التعريف:

لاحت بشائر الخير بتماثلها للشِّفاء بعدما كانت تعاني بعد وفاة والدها حيث أكسبها الفراق معاناة فوق طاقتها، فصار من الضَّرورة أنْ يسمع أحد شكواها!

القصة:

تضخم الأنا

كان والدها قبل وفاته حضنها الدَّافئوهذا لا يعني أنَّ والدتها لا تعتني بها ولكنَّ هذا شعورها الذي اختمر في داخل نفسها، وما إنْ لَفَظ والدها أنفاسَه الأخيرة وهي في عمر 13 عامًا قد اهتزَّ كيانها اهتزازًا، وفي عادة مجتمعنا أنَّ البنت تكون ملتصِقةً بوالدها أكثر من والدتها، كما أنَّ الولد يكون قريبًا من أمِّه أكثر منه من أبيه.

ما زاد العبء عليها أنَّها صارت الأمَّ لأخيها المصاب بالسِّكْلر، فأصبحتْ له أمًّا وأبًا وأختًا في ذات الوقت؛ لانشغال أمِّها بأمور أخرى منها كقضاء حوائج الأبعدين كما ترى، فهي التي تمرِّض أخاها، وتسهر اللَّيالي معه بسبب نوبات السِّكْلر الحادَّة التي تنتابه، ممَّا اضَّطرَّها لتعاطي بعض المنبِّهات؛ لتكون مستيقظة بجانبه!

هذا الجهد العظيم المبذول يقتضي على الأقل كلمة حلوة، أو ثناءً جميلًا؛ ليكون المرء قادرًا على مواصلة العطاء، ولكن كما تقول البنت: والدتيغفر الله لهاكانت معاملتها على العكس تمامًا حتَّى بعد رحيل أخي إلى العالم الآخر، فدخلتُ في حزنٍ وضيقٍ شَدِيدَيْنِ، وكنتُ أنتظر مَن يسمع فقط شكواي؛ لأخففَ على ما بي ضغوط لا تُتحمَّل عادة، ولقد ابتعد عنها أقرب النَّاس لها؛ لإلحاحها في الشِّكاية، فأنتج ذلك شخصيَّة ضعيفة غير واثقة من نفسي، وأصبحتُ في مهبِّ الرِّيح.

الأعراض:

١- الشُّعور بالإحباط.
٢- نوبات غضب.
٣- إدمان على المنبِّهات.

الآثار:

١- الانعزال، والانطواء على النَّفس.
٢- فقدان الشَّهيَّة.
٣- ظهور بعض الأمراض نتيجة إدمان المنبِّهات.
٤- ظهور أمراض بسبب قلَّة النَّوم.

الحلول:

١- تصحيح سلوكها بسبب ثقل الماضي ومأساته عليها، فأفضل طريقة أنْ تعيش اللَّحظة التي هي فيها.
٢- ضرورة عدم إهدار وقتها في تصدير الشَّكوى.
٣- بدء مرحلة تصحيح التَّغذية من خلال تناول الوجبات المعهودة.
٤- التَّقليل الفوريُّ من شرب المنبِّهات بشكل تدريجيٍّ من خلال المتابعة اليوميَّة.
٥- التَّدريب على الانحياز الإيجابيِّ بِذِكْر النِّعم الوافرة عليها، كما وعليها المواظبة على قراءة دعاء الجوشن الصَّغير.
٦- زيارة الطَّبيب؛ لمعالجة قلَّة النَّوم.

النتيجة المتوقعة:

نتوقع غالبًا أنْ تكون هذه الفتاة غير واعية لتضخُّم الأنا عندها عبر الشُّعور بالمظلوميَّة، وتُظهر ذلك بأنَّه ظروف صحِّيَّة قاهرة، فلذلك الحاجة ماسَّة جدًّا للمجاهدة، وتجاوز الشُّعور بعقدة الاضطهاد.

النتيجة الواقعة

بدأت فعلًا بتغيير عاداتها الصِّحيَّة، والتَّغذية السَّليمة، وممارستها للرِّياضة، بالإضافة للتَّقليل من تناول المنبِّهات.

شارك القصة:
ارسل قصتك
لديك قصة محفزة:

سبل السلام

الإمام علي (عليه السَّلام): «إذا اقترن العزم بالحزم كمُلت السعادة». 

(11000 حكمة للإمام علي (عليه السَّلام)، الآمدي، الصَّفحة 85)

مواضيع ذات علاقة

قصة

لين المعاملة يورث السكينة، قصة عن الرهاب الاجتماعي عند الأطفال

مقال

العلاج عبر الأسرة

قصة

الوحدة والحزن

مقال

دور الآباء في علاج نوبات الغضب عند الأطفال الجزء ٤

مقال

فهم وتحديات اضطراب توهم المرض: المراق

User Contribution
Interested in Reading Books
Interested in reading articles