الإمام علي (عليه السَّلام): «كفى بالمرءِ سعادةً أنْ يعزِفَ عمَّا يفنى، ويتولَّهَ بما يبقى».
في عمر الزُّهور، في سنِّ عِزِّ النَّشاط والحركة، تسعة عشر عامًا عمرُهُ، وهو وحيد أمِّهِ وأبيهِ، يصاب بضعف ثقته بنفسه، ولم تكن أسرتُهُ من ذوي الدَّخل المتوسِّط فضلًا عن العالي، فمصادرها الماليَّة محدودة جدًّا، فلذلك يصعب بل يستحيل على أبيه أنْ يلبِّي رغباته الشِّرائيَّة، ولكونه وقتها طفلًا، فلقد تكوَّنت لديه شبه العقدة مضمونها لا يمكن شراء ما ترغب فيه شخصيًّا بقدر ما يسمح به المال المتوافر بقرار أبويٍّ، هذا كان نتيجة كثرة التَّسويفات منهما له بحكم محدوديَّة الدَّخل الشَّهريِّ.
الأمُّ أقرب له من أبيه، وكثيرًا ما تنشأ أمام عينيه بين والديه المشكلات والصُّراخ والشِّجار، فكانت راحته في الصِّغر اللَّامبالاة بما يحدث بينهما، ولكن الآن وهما مستمرَّان على ما هما عليه، فإنَّ لذلك أثرًا سيِّئًا عليه، إذ يرى نفسه بين أصدقائه فاترًا نوَّامًا، ولديه شعور بالانفصال عنهما في حياته مع أنَّه يعيش في وسطهما، فليست حياتي – كما يقول -: حياةً طبيعيَّة فما العمل؟
١- الشُّعور بالعجز في مواجهة مشاكل الحياة.
٢- يداخله شعور بالخوف، والخجل.
٣- مصاب بالفتور، والكسل.
١- الانعزال عن الوالدين.
٢- علاقات محدودة بالمحيط الخارجيِّ.
١- يبدو أنَّ حالة الهروب قد تطوَّرتْ لديه من مشكلاته الحياتية، وتهدف للحصول على الرَّاحة والسَّكينة كما يعتقد، ولكنَّه عاد عليه ذلك السُّلوك بضعف الثِّقة في النَّفس.
٢- ننصحه بضرورة الالتزام اليوميِّ بهذا الدُّعاء: «اللَّهمَّ، إنِّي أعوذ بك من الكسل، والفشل، والهم، والحزن، والجبن، والبخل، والغفلة، والقسوة، والذِّلَّة، والمَسْكنة، والفقر، والفاقة، وكلِّ بليَّةٍ، والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأعوذُ بك من نفسٍ لا تقنع، ومن بطنٍ لا يشبع، وقلبٍ لا يخشع، ودعاءٍ لا يُسمع، وعملٍ لا ينفع، وصلاةٍ لا ترفع، وأَعُوذُ بِكَ يا ربِّ، على نفسي، وديني، ومالي، وجميع ما رزقتني من الشَّيطان الرَّجيم، إنَّكّ أنْتَ السَّميع العليم». (الصحيفة السَّجَّاديَّة، الصَّفحة 233)
٣- هذا الدُّعاء هو خارطة طريقه؛ للخروج ممَّا هو فيه، وبعبارة أخرى: عليه أنْ يُحوِّل كلمات الدُّعاء إلى برنامج حياة، مشروعه الحياتي تتضمَّنه كلمات الدُّعاء.
٤- ثقته بنفسه تعود إليه حالما تسير في الاتِّجاه المعاكس لسيره الحالي.
٥- عليه ببرِّ والديه بكلِّ السُبُل الممكنة.
٦- برنامجه الأخلاقيُّ عكس ما يقوم به الآن، البرنامج: النِّشاط ضدَّ الكسل والفتور، وضدَّ الانفصال والانغلاق، وعليه بطيب المعاشرة.
٧- مجاهدة النَّفس أساس حركته في برنامجه العمليِّ، وعليه الاستمرار فيه على أقل تقدير ثلاثة أشهر.
٨- أداء تمارين فيها قوَّة لحرق الدُّهون، وبناء الجسم، وحبَّذا المشاركة في صالة رياضيَّة، وأداء التَّمارين بشكل جماعيٍّ.
٩- العمل على اكتساب صداقات جديدة.
١٠- التَّعامل مع الآخرين بما هم عليه من فقر، أو غنًى، أو غيرهما.
١١- المشاركة في دورة تطوير مهارات اكتساب الأصدقاء.
١٢- اتِّخاذ قراراته الحياتية فيما يخصه بمفرده مستقلًا.
١٣- قراءة ما يحفِّزه بشكل يوميٍّ، أو الاستماع إليه، قد تكون بداية الحركة فيها صعوبة لكن مع العزم ومرور الوقت لن يلحقه أحدٌ.
نتوقَّع انتفاعه كثيرًا ببرنامج المجاهدة أعلاه، المعتمد أساسًا على المشارطة والمراقبة والمحاسبة والمرابطة (الميمات الأربع)، سوف يكتسب الثِّقة مع المتابعة اليوميَّة في الشَّهر الأوَّل، وفي الثَّاني يكون لديه ثبات، وفي الثَّالث ستتغيَّر عاداته السَّلبية للنَّجاح إنْ شاء الله تعالى.
بفضل الله تعالى تحوَّل هذا الشَّابُّ لشابٍّ آخر، يُلاحظ عليه اختلاف في تصوُّراته الذِّهنيَّة، وكيفيَّة تعاطيه مع مشكلاته التي تواجهه.