معاملة الأب القاسية، وغير المبررة عليه وهو طفل صغير ظهرت نتائجها العكسيَّة وهو شابٌّ قويٌّ، يقول: إنَّه يتذكَّر بصمات أيدي أبيه على ظهره، ومختلف نواحي جسمه، لم يترك أبوه موقِعًا في جسمه إلَّا وقد وقَّع عليه بيده ورجله!، ولم يقتصر سلوك العنف عليه فحسب، بل طال والدته المسكينة أيضًا، وهي التي لا تنطق ببنت شفة على ما يفعل بها أبوه، وما أنْ وصل الولد للمرحلة الإعداديَّة حتَّى تزوَّج أبوه على والدته بزوجة ثَّانية.
ومن لحظة زواجه انتهت كلُّ روابط بينهم وبينه، فلا صَرف، ولا سؤال، ولا اهتمام بتربية، ولا غيرها، بل لم يعد يرونه مطلقًا وكأنَّما انشقَّت الأرض وبلعته.
بدأ الدَّهر – كما يقول الولد – يعلب بنا جميعًا وبي خصوصًا!
علَّمتني خشونة الحياة القسوةَ واللَّا مبالاة، بل وزيادة بأنْ لا أعرف للصَّلاة والعبادة طريقًا.
حتَّى مال قلبه لحبِّ فتاة أنعشت روحه من جديد، وعاد للدِّين، وحاول جاهدًا الالتزام بالصَّلاة والصِّيام، وغيرها من الواجبات، وعندما تقدَّم لخطبة الفتاة رفض إخوتها، فضاقت عليه الدُّنيا برحبها، لم يسمع بكلمة إحباط حتَّى عاشها بكلِّ كيانه، وأخذ الشَّيطان بيده للشَّكِّ بعدالة الله سبحانه وتعالى!!، وما عاش من مأساة، وما يعيشه من ألم، وقاده اسوداد الدُّنيا في عينيه مرَّة أخرى لارتكاب مختلف الجرائم!
١- الشُّعور بعدم الرَّاحة حينما لا يُعتنى به.
٢- حالته العاطفيَّة تتبدَّل سريعًا.
٣- المزاج في تقلُّب دائم.
١- استعراض للجسم والقوَّة دائمًا.
٢- لا يملك صبرًا، ولا يستمرُّ في عمل.
٣- استهتار، وتهوُّر.
١- لديه أفكار انتحاريَّة، فلذلك زيارة الطَّبيب ضروريَّة له، كما أنَّ لديه رغبة في الانتقام.
٢- المعالجة بالتَّحليل النَّفسيِّ.
٣- كشف الصِّراعات التي يعيشها، والوقوف على عمل الأنا عند أليَّات عملها.
٤- مساعدته على الثَّقة بالنَّفس.
٥- فتح الباب للارتباط بالله تعالى، وكثرة الاستغفار.
٦- التَّخلُّص ممَّا يملأ قلبه من حقد، وضغينة.
٧- تعلُّم مبادئ التَّسامح، والعفو، والرَّحمة.
نتوقَّع أنْ تتحسَّن حالته بصورة ملحوظة شريطة الالتزام بنصائح الطَّبيب وأدويته، بالإضافة للعلاج بالكلام، والتَّحليل النَّفسي، ونجاح دمجه في المجتمع، كلُّ ذلك خلال شهور معدودة.
قبل أنْ يعرض نفسَه على طبيب مختصٍّ بدأ يتكيّف مع الحياة ويتقبّل الآخر، وقد ساهم ذلك بالإضافة لمداومته على الأنشطة الحسينية وسفراته المتعددة لزيارة الأماكن المقدسة في تصحيح وضعه.