المدرسة الأثرية و التوفيقية (مدرسة الأخلاق الأثرية )”النقلية“
هذا الاتجاه يركّز على الروايات الأخلاقية، منها “مشكاة الأنوار” للطبرسي، و“غرر الحكم” لعبد الواحد الآمدي، و“مصادقة الإخوان” للصدوق، أما تراث أهل السنة “شعب الإيمان“ للبيهقي، و“الأدب المفرد” للبخاري ورسائل ابن أبي الدنيا.
يعتقد هذا الاتجاه أن الْوَحي هو المصدر الوحيد أو المصدر الأهم للأخلاق، ولا يمكن اعتمادها بصفتها مدرسة إلا بعد استخراج الأسس والغايات والقواعد العامة للأخلاق، وأكثر الكتب الروائية لا تتسم بهذه المواصفات، ولَم تهتم هذه المدرسة بتأليف كتب أخلاقية ولكنّها ألّفت روائية، ولَم تكلف نفسها بوضع تصورات لبعض الروايات المتعارضة في مختلف الأبواب أو لملمة البحث والخروج بحصيلة نهائية.
الكتب الأثرية الاخلاقية
١- كتب هذا الاتجاه أكثر من كل الاتجاهات.
٢- تفتقر إلى المنهجية، مع مقبولية منهجية بعضهما مثل شجرة المعارف تصنيف غرر الحكم.
٣- الروايات في الباب الواحد تختلف مستوياتها بحسب المخاطبين.
٤- احتوت على خلط بين الأخلاق الاسلامية والآداب الاسلامية.
٥- قد تجتذب البعض لكن ليس بمستوى اجتذاب المدرسة العرفانية والتوفيقية.
مدرسة الأخلاق التوفيقية
حاول بعض المختصين أنْ يستفيدوا من عناصر القوة في كل المدارس وخلقَ مدرسة مركبة، بعض الكتب الأخلاقية لهذه المدرسة يقترب من أحد الاتجاهات السابقة مثل “جامع السعادات” أقرب إلى الاتجاه الفلسفي، وإحياء العلوم” أقرب إلى الاتجاه العرفاني، وتعتقد هذه المدرسة أنَّ هناك انسجامًا بين القرآن والعرفان والبرهان، وهذه مقارنة بين مستويات التوفيق عندهم:
المرتبة الأولى: الجمع بين عناصر القوة في الاتجاهات الثلاثة (الفلسفي والعرفاني والأثري)، فلذلك ينتج لنا قواعد عامة أسس أرسطية أو أفلاطونية أو سينوية أو إشراقية أو صدرائية.
المرتبة الثانية: التلفيق في حده الأقصى يبتني على العقل الفلسفي والشهود العرفاني والنقل، ومن مصاديقه (إحياء العلوم– جامع السعدات – الأربعون حديثًا للإمام الخميني)، وفي حده الأقل يبتني على التحليل العقلي والمعطيات الأثرية ومن مصاديقه (الرعاية لحقوق الله – أدب الدنيا والدين).
ثغرات في المدارس الأربع
١- غياب المنهجية العلمية في الأخلاق الدينية.
٢- ولا توجد بحوث في “تاريخ علم الأخلاق” ولا “فلسفة علم الأخلاق.
٣- هناك خلط بين الأخلاق والتربية والآداب.
٤- لم تعطَ الأخلاق الأسرية اهتمامًا كبيرًا.
٥- لم تدوّن “الأخلاق المهنية” ولا “الأخلاق العملية” إلا في مورد أو اثنين مثل أخلاق التعلم والأخلاق السلطانية.
٦- التراث الأخلاقي ضعيف فيما يتعلق بالتحليل النفسي رغم وجود بداية قوية في كتاب المحاسبي “الرعاية لحقوق الله“.