الإمام علي (عليه السَّلام): «من السَّعادةِ التَّوفيقُ لصالحِ الأعمالِ».
شابَّةٌ تخبرنا بأنّها جربتْ الكثير من العلاجات والأدوية؛ للتَّخلُّص من وسواسها، ولكن دون جدوى، يتركَّز وسواسها على الطُّقوس الكثيرة في الحمَّام، تقول: أقضي ساعات في قضاء الحاجة، أغسل جزءًا جزءًا، ثمَّ أعيد التَّغسيل، وأكرِّره، وبعد ذلك بقليل أشعر بتنقيط البول، فأرجع أغسل مرَّة أخرى من البداية، ثمَّ بعد ذلك كلِّه أجد نفسي مضطرَّةً للاستحمام وتبديل الملابس!
أمَّا الوضوء، فإنَّها تطيل فيه حتَّى نصف ساعة وأحيانًا أكثر، وأمَّا بشأن الصَّلاة، فشكوكها كطقوسها، فهي لا تعرف كم سجدة؟، وبل ولا كم ركعة ركعتْ، وأمَّا نطق الحروف في القراءة فحدِّث، ولا حرج، وكأنَّما لسانها ثقيل.
أمَّا عن العلاج، فهي – كما تقول -: إنَّها تعالجتْ عند الطَّبيب النَّفسيِّ الذي وصف لها الأدوية، والتزمتْ بها، ثمَّ أردفتْ أنَّها قد زارتْ بعض المعالجين في علم الطَّاقة، ثمَّ أنَّها جمعتْ مع هذا وصفة استلمتها من شخص يقرأ الرقية الشَّرعيَّة الذي قرأ عليها، وأخبرها أنَّها تعاني من مَسٍّ، ونصحها بتلاوة سورة البقرة، وقد التزمت بها أربعين يومًا، ولكنَّها كما تقول: لم تجدْ أثرًا، ثمَّ أنَّها قرأتْ زيارة عاشوراء، واستمرَّتْ عليها شهورًا طويلة، ولم يتغيَّر حالها للأسف الشَّديد.
١- الشُّعور بالتَّعب، والإعياء.
٢- الشُّعور بالاختناق، وأنَّ أعمالها لا قيمة لها.
٣- أصابها ما يشبه كراهتها للعبادة.
٤- الإحساس بضيق الصَّدر، وعسر المَزاج.
٥- الإحساس بشلل يعطِّل كلَّ حياتها.
١- رفض الزَّواج، رغم أنَّ النَّفس تتوقُ له، والعاطفةُ تتطلبُهُ.
٢- عدم القدرة على الذَّهاب للحجِّ والعمرة رغم الاستطاعة الماليَّة.
١- في حدود ما نقوم به - وهو العلاج السُّلوكيُّ المعرفيُّ - نركِّز على عدم التَّماهي مع الأفكار والمشاعر، والعمل سلوكيًّا ضدَّها.
٢- الأفكار غير الطَّوعيَّة التَّسلُّطيَّة، ونتعامل بهذه:
● لا تناقش، لا تقمع، لا تكبت، ولا نهرب منها، إنَّما نعيد تسميتها وهي وسواس.
● نصنِّفها ضمن الرَّسائل الكاذبة المتكرِّرة، والتي يجب أنْ لا نفتحها.
● نجاهد أنفسنا في عدم الاستجابة، والعمل بسلوك مضادٍّ لها، ونستخدم تقنيات متعدِّدة مثل: التَّعرض وعدم الاستجابة - العلاج بالوعي واليقظة للَّحظة الرَّاهنة (الآن وهنا).
٣- نعتمد المتابعة اليوميَّة لذلك الشَّغف، والرَّغبة القويَّة في التَّخلُّص من الوسواس والذي يقتضي منها – الأخت - تدوين قائمة بمضارِّ الوسواس عليها بشكل شخصيٍّ، وقائمة بمضارِّهِ بشكل عام، وتأجيج الرَّغبة في القضاء عليه.
٤- مجاهدة النَّفس ضمن برنامج الميمات الأربع (المشارطة - المراقبة - المحاسبة - المرابطة)، وستكون المشارطة بتقليل مدَّة البقاء في الحمَّام بشكل تدريجيٍّ.
٥- الرِّياضة كالمشي ذات أهمِّيَّة في هذا الإطار، بالإضافة إلى تمارين حَرق الدُّهون.
٦- التَّعرُّض للشَّمس.
٧- تناول الأطعمة التي تعمل كمضاد خفيف للاكتئاب.
تعتمد على العزيمة المبذولة في التَّمرُّن على التَّعرُّض، وعدم الاستجابة، كما يجب متابعة الحالة لمدَّة ثلاثة أشهر، وتقدم ما يلزم من المعارف كعامل مساعد ورديف للعلاج الدَّوائيِّ الذي يصفه لها طبيبُها، والتَّطمين اليوميُّ والتَّحفيز الإيجابيُّ، بهذا نتوقَّع الشَّفاء بإذن الله تعالى.
لم تتمكَّن الأخت من القضاء على الوسواس تمامًا، وإنَّما استطاعت خفض المدَّة لما يقارب السَّاعة، بدل السَّاعات، ولم تجد الاطمئنان من صحَّة عملها، وأنَّ التَّكيُّف الذي قدرتْ عليه هو أنْ تستمرَّ بشكل الحصول على تطمين وهي تلتزم بالتَّطمين، وبدأتْ التَّفكير جدِّيًّا في مزاولة بعض الأعمال.