كيف تنظم دراستك

كيف تدرس ٦: كيف تنظم دراستك

ما هو تأثير عادات الدراسة الجيدة؟  من المعلوم أنّ المواهب والمهارات والقدرات الأساسية التي ولدنا بها لها علاقة أكبر بالنجاح في المدرسة فهي تمثل ٥٠ في المائة، وربما حتى ٦٠، والبيئة التي نحاول التعلم فيها وكذلك صحتنا، ومثل هذه العوامل الأخرى قد تكون مسؤولة عن ١٠ في المائة ربما ١٥، وهذا يترك ٢٥ إلى ٤٠ في المائة لمهارات الدراسة مما يمثل مسئولية يجدر الإنتباه لها.

لابد أن تعرف أولًا الطريق إلى كيفية الدراسة وممارسة المهارات، ثمّ مشاهدة النتائج، وثانيًا إذا كنت لا تعتقد أن مهارات الدراسة مهمة جدًا، فيجب أنْ تصدق شيئًا مثلالأطفال الأذكياء يقومون بعمل جيد لأنهم أذكياء، الكثير من الأطفال الأذكياء لا يقومون بعمل جيد على الاطلاق، يقوم الآخرون بعمل جيد في المدرسة ولكن أداءهم في الاختبارات سيء، والعديد من هؤلاء الأذكياء رائع في بعض المواد وليس رائعًا في البعض الآخر، لسنا مضطرين لإثبات ذلك، فقط انظر إلى أصدقائك، وللآخرين في مدرستك، فمن المؤكد أنك ستثبت ذلك لنفسك.

ما هو نوع الجهد الذي نتحدث عنه هنا؟ ساعة أخرى في الليلة؟ ساعتين في الليلة؟ أو أكثر؟ وماذا عن شعارالدراسة بذكاء وليس الدراسة وفق الجهدالمرتبط ببرنامج كيف تدرس؟ 

يمكنك الدراسة بذكاء حيث تقضي وقتًا أقل، ولكنك تحصل على نتائج أفضل، لكنّ تعلّم كيفية القيام بذلك أمر صعب، لأن التعلم بطبيعته يتطلب الانضباط، وتعلم الانضباط الذاتي بالنسبة للكثيرين منا هو أصعب مهمة على الإطلاق، لذلك لا تخدع نفسك: لن تجلس، وتتصفح سريعًا في بعض الكتب وتقرأ عن كيفية الدراسة، وتحول نفسك بأعجوبة من طالب متوسط الأداء إلى طالب عالي الأداء، ولكن يمكنك بالتأكيد تحقيق مثل هذه النتائج إذا خصصت الوقت للتعلم بصورة علمية وذكية وتمارس من خلالها عملية المذاكرة والدراسة بصورة صحيحة بشرط المداومة والاستمرارية والتدرب واستخدام تلك الطريقة كل يوم، فإذا كنت تقوم حاليًا بالقليل أو لا تفعل شيئًا من أجل الدراسة والنجاح، سيتعين عليك بذل المزيد من الوقت والجهد. 

ما هي المدة التي يجب أن تدرس فيها حتى تحصل على النتائج التي تريد تحقيقها؟ كلما كنت أكثر ذكاءً كلما زادت سهولة التعلم وتكييف التقنيات في كيفية الدراسة، وزادت احتمالية قضاء وقت أقل في أداء واجباتك المدرسية عن ذي قبل ولكن بجودة عالية وإنتاجية مذهلة. 

اجعل الدراسة عادة من عاداتك

إذا كان أداؤك في المدرسة سيئًا حتى مع تخصيص قدر معقول من وقت الدراسة فإن عاداتك الدراسية سيئة إلى حد كبير، ومَنْ يدري أين ومتى اكتسبتها، لكن الفشل أصبح عادة، ومن هنا فاتخاذ إجراءات سريعة لمحو تلك العادة السيئة لهو من أولويات من يستهدف النجاح والتميز على مستوى الدراسة إن كانت دراسة أكاديمية أو غيرها من الدراسات.

ما يبعث على التفاؤل هو أنه لا يمكن كسر العادات السيئة فحسب، بل يمكن استبدالها بالعادات الجيدة بسهولة نسبيًا، إليك هذه الخطة لدخول معركة التغيير وإحلال العادات الحسنة بدلا من تلك العادات السيئة:

● من الأسهل بكثير استبدال عادة من أنْ تحاول كسرها بالكامل، لذلك لا تحاول إيقاف عادات الدراسة السيئة، ما عليك فعله فقط هو أن تتعلم العادات الجيدة لتحل محلها.

● الممارسة هي زيت المحرك الذي يشحم محرك أي عادة وعلى جميع الأصعدة كلما فعلت شيئًا أكثر كلما أصبح راسخًا، جرّب الممارسات الرياضية ستكون قادرًا على أداء حركات فنية رياضية كلما مارست تلك الحركات، ومثالا آخر على المستوى الدراسي ليكنْ شعارُك التحضير قبل الدرس والقراءة بعده، واجعل تلك الممارسة بشكل يومي؛ لاشك انّك ستكون مستعدًا بالكامل لأي امتحان قصير كان أم طويل، فقد أصبحت القراءة والتحضير والاستعداد ديدنك في دراستك.

أخبر أصدقاءك وعائلتك بقرارك لتحسين مهاراتك الدراسية والقيام بعمل أفضل في المدرسة، وهذه خدعة يستخدمها بعض الأشخاص الذين يجدون أن الضغط الإضافي حافزًا جيدًا، ومن المثير جدًا أنها ناجحة إلى حد كبير، أمَّا الآخرون فإن مثل هذه الاستراتيجية تضيف ببساطة الكثير من الضغط ومن المرجح أن تأتي بنتائج عكسية بدلاً من ذلك، مما يشجع على الفشل، ولذلك فإنّ استخدام مثل هذه الإستراتيجية يحتاج إلى تنبه ووعي، استخدمها إذا كنت تعلم أنها ستساعدك، لكن تجنبها إذا كنت تعلم أنها ستؤدي للفشل.

إنّ تعلّم كيفية الدراسة هو في الحقيقة عملية طويلة الأمد، ستندهش بمجرد البدء بالرحلة من عدد المعالم والمسارات والشوارع الجانبية وإشارات الطرق التي ستجدها، حتى بعد أن حوّلت نفسك إلى طالب أفضل مما كنت تتمنى أن تكون عليه، ستجد حتمًا علامة أخرى تقدم معلومات جديدة، ومسار آخر يقودك في اتجاه جديد مثير للاهتمام، ضعْ في اعتبارك إنّ تعلم كيفية الدراسة هي عملية مستدامة، وفي كل المراحل الدراسية طوال حياتك وكن مستعدًا لتعديل أي شيء تقوم به بينما تتعلم طرقًا أخرى، وهذا ما يتطلبه النجاح والتميز.

عندما يحكم المعلمون

تتمثل إحدى الطرق الرئيسية لأداء أفضل في أي اختبار في قراءة التعليمات قبل البدء فيه حيث يساعدك هذا على تجنب الوقوع في المشكلات كأن تتفاجأ بعدم كفاية الوقت أو أنّك أجبت على أسئلة غير مطلوبة ما يؤدي إلى  إحراز درجة ضعيفة ناهيك عن الإحباط والإحراج، الذي ينتج عن محاولة الإجابة على جميع الأسئلة في ساعة واحدة عندما كان من المفترض أن تختار ثلاثة فقط على سبيل المثال.

الاختبارات ليست الموقف الوحيد المهم والذي يتطلب قراءة التعليمات بتمعن، فالعديد من المعلمين لهم قواعدهم وأساليبهم ولوائحهم الخاصة حول تسليم مهام الواجبات والأنشطة المنزلية، وإعداد التقارير أو المشاريع وما إلى ذلك، ومن المهم أيضًا اتباع تعليماتهم ومثل هذا الأمر قد يأتي بنتائج سلبية وتبعات مكلفة إذا لم تأخذ الأمر بجدية ومسئولية.

تعرف على معلميك

يختلف المعلمون أيضًا في نهجهم تجاه مناهجهم وموادهم التي يدرسونها، فضلاً عن توقعاتهم ومعاييرهم ومرونتهم وما إلى ذلك، بالتأكيد يستحق كل هذا الجهد المبذول لإعدادملف تعريفلكل معلم، ما الذي يريد كل منهم، ماهي متطلباتهم وما هو مستوى المشاركة المطلوب، والمهام التي يعطيها لطلبته، وماهي أنواع المشاريع التي يقررها ؟ ما هي رغباتهم الفردية وما الأمور التي لا تعجبهم؟ طرقهم في الدرجات والاختبار؟

أنْ تتعرف على المعلمين فذلك يعني أن تعرف أساليبهم وشخصياتهم من أجل معرفة الطريق للتعامل معهم بالتالي تتجنب ما يثيرهم أو يؤرق العلاقة معهم فينعكس ذلك على بيئة الصف، فقد يحبّب لك معلم مادة معينة الحضور إلى الصف نتيجة استراتيجياته التدريسية وتعامله الأبوي وابتسامته الدائمة، ومن جهة أخرى وفي مادة تدريسية ثانية لا تحبّذ الحضور إلى الصف لأن المعلم خشن في تعامله، نادر الابتسامة، حريص في درجاته، ولا يعجبك أسلوبه في التدريس حسب وجهة نظرك، ما يجعلك تتمنى أنْ تنتقل لمدرسة أخرى أو تغيير صفك الدراسي، هذا الاختلاف ليس قاعدة ثابتة فالمعلم الأول والذي رغبك في الحضور للصف وشجعك على المشاركة في الحصة وحببك في المدرسة، قد لا يكون مصدر إلهام لطالب آخر، فما تحبه ليس بالضرورة يحبه الآخرون والعكس صحيح، ومن هنا نقول أن معرفة المعلمين جزءٌ من مهاراتك عليك أنْ تتقنها لأنك لا تستطيع تغيير المعلمين ولكنك قادر بلا شك على التكيف مع أساليبهم وشخصياتهم، ولديك ما يكفي من المرونة للتعامل مع كل نمط من أنماط المعلمين من أجل النجاح في دراستك.

شارك المقال:
هل وجدت هذا المقال مفيدًا ، يمكنك الاشتراك لتصلك مقالات مشابهة
مواضيع ذات علاقة
لتعلم شيئًا جديدًا، يجب أن تسمح لعقلك بالعمل بشكله الأمثل. لا تستهتر بالعقل، فهو قادر على الكثير ويمثل مصدر ثقتك بنفسك وفخرك بإنجازاتك.

كيف تدرس ٤: الاحتفاظ بالمعلومة

الوقت الكافي للدراسة

كيف تدرس ٥: الوقت الكافي للدراسة

كيف تنظم دراستك

كيف تدرس ٦: كيف تنظم دراستك

كيف تدرس

كيف تدرس ٧: الدافع والمحفز الجوهري والخارجي

كيف تدرس ٢: العقول مثل الانماط | الطمأنينةُ و الوقار في سَكينَة

كيف تدرس ٢: العقول مثل الانماط

كيف تدرس

كيف تدرس ١١: لابد أن تعرف أنك "لست وحدك"

مبدأ باريتو

كيف تدرس ٨: ثلاث طرق رائعة للتنظيم الفائق

أنواع المتعلمين

كيف تدرس ١: أنواع المتعلمين

قاعدة الخمس ثوان

قاعدة الخمس ثوان

هل تكتب مقالات؟

تستطيع الكتابة لمساعدة الآخرين، اكتب لنا و سننشر لك مع الاعتبار لسياسة كتابة المقالات التي نتبعها

Survey
Interested in reading articles
Articles Writer