” كتب المدرسة الفلسفية “
الكتاب الأول: كتاب الطب الروحاني (محمد زكريا الرازي)
ألّف الرازي بجانب “الطب الروحي” و“السيرة الفلسفية“، وكان غزير الانتاج إذ ألّف ٥٦ كتابًا في الطب، و ٣٣ كتابًا في الطبيعيات، و٧ في المنطق، و١٠ في الرياضيات والنجوم، و١٧ في العلوم الفلسفية، و٢٢ في الكيمياء، و٧ في تفسير وتلخيص كتب فلسفية وطبية لمؤلفين آخرين، واختلفوا في عقيدته والبعض قال بأنه شيعي بدليل بعض عناوين كتابه (الإمام الفاضل المعصوم) (الإمام والمأموم المحقين) (النقض في الإمامة على الكيال).
لم يؤلف قبل الرازي كتاب مهم في الأخلاق بوزن “الطب الروحاني“، وأصبح عنوان “الطب الروحاني” منتشرًا بعد الرازي، ومن خلال مسمى الكتاب “الطب الروحاني” يبدو أنه اقتصر على الأمراض الأخلاقية دون الفضائل وإن جاءتْ في الكتب فهي عرضية، مع ذلك لم يتعرض المؤلف لبعض الآفات كالغيبة والزنا والتهمة والنميمة.
هيكلية الكتاب:
الفصل الأول : التعريف بالكتاب وتعريف الانسان.
الفصل الثاني : ظاهرة اختلال المزاج.
الفصل الثالث : كيفية ترتيب الكتاب.
الفصل الرابع : تشخيص الحالات المرضية وإجراء اختبارت طبية.
الفصل الخامس – الثامن عشر : بيان الأمراض وعلاجها.
وتتسلسل الفصول حتى الفصل العشرين.
تفاصيل الكتاب:
الفصل الأول: مكانة العقل وفضيلته وآفة العقل وهي هوى النفس.
الفصل الثاني: بحث ومجاهدة النفس، وضرورة مخالفة هوى النفس وهي عبر مراتب، أدناها التمتع بملكة الإرادة، ثم يذكر كيفية اكتساب هذه الفضيلة، ويشير أنَّ بعض المؤثرين للشهوات المدمنين عليها يصلون لدرجة عدم الإلتذاذ ولكنهم لا يستطيعون تركها، لأنها أصبحت لديهم من ضروريات الحياة، ثم يتناول النَّفس الناطقة والغضبية والشهوانية، وضرورة حمل الإنسان على تعديل سلوكه بمساعدة الطب الجسماني، ويرى السيطرة على هوى النفس واجب، وإن كانت صعبة في بدايته ولكنها تصبح أمرًا معتادًا.
الفصل الثالث: يتعرض الكاتب لخطة كتابه.
الفصل الرابع: حب الأنا والذات يمنع من مشاهدة العيوب.
الفصل الخامس: الحديث عن رذيلة العشق الشهواني.
وهكذا بقية الفصول التاسع عشر
منهجية الكتاب: تبنى المؤلف المنهج الاستدلالي التحليلي في أغلب الكتاب.
هدف الكتاب: الإقناع بضرورة الإقلاع عن اتباع الهوى، السبيل الوحيد للسعادة هو مخالفة الهوى والعلم والمعرفة.
أدبيات الكتاب: توخى المؤلف الإيجاز والاسلوب الفلسفي.
تقييم الكتاب: جاءت المضامين متسقة ومنسجمة، ويوجد ترابط منطقي وموضوعي.
الكتاب الثاني: فصول منتزعة
تأيف: أبو نصر محمد بن طرخان الفارابي، وهو من أكبر فلاسفة القرن ٤ هـ، وعدّه البعض أكبر فيلسوف مسلم “شيعي“، وله كتب كثيرة، اهتم الفارابي في كتابه لعدة بحوث منها علم النفس وعلم النفس الأخلاقي، وعرض بالتفصيل فضائل القوة الناطقة.
هيكلية الكتاب
عدد صفحاته ٤٠ صفحة من القطع الوزيري، وفيه ٩٦ فصلًا دون عناوين ويتضمن كتابه:
علم المدنية، لقد بحث أرسطو في كتابه الأخلاق الأخلاق والسياسة، معتقدًا أنَّ نهاية أحدهما هي بداية الآخر، و رد الفارابي على نظريته باعتبار وحدة الأخلاق والسياسة، و“علم المدنية” حلقة وصل بين العلم الطبيعي والعلم الإلهي، والعلم المدني يُعنى بدراسة الإنسان من بصفته كائن ذو إرادة واختيار، وموضوع بحثه هذا يتسع لجميع الموجودات الإرادية.
والعلم المدني ينقسم عنده إلى نظري وعملي، والنظري يبحث في ماهية الخير والسعادة والفضيلة، والعملي يبحث فيه كيفية وصول الفرد والمجتمع إلى ذلك الخير، ويقسم الفارابي المجتمعات على أساس السعادة الحقيقية إلى : المجتمعات الفاضلة – الجاهلة – الضالة – الفاسقة.
ويرى الفارابي أنَّ عامل الانسجام والتضامن هو المحبة الارادية بين أعضاء المجتمع، وأهم سبب لذلك هو الاشتراك في الآراء والعقائد، وأعضاء المدينة الفاضلة يطيعون الفلاسفة والفقهاء وتعهدت الحكومة بتعريف الناس على السعادة الحقيقية، وتعملهم المعتقدات الصحيحة، ويرى الفارابي أنَّ عوامل تأسيس سلوك أخلاقي وبناء الملكات لدى الفرد لا تنحصر في نوع المدينة ونمط الحكومة بل تتعدى ذلك لتشمل نوع المسكن وجنسه والفن المعماري الذي عليه.
أبواب الكتاب:
الباب الأول: حكومة المجتمع بمثابة طبابة النفوس.
الباب الثاني: علم نفس الاخلاق ومعرفة أنواع الفضائل.
الباب الثالث: المراتب الأدنى والأعلى للسلوك الاخلاقي.
الباب الرابع: تعريف الخد الوسط وأقسامه.
ويتمم المؤلف تقسيم كتاب “فصول منتزعة” للفارابي في صفحة ١٢١ حتى ١٢٦.
منهجية الكتاب: يعتمد المنهج العقلاني، وأحدث منظومة معانٍ منسجمة فيما بينها عن طريق تقديم معالجات تحليلية معرفية عميقة، واعتمد على أمثلة واضحة ومناسبة لتوضيح أفكاره.
أدبيات الكتاب: يمثّل الكتاب نموذجًا متميزًا بنص فلسفي ناضج، وقلم متمرس، والخلو من التعقيد، ولَم يتضمن لا آيات ولا روايات ولا قصص.
التقييم: من عيون الكتب الاخلاقية، احتوى على بحوث إخلاقية وتربوية، وقدّم تعريفات دقيقة، وتأكيده على التعامل مع مقولة الاخلاق من منطلق حضاري شمولي، ويرى أن مهمة صيانة نظام المدينة من شؤون رئيسها وهو الانسان الكامل، وملاك صحة دور المؤسسات الاجتماعية يعتمد على خدمتها الاخلاق ونشر الفضائل، ويرى أغلب الباحثين أن رؤيته السياسة متأثرة بنظرية الامامة عند أهل البيت عليهم السلام، وأهم سلبية في الكتاب عدم التبويب.
الكتاب الثالث: السعادة والإسعاد في السيرة الانسانية
تأليف: محمد بن أبي ذر يوسف العامري النيشابوري.
المؤلف فليسوف ومنطقي وعرفاني، وتأثر بالفكر المعتزلي، ويميل للمذهب السني، وهذا الكتاب من أشهر كتبه، ولَم يحظَ كتابه هذا باهتمام العلماء والمفكرين، ركّز العامري على جانب الإسعاد، ومجموع صفحاته ٤٥٠، واختص موضوع الإسعاد بـ ١٧٠ صفحة.
هيكلية الكتاب: هدف الكتاب إلى بيان جملة أصول عملية أخلاقية من أجل الوصول إلى السعادة الفردية، وبعدها السعادة الجماعية.
الفصل الأول: تطويق لتعريف السعادة وتقسيماتها وطرق اكتسابها، وذكر أسباب الشقاء وعلاجه.
الفصل الثاني: يتعرض للفضيلة والرذيلة وأقسامهما ويبحث مجموعة منهما.
الفصل الثالث: خصائص الإسعاد ثم يتعرض للبحوث المرتبطة بالإسعاد.
وهكذا حتى الفصل السادس .
منهجية الكتاب: اعتمد المنهج التحليلي، وبرز المؤلف كناقل لآراء ونظريات القدامى في مجال الاخلاق لا سيما اليونانيين، ويبدو أنه انطلق في تأليفه لتنقيح المفاهيم الاخلاقية.
أدبيات الكتاب: قلم فصيح وبديع، التعقيد نادر، وعليه طابع فلسفي، ويشتمل على ١٦ آية و٥٥ حديثًا.
التقييم: ليس من المصادر القوية مع العلم أن في بعض الموارد كان موفقًا جدًا.