أو محاولة القيام بمهمة أخرى، ومن المرجح أنْ يطلب الأطفال الجياع الطعام في المتجر أكثر من الأطفال الذين تناولوا للتو وجبة.