العلاج بالقراءة أو بالكتاب الببليوثيرابيا
العلاج بالقراءة هو استخدام الأدب لمساعدة الأفراد والجماعات في تحسين حياتهم، إنّه نوع من العلاج النفسي يستخدم الكتب لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب أو قضايا العلاقة أو من مخاوف وجودية مثل العزلة واللامعنى والحرية والموت، وبشكل عام يساعد هذا النوع من العلاج الذين يمرون بضغوط على التحكم في عواطفهم والتعامل مع المواقف العصيبة، ويسهم بذلك في تقديم فهم أعمق للذات والمخاوف وفي تعلم كيفية التعامل مع التوتر، وتحسين الحالة العاطفية وتطوير العلاقات.
فالببليوثيرابيا مصطلح شامل يشمل عددًا من التقنيات المختلفة التي عادةً ما تتضمن قراءة كتاب واحد أو أكثر، إما مع معالج أو بشكل مستقل، ويمكن فيها أن يغطي الكتاب أو الكتب المقروءة عددًا من الموضوعات المختلفة مثل احترام الذات والقلق والتوتر والاكتئاب وما إلى ذلك، كما يمكنها أيضًا توفير التشجيع والإلهام للقارئ.
الفرضية
أننا من خلال برنامج قراءة هادف يمكننا إحداث فرق ذي دلالة في تبصير الأفراد والجماعات لما يجري في دواخلهم (العواطف – الافكار – المشاعر) وتسهيل فهم التأثير المتبادل بينها وبين الجسم من جهة، وبينها وبين العلاقات من جهة أخر، إنَّ القراءة المخطط لها بعناية تريحك، فعندما تقرأ تصبح أكثر وعيًا بنفسك، وهي تهدئك مما يساهم بشكل ملحوظ في تحسين صحتك الجسدية أيضًا .
طريقة العمل
يحصل العلاج من خلال توفير المعلومات والدعم والتوجيه على شكل أنشطة مثل قراءة القرآن والدعاء والكتب والقصص، ويعمل العلاج بالقراءة كمعزز لطرق أخرى مثل: العلاج المعرفي والعلاج الجدلي والعلاج العقلاني الانفعالي
مجالات استخدام العلاج بالقراءة
يستخدم هذا النوع من العلاج للأفراد وللجماعات المتوافقة في المشكلة وبين الأسرة، ففي الكثير من الأحيان عند التعامل الشخصي من الزن أو الاكتئاب يصعب علينا فهم ما يحدث في عقولنا و أجسامنا، خصوصًا إذا لم يكن لدينا خبرة سابقة، وسوف يسهم الكتاب في سد هذه الفجوة من خلال توفير المعلومات والدعم والتوجيه عبر مختلف أنواع الكتابة بما فيها الروايات والقصص، وهذه استراتيجية تشافٍ شائعة، وهي مناسبة لكل المواقف ولكل الناس في جميع الأعمار، فيمكن على سبيل المثال استخدام القصة للطفل والمراهق وللشاب والرجل المسن، وهي فعَّالة أيضًا للذكور والإناث .
وحينما نستخدم الكتاب كعلاج في مجموعة قراءة كتاب فسوف يمنح هذا اللقاء المنظم الفرصة للمشتركين في إبداء الملاحظات والمداخلات وتفسيراتهم للكتاب المقروء أو المسموع وكيف يرتبط بقضاياهم، وهو محفز على تحسين التواصل وتعميقه بين المشتركين، سوف نشهد في جلسات النقاش تلك حالات من التواصل مع طبيعتنا الداخلية، وسنرى كيف يتم بناء الثقة بالنَّفس والتركيز على اللحظة، وكيف يساهم المناخ المعرفي السائد في إيجاد المرونة والتعاطف والتفاعل الشعوري بين الأفراد وما يثيره الكتاب فينا من أفكار وعواطف .
فوائد العلاج بالقراءة والكتاب
١- تعزز قوة الذاكرة والفهم والتركيز .
٢- توفر فهم أعمق للمخاوف التي تدفع بالأفراد أو المجموعات للعزلة، مما يدفعنا للسعي نحو مشاركة اجتماعية ناضجة.
٣- تحسين احترام الذات وتمنحنا مستوى أعلى من الرضا عن الحياة .
٤- تسهيل حصول التعاطف والبصيرة والمحادثة والتطور والنمو الذاتي .
٥- تساعد على تطوير استراتيجيات لمعالجة القضايا الأكثر إثارة للتوتر والقلق والحد من الغضب .
٦- يعزّز حل المشكلات والوعي والحضور.
٧- يبصّر القاريء على الطرق المختلفة التي يمكن يتعامل فيه الأشخاص مع مشكلة محددة.
الأدوار الثلاثة
العلاج بالكتاب أو بالقراءة هو كما يصفه سام جلادنج، يصف العلاج الكتابي بأنه تفاعل ديناميكي ثلاثي الاتجاهات يتضمن استخدام كتاب ومستشار وعميل، المستشار والعميل يأخذان بعين الاعتبار المشاكل أو مجالات التوتر في حياة العميل، ثم يصف المستشار كتابًا أو قصة للعميل ليقرأها .
دور المعالج
أولاً: يحدد نوع المشكلة ومجالات التوتر في حياة الأفراد والمجموعات، ويتبع في ذلك عدة أساليب منها الاستنارات و جلسات التفريغ الوجداني وما يقدم له من تحليل عن احتياجات من جانب الطبيب .
ثانياً: يصنف قوائم بالكتب والقصص والأدعية والآيات القرآنية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالمشكلة.
ثالثًا: يرشد إلى العديد من المواقع وقواعد البيانات عبر الإنترنت التي تقدم عناوين مقترحة أو موصى بها بناءً على مخاوف معينة أو مشكلات تتعلق بالسلامة النفسية .
رابعًا: يقترح الكتاب المناسب للحاجات المريض مثل كتب المساعدة الذاتية ككتاب تمارين تهدئة لشخص يعاني من القلق أو مخاوف أخرى تتعلق بالسلامة النفسية والروحية، أو ربما قصة بشخصية خيالية تتعامل مع الحزن والصدمة الناتجة عن فقدان أحد الأحباء لعميل عانى مؤخرًا من وفاة في الأسرة.
خامسًا: يوفر إن أمكن النسخ التالية: BDF – كتاب مسموع – وكتاب ورقي، على أن تكون الكتب متنوعة ومتدرجة بما يكفي في حل المشكلات.
سادسًا: تحديد الواجبات المنزلية والأنشطة خارج جلسة الاستشارة
سابعًا: مناقشة الأفراد أو المجموعات حول محتوى الكتاب وطرق الحلول ومعرفة القصور في سلوك البطل والايجابيات .
ثامنًا: كتابة تقرير دوري دقيق حول حركة تطور العلاج وحول ردود الفعل من يخوض التجربة.
دور الكتاب
أولًا: تقديم البصيرة والحكمة وإثارة دفائن العقول وإرساء السكينة والطمأنينة في نفس القاريء.
ثانيًا: ابراز القدوة وكيف تتعامل الشخصيات في الكتاب مع قضايا مماثلة لما يعاني منها المريض سواء كانت شخصية الكتاب خيالية أو حقيقية، خاصة على المستوى العاطفي الانفعالي والعقلاني.
ثالثًا: توفير خبرات ونموذج وقائي يساعد الناس على تعلم طرق التعامل مع تحديات الحياة مثل إدارة الغضب والسلوك المناسب اجتماعيًا، وكيفية التخلص من التمييز على أساس الجنس أو السن.
دور من يمر بتجربة مرهقة عاطفية أو سلوكية
أولًا: الصدق وتعزيز الثقة بينه وبين المرشد.
ثانيًا: الاجتهاد في الالتزام ببرنامج القراءة أو السماع ومحاولة القراءة لمدة 30 دقيقية على أقل يوميا .
ثالثًا: السعي لتنويع القراءة والاجتهاد في قراءة كتب غير خيالية.
رابعًا: القراءة ببطء وتركيز قدر الإمكان.
خامسًا: المساهمة في الأنشطة وجلسات النقاش.
