تزوَّجا وأنجبا أطفالًا، وبدأ الزَّوج يشغله هاتفُه المحمول عن زوجته، بل حتَّى عن أولاده، لا سيما البنات منهم.
إنَّ المرأة بطبيعتها الأنثويَّة بحاجة للكلمة الطَّيِّبة، والكلمة الحنونة الحلوة، فإنْ لم تسمعْهَا من زوجها، فسوف تشعر بجفاف عاطفيٍّ يجرفها نحو إشباعه ولو من غير زوجها!، وهنا يتدخَّل الشَّيطان ويهيِّئ لها الانحراف؛ لأنَّها فرصتُه.
بعدما كان البيت يعمُّه الهدوءُ والسَّكينة تعالتْ أصوت الشِّجار بين الزَّوجين، وترك ذلك أثره على الأبناء بغير إرادة، فالزَّوج لا يخرج من المنزل أبدًا سوى لعمله، أمَّا الزَّوجة فكان معها في العمل شخصٌ يشكو من عدم لطافة زوجته معه، وهو يقذف بالكلمات الحلوة لزميلته، وأنَّها لطيفة، وذات لباقة في الحديث، وهي أخذتها فرصة لتلقي له بهمِّها، وإهمال زوجها لا سيما في الجانب العاطفيِّ.
تطوَّرتْ علاقة العمل من أحاديث تخصُّ العمل إلى أحاديث خاصَّة إلى أنْ بدأ الرَّجل يسلِّم بكفِّهِ عليها وهي استجابت لسلام اليد!، وعندما اعتادا ذلك طلب منها بكلِّ قباحة أنْ يَلتقيا في شقَّته، وقتها استيقظتْ من سبات الغفلة، وجرفتها مشاعر المقْت لسلوكها، وكاد يقتلها لومُهَا لنفسها، فاستولتْ عليها مشاعر الخِزي والعار والاستحقار، حتَّى قادها ذلك آنذاك لعدم الاعتراض على ابنتها إذا ما سمعتها تتحدَّث مع أجنبيٍّ، فأدخلها كلُّ ذلك في حالة من الاكتئاب، والعزلة.
١- الشُّعور بالذَّنْب، والعار.
٢- تدنِّي مستوى احترام الذَّات.
٣- فقدان الاهتمام بما يدور حولها.
١- الانعزال، والانطواء على الذَّات.
٢- فقدان الشَّهيَّة.
١- قطع كلِّ ما له علاقة بزميل العمل حتَّى موقع العمل نفسه.
٢- البكاء، والاستغفار، والتَّوبة، وضرورة الالتزام بمناجاة الإمام السَّجَّاد (عليه السَّلام) الخمسة عشر.
٣- البدء بمصارحة الزَّوج بالحاجات العاطفيَّة، وغيرها.
٤- مراجعة اختصاصيٍّ؛ لتزويد الزَّوج والزَّوجة بالمهارات الحياتيَّة والزَّوجيَّة.
٥- الانشغال بالعادات الإيجابيَّة كالرِّياضة، والقراءة لا سيما كتب السَّيِّد عبد الحسين دستغيب.
عند الالتزام بالحلول المقدَّمة، فسوف تتحسَّن حالتها، وتعود إلى طبيعتها خلال أربعين يومًا.
تقدَّمتْ بشكوى على زميلها في العمل، فتمَّ نقلُهُ لموقع آخر، وانقطعتْ كلُّ أواصر الاتصال بينهما مطلقًا، وانشغلت بذِكْر الله تعالى، والتَّعلُّق به، لكن الزَّوج رفض عرض نفسه على اختصاصيٍّ، ولقد تحسَّنت حالة العائلة كثيرًا لكن مازال بها خلل.