مع ما لها من أولاد وأحفاد إلَّا أنَّها تشعر بالوحدة والفراغ يملآن عليها حياتها، فمنزلها تحوَّل الصُّراخ فيه إلى صمت، والضَّوضاء إلى هدوء، تدير رأسها شمالًا، فلا أحد، ثمَّ لا تدير رأسها يمينًا لمعرفتها بالنتيجة سلفًا!
تغيَّر عندها مَذاق الحياة، وهي ترى نفسها أنَّها دخلت مرحلة الجدَّات مبكرًا، وحسبت في حياتها كلَّ شيء، وخطَّطت له، ولكنَّها قد فاتها الاستعداد لهذه المرحلة، ولم تدعها علاقتها الأُسريَّة، والاجتماعية آنذاك للتَّفكير والتَّخطيط، بل لم يخطر في ذهنها يومًا!
زوجها الذي أصبح جدًّا – أيضًا – لا يتوقَّف عن الخروج من المنزل لكثرة التزاماته الاجتماعيَّة، وتشابك علاقته في منطقتهم، وغيرها، ولا يصحُّ أنْ نصفه أنَّه غير متفهِّم، أو مهمل لها، بل ألحَّ عليها بشدَّة؛ لتزور إحدى عيادات الطِّبِّ النَّفسيِّ، ولكنَّها ترفض على أساس شدَّة وستزول، وأنَّها في هذا السِّنِّ كيف يناسبها أنْ تذهب لهذا النَّوع من العيادات!
أَكَلَها الضِّيق والملل، فلم تجد مهربًا سوى النَّوم، فازداد قلقها، وغادرتها كلُّ طمأنينة كانت تنعم بها سابقًا، واستمرَّ بها الحال السَّلبيُّ مدَّة ليست بالقصيرة حتَّى اقتنعت بنفسها أنْ تتقدَّم لنا بطلب المشورة لحالة الوحدة والحزن .
١- الضِّيق والحزن.
٢- الذُّهول، وشرود الذِّهن.
البقاء على الفراش إنْ لم تكن نائمة.
١- الإقناع بأنَّ لباس الاكتئاب ليس لباسها، ويجب خلعه.
٢- ضرورة التَّمكُّن من الانحياز الإيجابي بدلًا من السَّلبيِّ من خلال رصد النِّعم في قائمة بشكل يوميٍّ.
٣- لا بدَّ من استبدال البرنامج اليوميِّ لبرنامج مختلف تمامًا.
٤- الرِّياضة عنصر ثابت في البرنامج الجديد، وتوقيته يوميٌّ، أو الاشتراك في عضويَّة نادٍ رياضيٍّ.
٥- الالتزام بعمل تطوعيٍّ خارج المنزل، أو أيِّ عمل آخر فيه نفع واستفادة كالدِّراسة في الحوزة مثلًا.
٦- العمل على نشاط ترفيهيٍّ يتناسب مع العمر.
٧- برنامج غذائي يتلاءم مع الحالة الصِّحيَّة، شريطة التَّزوُّد بالطَّعام الذي يزيد من هرمون السَّعادة.
٨- مساهمة الأولاد، والأحفاد بالزِّيارة اليوميَّة.
نتوقَّع عندما تلتزم بالبرنامج الجديد يتغيَّر وضعها بشكل تدريجيٍّ نحو الإيجابيَّة خلال ثلاثة شهور.
ساهم العلاج عبر الأسرة واعتناء الزوج وبرنامج المشي اليومي، مع العلاج عبر العمل الإجتماعي حيث نشطتْ في مجال التعليم الديني في الترويح عنها والتخلص من وحشة الوحدة لديها، وهي الآن أكثر سعادة وانشرح صدرها.