الإمام علي (عليه السَّلام): «لا يسْعَدُ امْرُؤٌ إلَّا بطاعةِ اللهِ سبحانَهُ، ولا يَشقى امْرُؤٌ إلَّا بمعصيةِ اللهِ».
كان والدها قبل وفاته حضنها الدَّافئ – وهذا لا يعني أنَّ والدتها لا تعتني بها ولكنَّ هذا شعورها الذي اختمر في داخل نفسها –، وما إنْ لَفَظ والدها أنفاسَه الأخيرة وهي في عمر 13 عامًا قد اهتزَّ كيانها اهتزازًا، وفي عادة مجتمعنا أنَّ البنت تكون ملتصِقةً بوالدها أكثر من والدتها، كما أنَّ الولد يكون قريبًا من أمِّه أكثر منه من أبيه.
ما زاد العبء عليها أنَّها صارت الأمَّ لأخيها المصاب بالسِّكْلر، فأصبحتْ له أمًّا وأبًا وأختًا في ذات الوقت؛ لانشغال أمِّها بأمور أخرى منها كقضاء حوائج الأبعدين كما ترى، فهي التي تمرِّض أخاها، وتسهر اللَّيالي معه بسبب نوبات السِّكْلر الحادَّة التي تنتابه، ممَّا اضَّطرَّها لتعاطي بعض المنبِّهات؛ لتكون مستيقظة بجانبه!
هذا الجهد العظيم المبذول يقتضي على الأقل كلمة حلوة، أو ثناءً جميلًا؛ ليكون المرء قادرًا على مواصلة العطاء، ولكن كما تقول البنت: والدتي – غفر الله لها – كانت معاملتها على العكس تمامًا حتَّى بعد رحيل أخي إلى العالم الآخر، فدخلتُ في حزنٍ وضيقٍ شَدِيدَيْنِ، وكنتُ أنتظر مَن يسمع فقط شكواي؛ لأخففَ على ما بي ضغوط لا تُتحمَّل عادة، ولقد ابتعد عنها أقرب النَّاس لها؛ لإلحاحها في الشِّكاية، فأنتج ذلك شخصيَّة ضعيفة غير واثقة من نفسي، وأصبحتُ في مهبِّ الرِّيح.
١- الشُّعور بالإحباط.
٢- نوبات غضب.
٣- إدمان على المنبِّهات.
١- الانعزال، والانطواء على النَّفس.
٢- فقدان الشَّهيَّة.
٣- ظهور بعض الأمراض نتيجة إدمان المنبِّهات.
٤- ظهور أمراض بسبب قلَّة النَّوم.
١- تصحيح سلوكها بسبب ثقل الماضي ومأساته عليها، فأفضل طريقة أنْ تعيش اللَّحظة التي هي فيها.
٢- ضرورة عدم إهدار وقتها في تصدير الشَّكوى.
٣- بدء مرحلة تصحيح التَّغذية من خلال تناول الوجبات المعهودة.
٤- التَّقليل الفوريُّ من شرب المنبِّهات بشكل تدريجيٍّ من خلال المتابعة اليوميَّة.
٥- التَّدريب على الانحياز الإيجابيِّ بِذِكْر النِّعم الوافرة عليها، كما وعليها المواظبة على قراءة دعاء الجوشن الصَّغير.
٦- زيارة الطَّبيب؛ لمعالجة قلَّة النَّوم.
نتوقع غالبًا أنْ تكون هذه الفتاة غير واعية لتضخُّم الأنا عندها عبر الشُّعور بالمظلوميَّة، وتُظهر ذلك بأنَّه ظروف صحِّيَّة قاهرة، فلذلك الحاجة ماسَّة جدًّا للمجاهدة، وتجاوز الشُّعور بعقدة الاضطهاد.
بدأت فعلًا بتغيير عاداتها الصِّحيَّة، والتَّغذية السَّليمة، وممارستها للرِّياضة، بالإضافة للتَّقليل من تناول المنبِّهات.