عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال: “معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء“ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، ج٩ ص ٣٨٦.
التشافي بالصيام
هو طريقة علاج تستخدم لكسر الشهوة بشكل عام والشهوة الجنسية بالخصوص وللتغلب على الإدمان بشتى أنواعه، ولتقوى النفس على التقوى، لأن روح الصوم وسره هو التخلق بخلق من أخلاق الله تعالى، أعني الصمدية والاقتداء بالملائكة في الكفِّ عن الشهوات بقدر الإمكان وهذا إنما يحصل بتقليل الأكل عما يأكله في غير وقت الصوم، ويضاف لذلك كف البصر والسمع واليد وسائر الجوارح عن ارتكاب المعاصي، والإقبال على الطاعات والرجوع لله.
شروط التشافي بالصيام
١- الاكتفاء بمقدار الطعام الذي يحتاجه الجسم وعدم الزيادة استمع فقط لحاجات جسدك واحذر أن تعوض نقص الطعام نهارا في الليل، بل كل في مجموع الليل أكلتك التي كنت تأكلها لو لم تصم، من دون ضم شيء مما تأكله في النهار إليها.
٢- الإقتصار على الأطعمة الضرورية والتي لا تسهم في زيادة الرغبة الجنسية كبعض الاسماك والموز والشوكلاته الداكنة وغيرها، وبعبارة واضح أن لا يزيد في ألوان الطعام بحيث يكسر الغرض الذي لأجله يصوم الإنسان.
٣- الابتعاد عن المثيرات مثل مشاهدة الأفلام والمسلسلات وتصفح المواقع الإلكترونية، لأن عدم ايقاظ الشهوة أسهل من إخمادها.
٤- استمتعْ فقط بتناول الأطعمة الصحية والنظيفة، وتوقفْ عن العادات الغذائية غير المرغوب فيها، تدرب على أكل الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة.
٥- استخدم الرقابة والوعي لرصد الأوقات والأماكن التي تنشط فيها الإدمانات، فلو كان بعد الاستيقاظ صباحا وعلى السرير وفي غرفة مغلقة تتحفز الرغبة لمشاهدة الاباحيات أو استخدام العادة السرية انهض فورًا وغير الموقع والنشاط.
٦- كسر العادات وتوقف عن العادات القديمة، أبحث عن البدائل، وضعْ لنفسك أهداف قصيرة المدى واعمل على تحقيقه واستعنْ بمن يمد لك يد العون.
٧- بعد كل يوم انجاز اشكر الله، واسمح لقلبك أن يشعر بالامتنان ويحتفل.
عدد أيام الصيام المطلوبة
الصيام قد يأخذ انماطًا متعددةً، فمن كان عليه قضاء ما فاته من شهر رمضان فليصم كل يوم ما أمكن ليحقق الواجب وليقضي على الإدمانات التي يعاني منها في نفس الوقت وإن كان يشق عليه فليصم يوم ويفطر يوم.
أمّا الأشخاص الذين التزموا بصيام شهر رمضان ليختاروا طريقة صيام ثلاثة أيام في الشهر فعن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام، في حديث ـ قال : إنما جعل صوم السُّنة ليكمل به صوم الفرض، وإنما جعل في كل شهر ثلاثة أيام في كل عشرة أيام يوما لأن الله عزّ وجلّ يقول : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) فمن صام في كل عشرة أيام يوما واحدا فكأنما صام الدهر كله.
وعن محمد بن على بن الحسين بإسناده، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قيل: ما يفطر، ثم أفطر حتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود عليه السلام يوما ويوما لا ، ثم قبض عليه السلام على صيام ثلاثة أيام في الشهر، وقال : يعدلن صوم الدهر ، ويذهبن بوحر الصدر ، ( وقال حماد : الوحر الوسوسة ) (2) ، قال حماد ، فقلت : وأي الايام هي ؟ قال : أول خميس في الشهر ، وأول أربعاء بعد العشر منه، وآخر خميس فيه، فقلت: وكيف صارت هذه الايام التي تصام؟ فقال : لأن من قبلنا من الاُمم كانوا إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الايام، فصام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الايام، لانها الايام المخوفة .
تبصرة
عند استخدامك لنظام الصوم من أجل التغلب على الإدمانات المختلفة فسوف تلاحظ ما يلي:
١- أن سرعة تعافيك تعود لعوامل كثيرة منها مدى تعلقك بذلك الإدمان، فكلما كان راسخًا متجذرًا كان التعافي منه أصعب.
٢- ستمر عليك لحظات تنتكس فيها، وسوف تخاطبك نفسك أن الصيام وكل ما تقوم به لن ينفع، لا تجلد ذاتك وإنما قم من جديد، في النهاية ستحقق التعافي مهما كانت العقبات وعدد مرات السقوط .
٣- لا تتهاون، فكل نظرة صغيرة لما تثير شهوتك، أو تواصل عابر لشخص يشجعك على الإدمان سوف يؤذيك ويسقطك من جديد، الهدف هو أنَّ تعطل كل هذا.
٤- بعض أنواع الإدمان له أثر الانسحاب مثل الاكتئاب أو القلق، هذا سيكون مؤقتًا فلذلك اصبر عليه .
٥- سوف تهاجمك بعض الاحلام وربما كوابيس جنسية، تعايشْ معها ولا تسبب لك أرقا فتمنعك من النوم فهي سترحل مع الوقت.