الإمام الصَّادق (عليه السَّلام): «من سعادة الرَّجل أنْ يكون الولد يُعرف بشبهه، وخَلْقِه، وخُلقه، وشمايله».
لم ينهِ عامه الثَّامن عشر بعد، دخل الجامعة بكلِّ اقتدار، وحصل على أندر التَّخصُّصات الجامعيَّة.
والداه يتبوَّآن أفضل المناصب، وأعلاها، ولديهما شهادات دراسيَّة عليا، ولكنَّهما يتعاملان معه بتسلُّط وشدَّة، فهو يشعر دائمًا أنَّه تحت الضَّغط.
صورته جميلة جدًّا، وفيه وسامة لا توصف، فهو مُلْفِت للبنات اللَّاتي قد زاغت أبصارهنَّ، مع أنَّ لديه سيَّارة إلَّا أنَّ إحدى جاراته المتزوِّجات توصله معها للجامعة، ومع استمرار توصيل المرأة له وإرجاعه البيت بدأت تتوثَّق العلاقة بينهما، بل زادتْ وتحوَّلت لعلاقة عاطفيَّة، مع العلم أنَّها تكبره إلَّا أنَّ زوجها مسافرٌ.
مشاعره تحوَّلت لكرة متدحرجة من لهيب العاطفة نحو المرأة، وهي أيضًا لا تخفي ذلك الميلان نحوه، أثرَّتْ هذه العلاقة بوضوح على دراسته، وعلاه الشُّحوب ولا يخطئه النَّاظر أنَّه ذابل، أدَّى ذلك دون مقدِّمات للتَّصادم مع والده، لأنَّه يحاول أنْ يضيف على قيوده قيودًا، وعلى قسوته قسوة، وعلى شدَّته معه شدَّةً، فداخله شعور أنَّهُ غير مرغوب فيه، فلم يكن في تصوُّره من طريق سوى أنْ يتناول كلَّ أدوية المنزل التي وقعت تحت يديه.
تناولها، ثمَّ ذهب لفراشه، واسترخى، فلم يعلم بشيئ بعدها إلَّا أنَّه خرج من المستشفى بعد يومين، وكاد يفقد حياته، تلك الحادثة غدتْ صدمة هائلة له قبل عائلته، فأخذه والداه لطبيب نفسيٍّ، فكتب له أدوية للخروج من اكتئاب قد غرق فيه، ولكنَّه ينتظر أنْ يعود لحياته الوادعة كما كانت.
١- الشُّعور بالتَّعاسة، والإحباط.
٢- يحوطه انعدام الأمل.
٣- لديه إحساس بفقد قيمة نفسه.
٤- آلام بدنيَّة دون سبب.
١- لا اهتمام له بشيئ حوله.
٢- فقدان الشَّهيَّة.
٣- عدم النَّوم.
١- يجب الاستمرار على تناول دواء الطَّبيب، فهو أساس العلاج.
٢- ضرورة الالتزام ببرنامج لمجاهدة النَّفس، من خلاله سوف يكتشف نمط شخصيَّته، وسوف يكون باستطاعته تحويل عاداتك السَّلبيَّة إلى عادات حسنة.
٣- عليه اجتناب العلاقات العاطفيَّة المحرَّمة، والمشبوهة.
٤- ممارسة التَّمارين الرِّياضية.
٥- تخصيص وقت للنَّشاط الرُّوحيِّ.
٦- دخول الوالدين في دورة عن المهارات الحياتيَّة.
نتوقَّع عندما تتحسَّن علاقة والديه به عبر تعديل سلوكهما معه، فسوف - بإذن الله تعالى - يرجع لحياته الطَّبيعيَّة السَّابقة.
تفهُّم الوالدين سبب أزمة ولدهما، وغيَّرا أسلوبيهما معه، فمنحاه حرِّيَّة أكبر ممَّا رفع مستوى ثقته بنفسه، واستوعب الدَّرس في خطورة العلاقات العاطفيَّة خارج الإطار، ومارس تمارين ألَّا يزعج نفسه لأتفه الأمور، وتدرَّب كثيرًا على الاسترخاء، والحمد لله تغيَّرت حياته، ولم ينقطع عن برنامج مجاهدة النَّفس، وإصلاحها.