تتعلم أدمغتنا بشكل أفضل عندما يتم ترتيب ما نحاول تعلمه في مجموعات (كما يحدث في تنظيم الكتب في فصول وأقسام) وسواء أدركنا ذلك أم لا، فإننا ننظم حياتنا باستمرار في مجموعات: إنهاء الواجب المنزلي السهل أولاً، ثم الصعب فالأصعب، ونلاحظ بعض الأحيان أننا قد نرتب أرقام هواتف الأشخاص وفقًا لمدى رغبتنا في التحدث معهم وهكذا في كل زوايا الحياة.
بعبارة أخرى فإنَّ أسرع طريقة لمساعدة عقلك على تعلم شيء ما، هي مساعدته على رؤية الأنماط من خلال تنظيم المعلومات أولاً في مجموعات، لذا إذا كنت تحفظ الأفعال في صفك في اللغة الانجليزية، فقسّمها أولاً إلى أفعال عادية وأفعال شاذة، ثم ضمن هاتين الفئتين قم بتجميعها وفقًا لنوع الوظيفة التي يصفونها أو حسب القواسم المشتركة بينهم، هذا يعني وضع جميع الأفعال العادية التي لها علاقة بالضوضاء في مجموعة واحدة (مثل الأناشيد، والتحدث ، والصراخ ) وجميع الأفعال العادية (مثل الجري أو القفز بالمظلة أو الغوص)، كما يمكنك الرسم بجانب كل فعل إذا كنت متعلمًا بصريًا أو حركيًا لمساعدتك على التذكر. وينطبق الشيء نفسه على حفظ المسائل الرياضية، عليك أنْ تسأل نفسك ما الذي تفعله المعادلات من الدرجة الثانية على سبيل المثال، وما هي أشكالها ؟ ثم قم بتجميعها وفقًا لذلك، والأهم من ذلك، قم بدراستها في تلك المجموعات، وبالمثل مفردات اللغة العربية، هل أتعامل معها وفق هذه الآلية؟ وماذا عن الموضوعات التاريخية؟ والمركبات الكيميائية؟ نعم، يمكن تنظيمهم جميعًا في مجموعات أو أنماط لتسهيل عملية الاستذكار والاستعداد للامتحان.
تتعلم أدمغتنا جيدًا بالإضافة إلى الأنماط التنظيمية بشكل خاص عندما يكون هناك نوع من العاطفة، لذا لا تتردد في تنظيم الأفكار والمعلومات تبعًا لما تحبه في تلك الأشياء أو تكرهه، فالأفعال في اللغة العربية قسّمها وفق أفعال الخير وأفعال الشر وكذلك بالنسبة للمركبات الكيميائية حاول أن تجعلها في مجموعات بناءً على الروائح التي تنبعث منها فالمركبات ذات الرائحة المقززة أو المركبات المشتعلة أو المركبات التي أشعر بالقلق حيالها لأنها قد تنفجر في وجهي فمن المؤكد أن عقلك سيتذكرها، قد يتطلب الأمر بعض الإبداع للعثور على أنماط في ما تتعلمه، ولكن هذا النوع من الدراسة النشطة هو بالضبط نوع الإخراج الذي يحتاجه عقلك من أجل إدراك أن هذه هي المعلومات التي تريد الاحتفاظ بها.
تغييرات صغيرة في أسلوب عملك تؤدي إلى نتائج كبيرة
تلعب بيئة الدراسة الخاصة بكل شخص دورًا مهمًا وحاسمًا في التعلم، إذا لم يكن الإعداد صحيحًا فسوف تضيّع الكثير من الوقت وتتعلم القليل جدًا حتى مع استخدامك للتقنيات المختلفة للدراسة والاستعداد لحسن الحظ، لا يتطلب الأمر سوى بعض التغييرات في إعداد دراستك لمساعدة عقلك على العمل من أجلك بحيث تدرس بكفاءة أكبر، وبالتالي تقضي وقتًا أقل في الدراسة.
امنح نفسك بعض المساحة
وهذه نقطة مهمة كمقدمة من مقدمات النجاح والتميز وهي أنْ تعطي نفسك مساحة من الاهتمام والحب والاحترام من خلال الإيمان بالنعم التي أنعمها الله عليك والقدرات التي أعطاك إياها وأن لاتزدري نفسك أبدًا، نعم تحتاج أنْ تحسن العلاقة بينك وبين نفسك، وكيف يكون ذلك ؟ إنّ ثقتك بنفسك وإيمانك الشديد بقدرتك على تحقيق الأصعب من الأمور هي تلك المساحة التي تحتاجها، لأنّك حين تقحم نفسك في كهف الكسل والتـشاؤم فإنّك تقتلها وتسلّمها هدية للفشل.
حدّد الوقت والمكان
حيث يمكنك الدراسة كل يوم بعد المدرسة، نظرًا لأن البرامج الاجتماعية والمناسبات الدينية الجيدة تكون عادة في المساء، فمن الحكمة أن تنجز عملك قبل ذلك الوقت.
إنّ أفضل مكان للدراسة هو الطاولة أو المكتب، لا تحاول القراءة في السرير، فقد تمت برمجة عقلك على أنَّ السرير هو المكان الذي تنام فيه، ومحاولة إقناعه بخلاف ذلك غير مجدية، والأريكة هي أخرى محظورة للسبب نفسه، درِّب عقلك على معرفة الفرق بين وقت العمل ووقت اللعب من خلال الدراسة في الأماكن التي تجعل عقلك ينجذب للانتباه، وتأكد دائمًا من تعاملك مع عقلك الباطن بجدية وحزم حتى بتحول كل ذلك إلى سلوك عملي، إلى جانب ذلك تأكد من أنَّ مكتبك به إضاءة جيدة لمنع إجهاد العين والتعرض للإصابة بالصداع.
احتفظ بالمواد الضرورية في مكان دراستك
والمقصود بذلك قلم رصاص إضافي وقاموس وماء وبعض المأكولات المفيدة، فإذا لم يكن التخطيط المسبق هو موطن قوتك، فقم بإجراء جرد سريع وكتابة ملاحظة في نهاية جلسة الدراسة، ولك أنْ تتصور ماذا سيكون الوضع لو كانت الأمور الأساسية للدراسة موجودة في مكان آخر وأن تذاكر وتقوم بعمل الواجبات المدرسية في مكان مختلف، من المؤكد أنَّ ذلك سيؤدي إلى ضياع الوقت والجهد.
تخلص من المشتتات
الابتعاد عن المحادثات عندما تحاول الدراسة عن طريق إيقاف تشغيل هاتفك الخلوي؛ خلافًا لذلك في كل مرة يرسل فيها أحد أصدقائك رسالة و صوتيات ستفقد تركيزك وسيتعين عليك العودة وإعادة قراءة الجزء الذي كنت تقرأه، وينطبق الشيء نفسه على تجنب البريد الإلكتروني، ويوتيوب، والتصفح، وجميع المواقع عبر الإنترنت، وهو أمر في غاية الأهمية، خصوصًا في هذه الأيام إذ أنَّ معظم الناس يعيشون في هذا العالم الافتراضي، حاول أنْ تقود كل تلك الأمور بنفسك ولا تستتسلم لقيادتها لك أبدًا وسوف يتفهم أصدقاؤك، وإذا لم يفعلوا ذلك فهم ليسوا أصدقاء حقيقيين يحرصون على مصلحتك ويشاركونك نجاحاتك، ومن المفترض أن تكون مصدر إلهام لهم في أساليب الدراسة الناجحة.