شاب يدرس في الجامعة، وفي ذات الوقت يعمل في كبرى شركات وطنه.
الالتزام الدِّينيُّ سَمْتُه منذ طفولته، أحاط بنفسه بالكتب الإسلاميَّة والمحاضرات.
لم يخلُ منه مسجد أو مأتم.
يحافظ على الواجبات، ولا يقترب من المحرَّمات، ويرى نفسه أنَّه امتاز بكثرة التَّدقيق، ومصيبته أنَّ الشِّركة الكبرى الذي عمل فيها وضعته في موقع فيه نساء، مع ذلك تميَّز في أداء عمله بحسب معايير الشِّركة.
مرَّةً من المرَّات قد لاحظ أنَّ إحدى الموظَّفات معه تنظر له بابتسامة مِلْؤُها الرِّيبة، فأخذ جانب الحَذَر، وأعرض عنها؛ كي يحافظ على التزامه، ولا يقع في حبائل الشِّيطان، فرأى بعد هذا الموقف أنَّ ما حدث قد انتشر في أروقة الشِّركة، فلا بدَّ أنَّها هي التي نَشَرَتْهُ، وقد سخَّرت خدمة برنامج (الواتساب) في انتشاره، ثمَّ بدأ يدرك كما يروي أنَّ المؤامرات بدأت تُحاك ليلًا ضدَّه، فرأى شواهد بأمِّ عينيه أنَّ موضوعه قد انتشر في منطقة سكناه، ثمَّ توسَّعت رقعة انتشاره، فعرف به كلُّ بلده بدلالة أنَّ صورته قد نُشرت مع الخبر!
لا يراه أحد، أو يلتقي به إلَّا ويشهد سُلوكه وحركاته أنَّه قد قرأ الموضوع، واطَّلع عليه، سواء من خلال نظرات النَّاس، أم من طريقة سلامهم، أم من كيفيَّة مرورهم بجانبه، بل بدأتْ النِّساء – على حدِّ قوله -: تخاف منِّي، وتتجنَّبني!
ثمَّ تطوَّر الأمر إلى الاستهزاء بي!
رأى استهزاءَ أهل قريته به في مختلف المناسبات الدِّينيَّة والاجتماعيَّة، فتوصَّل لقرار حازم من أنَّه لا بدَّ من زيارة الطَّبيب.
١- الشُّعور بتآمر الآخرين.
٢- الوسواس، والشَّك فيمَنْ حوله.
٣- القلق مع اكتئاب حادٍّ.
١- توجيه الأسئلة للآخرين عمَّا يصلهم من أخبار عنه.
٢- ملاحقة سلوك الآخرين، وطلب تفسيرًا لكلِّ سلوك منهم تجاهه.
١- مواصلة العلاج مع الطَّبيب المختصِّ، مع تناول أدويته.
٢- إيجاد شخص يمكنه أنْ يثق به، ويطمئنُّ إليه.
٣- جلسات علاجيَّة بالحديث، والاستبصار.
٤- التَّدريب على الاسترخاء.
٥- التَّزود بمهارات العيش في اللَّحظة.
٦- مواجهة المشاعر، والمخاوف لا قمعها، وكبتها، والهروب منها.
نتوقع أنَّ العلاج المعرفيَّ مفيد جدًّا، ونافع في اكتشاف الخيال الواقع فيه، والسَّبب طبيعة القلق، والوسواس لديه.
كان للدَّواء أثرٌ في معالجة التَّشكيك في الآخرين، وحدَّد لنفسه عدَّة جهات يستشيرها في أموره إذ لم تتغيَّر طبيعة القلق عنده.