كيف نتعامل مع المبتز :
إذا أردت أن تتعامل مع المبتز، فعليك أنْ تتعلّم بعض الردود ومهارات التواصل المختلفة تمامًا، فالكلماتُ التي درجت على استخدامها يجب أنْ تتغير ويتم استبدالها بكلمات أخرى، وعليك أيضًا أن تضع أسلوبًا جديدًا من الردودِ والتعبيرات، ويجب أن تتغير النبرة العاطفية التي تحيط بردودك وعليك كذلك أنْ تعترض النمط المعتاد للمقاومة والضغط والاستسلام عن طريق تغيير ردود أفعالك التي تصدر عنك دون تفكير مسبق.
لابد لمن يرى في نفسه أنَّهُ معرّضٌ للابتزاز بدل أنْ يبكي ويندب حظه فلابد من أنْ يمارس أُطرَ عملٍ جديدة وأساليب قادرة على إحداث نقلة نوعية في مقاومة الإيذاء العاطفي، ومن ضمن الأساليب الفاعلة هي تبني استراتيجيات تعامل جديدة بعكس أساليب الإذعان والاستسلام ولعب دور المسالم والمحب للسلام والهدوء والاستقرار، نعم تحبُّ السلام ولا تحبُّ أنْ تضايق الآخرين ولكن عليك أنْ تتنبه جيدًا أنّ تلك الأساليب القديمة تجر عليك الويلات والأزمات النفسية .
ما الحل إذن ؟ يكمن الحلُّ في استحداث مجموعة من العبارات والكلمات المنبّهة لأي طرف يريد أن يمارس أساليب إيذاء وإساءة، لديك قائمة تعكس مدى الاستسلام لإسلوب المبتز، ونحن بحاجة لأن نستبدلها بعبارات أخرى قادرة على قلب الموازين واستبدال الخنوع إلى القدرة على تجاوز الموقف بكل قوة واطمئنان.
فعبارة أنا أخبر نفسي بأن ما أريده من الطرف الآخر خطأ تُستبدل بعبارة سأطلب ما أريده حتى إذا غضب المبتز، ومثال آخر لعبارة من قبيل سأستسلم الآن لأنِّي سأتخذ موقفًا حازمًا لاحقًا، عليك أن تتحقق من مدى الضعف باستخدامك لتلك العبارة، ولكن ماذا لو استخدمت عبارة سأتمسك برأيي وسأتخذ موقفًا الآن، ومثال آخر يوضح حقيقة تعبيد الطريق للمسيء عاطفيًا والمعين الأكبر في ذلك نمط النداءات الخارجية كأن تقول مثلًا: أقوم بأشياء لأرضي الآخرين وأصبح مرتبكًا بشأن ما أريده بدلا من أنْ ترضِي الآخرين على حساب نفسك عليك أن تخبر نفسك أنا أقوم بأشياء لأرضي نفسي وكذلك الآخرين، وأنا واضح بشأن ما أريده.
كلُّ الأساليب والكلمات التي تخرج من أعماقك ومحاطة بثقة في النفس ومحكومة بالقيم الدينية والأخلاقية من شأنها أن تعيدك إلى حالة الاتزان العاطفي وتحفظ حقك وفي الوقت نفسه تحترم حق الآخرين، بالفعل ستتعامل مع موضوع الإساءة العاطفية بكل ثقة واقتدار.