ثمرات الصفح ومضار الانتقام
من أعظم الكمالات الإنسانية تجاوز الانسان عن الاشخاص الذين أساؤوا إليه، والسؤال في القبر (مَنْ ربك؟) بمعنى أنك تربيت بيد مَنْ، لا السؤال الشفوي، فالصفح من تربية رب العالمين، فيستطيع أن يجيب، وجذر الصفح يرتوي من ترك الدنيا والنفس، كما أن جذر الانتقام يرتوي من حب الدنيا والنفس.
والصفح من جنود العقل والرحمن ومن لوازم الفطرة المخمرة، وضده الانتقام، وهو من جنود الجهل وإبليس، ومن لوازم الفطرة المحجوبة.
أحاديث هذا الباب : الصفح وضده الانتقام
عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزًا فتعافوا يعزكم الله، وعن الباقر عليه السلام: الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة.
وعن محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن أمير المؤمنين في وصيته لمحمد بن الحنفية قال: لا يكونن أخوك على قطيعتك أقوى منك على صلته ولا على الإساءة إليك أقدر منك على الإحسان إليه، في الكافي عن السجاد عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مَنْ أحب السبيل إلى الله عز وجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم ، وجرعة مصيبة تردها بصبر.