رسول الله (صلَّى الله عليه وآله): «من سعادة المسلم: سعة المسكن، والجار الصَّالح، والمركب الهنيئ».
فتاة ملتزمة بدينها، يحبُّها والداها حبًّا جمًّا، وهي لا تعصي لهما أمرًا، دخلت سنتها الثَّانية والعشرين، وبدأ يطرق بابَها الخطَّابُ، وكان الرَّفض سيِّد موقفها، حتَّى جاءها ما لا يمكن رفضه لما يمتلك من صفات تحلم بها الفتيات في عصرنا، وتتراكض خلفه البنات، فهو ذو خُلق وجمال ومال، فلذلك ولمصلحة ابنته ضغط عليها والدُها بضرورة الموافقة، كما أنَّ والدتها مارست ذات الدَّور معها، عندها انفجرت وأصابتها بنوبة غريبة.
حدث لها اضطرابٌ إذ تصرخ وكأنَّ صوتها يخرج من بطنها، وتبدو الخشونة على صوتها بشكل لم يحدث من قبل، بل وتتحدَّث بكلمات لا ربط بينها، فلم يطقْ أبواها صبرًا، فأخذاها مباشرة للمشفى، وقد هدأتْ ولكن لم يعرفا سبب كلِّ تلك النَّوبة الغريبة.
زارا بمعيَّتها معالِجًا يعمل في إطار الجنِّ!، وموصوف بمعالجة العويص من المشاكل، عندما فحصها قال: إنَّها تعاني من تلبُّس جنيٍّ، وعرَّفنا باسمه وبلده!
وقال لنا: إنَّ هذا الجنيَّ كافر! ولقد مضى على حالتها أشهر ولم تتحسَّن بعدما التزمنا بما طلب منها من قراءات معيَّنة، وذبائح، وغيرها، وتكرَّرت نفس النَّوبة بدرجات متفاوتة كلَّما تقدَّم لها خاطب، فما العمل؟
١- غياب عن الوعي بشكل مؤقَّت.
٢- الشُّعور بأنَّ والديها يتآمران عليها.
١- الصُّراخ فجأة، ودون مقدِّمات.
٢- رفض أيَّ شاب يتقدَّم لخطبتها.
١- يجب عرضها على طبيب نفسيٍّ لا دجَّال مشعوذ.
٢- ويتَّضح من رواية أبويها عنها: إنَّها تعاني من ضغوط عليها للزَّواج، فلذلك الواجب تعديل تلك الظُّروف.
٣- المعالجة بالكلام، والتَّحليل النَّفسيِّ، وسوف يؤثِّر فيها الإيحاء النَّفسيُّ كثيرًا.
٤- الفضفضة سوف تخفِّف عليها بصورة ملحوظة، ولعلَّها تكشف السِّرَّ العالق في باطنها.
النَّتيجة تتوقَّف على ثقتها في المعالج التي يتابع حالتها؛ ليكتشف حقيقة ردَّة فعلها الغاضبة.
انعقدت معها عبر الهاتف عدَّة جلسات علاجيَّة، فباحتْ بالسَّبب الحقيقيِّ وراء تلك النَّوبة، كانت لها علاقة بأحد زملاء الدِّراسة الذي وعدها بالزَّواج، وتفاجأت أنَّه تزوَّج صديقتها، والحمد لله ربِّ العالمين تعافت بعد تلك الجلسات، وسلَّمت أمرها لله تعالى.