سبل السلام

الإمام علي (عليه السَّلام): «كفى بالمرءِ سعادةً أنْ يعزِفَ عمَّا يفنى، ويتولَّهَ بما يبقى».

(11000 حكمة للإمام علي (عليه السَّلام)، الآمدي، الصَّفحة 200)
فوائد تقنية السماح بالرحيل

التعامل مع المشاعر السلبية

التعامل مع المشاعر السلبية

التعرض ومنع الاستجابة تعتبر آلية واقعية حقيقية قد جرّبها أغلب النَّاس، وعند تجربتها بوعي تشعر للوهلة الأولى بمستوى من التوتر ثم سرعان ما تحس بانقطاع مفاجئ للضغط الداخلي مع شعور براحة وخفة، ومثالٌ على ذلكوأنت في نقاش حادٍّ ممزوجٍ بالعصبية والغضب فإذا تقيظتَ أنَّ الموقفَ سخيفٌ وتافهٌ، فسوف تشعر فجأةً بالسعادة والحريّة، فتخيّل لو تعاملت معه كذلك منذ البداية.

فالتعرض لمسببات التوتر وعدم الاستجابة لها عملية تحدث بوعيٍ وتتكررٍ بناءً على رغبتك، فنحن معاشر البشر نحمل تراكمات من المشاعر والسلوك والاعتقادات السلبية مما يجعلنا بائسين ونسعى للهروب منه بشتى الوسائل التي لا تعد ولا تحصى، إنَّ الانسان يشعر بالضيق من هذه المشاعر لأنَّها تحمل طاقة سلبية كبيرة، ومادام الإنسان في غفلة عن آلية التعامل معها فسوف تولد آلاف الأفكار (ذكرى مؤلمة – الندم الشديد)، ولذلك فعندما يختفي هذا الشعور تختفي معه تلك الأفكار، ولتحقق حالة التسليم يجب أنْ تتحرّر من الصراعٍ الداخلي والمشاعر السلبية وهذا يعني ظهور أكبر قدر ممكن من الخير في موقف معين.

المشاعر السلبية ومكانيزما الدفاع الأساسية

١القمع والكبت: وهما أكثر استعمالًا، إذ تُدفنُ المشاعر، فالكبتُ يحصل بلا وعي والقمع بوعي، نعاني منها وتستمر الحياة، ثم تظهر على صورة توتر في عضلات الرقبة والظهر وصداع وعسر هضم واضطراب في الدورة الشهرية ومغص وغيرها، وذلك بسبب الشعور بالخوف أو الذنب فنكبتُ السببَ ونتجاهلُهُ في داخلنا، ثم نسقطه على الآخرين (الناس – الأماكن – الطعام – الخصوم – المناخ)، والإسقاط هو سببُ كلِّ هجومٍ وعنف وعدوان وكل شكل من أشكال التدمير الاجتماعي.

٢التعبير (الفضفضة): التنفيس يتم عبر التعبير عن المشاعر من خلال لغة الجسد، والإعتقاد بأنّ الكلام والشكاية تحرر من المشاعر السلبية خطأ بل على العكس، فالتعبير يزيدُهُ، ثم يقمع ما تبقى من مشاعر، والموازنة بين القمع والتعبير تختلف من ثقافة لأخرى، وأفضل تعبير هو تحمّل مسؤولية المشاعر السلبية وتحييدها وبهذا لا تبقى إلا المشاعر الإيجابية للتعبير عنها

٣الهروب: يقصد به تجنب المشاعر من خلال الإلهاء، وهو أحد أسباب صناعة التسلية والخمور، وأيّ نوع من الإدمان، فإن النَّاس يشعرون بالتعاسة لأنَّهم غير واعين، ويخشون مواجهة أنفسهم والجلوس وحدهم.

كل تلك الأساليب خاطئة ومكلفة، وتؤدي إلى فقدان الوعي وكبح النضج، وزيادة المشكلات الجسدية والنَّفسية، أما عند التعرض لهذه المشاعر السلبية وعدم التجاوب معها بشكل عملي فإنّ الطاقة الكامنة خلفها تستسلم ثم يكون التحرر من الضغط، ويبدأ الضغط المتراكم بالزوال فيكون الحال أفضل

المشاعر والتوتر

هما تعبيران عن الضغط الداخلي للعواطف المكبوتة، فالمصدر للتوتر داخلي لا خارجي، فكلما زاد الخوف في داخلنا كلما نظرنا للعالم بخوف وحذر، فالعالم مرعب لِلمذعور، وللعصبي مكان فوضوي مليء بالإحباط، فالذي في داخل النَّفس يلوّن واقعنا، عندما نسمح للشعور بالذنب بالرحيل فسوف يظهر العالم نقيًا طاهرًا.

والأحداث الخارجية تحفّز إخراج ما بداخلنا، فالاستجابة لهذا التحفيز هي سبب التوتر، فكلما حصلت حالةُ التسليم كلما ابتعد التوترُ عنا، وآليات الدفاع المطروحة لا تتعامل إلا مع مظاهر التوتر لا سببه الأساسي.

العلامات: هلع
شارك المقال:
هل وجدت هذا المقال مفيدًا ، يمكنك الاشتراك لتصلك مقالات مشابهة
مواضيع ذات علاقة
القلق من منظور الدين الإسلامي | الجزء ٢

القلق من منظور الدين الإسلامي الجزء ٢

الغضب

التخلي عن الغضب

التشافي بقراءة الدعاء

التشافي بقراءة الدعاء

العلاج النفسي الديناميكي

العلاج النفسي الديناميكي

الشعور بالذنب

العلاج العاطفي

السماح بالرحيل

تطبيق لتقنية التعرض ومنع الاستجابة في الاكتئاب

الفخر

النرجسية

قبول الذات

الحالة الإنسانية

المشاعر السلبية في العمل

المشاعر الايجابية والسلبية

هل تكتب مقالات؟

تستطيع الكتابة لمساعدة الآخرين، اكتب لنا و سننشر لك مع الاعتبار لسياسة كتابة المقالات التي نتبعها

Survey
Interested in reading articles
Articles Writer