معنى العفة وضدها
للقوة البهيمية تفريط يسمى الخمود، وهو عبارة عن منع القوة الشهوية عن حد الاعتدال وإهمال القوة الشريفة التي أعطيت له، فإذا ارتاضت في ميزان العقل والشرع وخرجت من جانب الغلو والتقصير وحد الافراط والتفريط وخرجت عن الوهم وتصرف الشيطان فستحصل لها حالة السكون والطمأنينة وملكة الاعتدال ويعبّر عنها بالعفة.
والعفة من الأمور الفطرية ومن لوازم الفطرة المخمرة ومن جنود العقل، والهتك من لوازم الفطرة المحجوبة ومن جنود إبليس والجهل
ثمرات القوة الشهوية
القوة الشهوية أعطاها الله للحيوان والانسان لحفظ شخصه وبقت نوعه، وسعادة الانسان الابدية وحياته الملكوتية مرهونتان بنعمة هذه القوة الشريفة.
ولهذه القوة دور في نظام المدينة الفاضلة وتربية النفوس الناقصة، وهذه القوة كفيلة بالسعادات الفردية والنوعية، مادام لم يتخطَّ حدود الاعتدال، والانسان اليقظ إذا فكر قليلًا يدرك جيدًا جنايته في هتك ستر العفة، فأي جناية وخيانة أشد من أن تستعمل القوة التي لبقاء النسل في قطع النسل بسبب استعمالها في غير موضعها.
تأثير الأعمال في القلب
لكل عمل سواء خيرًا كان أو شرًا صورة غيبية ملكوتية، وسُميت في الروايات بجنة أو جنهم الاعمال، وفِي القرآن (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا) وقال تعالى (يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم) صريح الآية أن الناس يرون أعمالهم كيفما كانت في تلك النشأة، كما أن للإعمال أثر في القلب، عُبر عنها في الروايات بالنكتة البيضاء أو السوداء، عندما يأتي الانسان بالعمل بحسب شرائطه الصورية والمعنوية والقلبية والقالبية تحصل في القلب نورانية، تقرّبه إلى معرفة الله والتوحيد، وكذا العكس بالنسبة للعمل السيء تحصل كدورة في القلب، تحجره عن المعارف الإلهية.
في عالم الآخرة تبرز الصورة الغيبية والملكات النفسانية للإنسان، ليست خارجة عن ثماني صور، عندما يعدّل الانسان القوى الثلاث ويجعلها تابعة للروحانية والعقل تكون صورته الصورة الانسانية المستقيمة، وإذا غلبت الغضبية صارت صورته على صورة سبع، وإذا غلبت الشهوية فتكون بهيمة، وعلى شكل شيطان إذا غلبت الواهمة، وقد تكون الصورة مزدوجة، أو ثلاثية وقد تكون للانسان أكثر من صورة بحسب الاحوال.
موعظة لإصلاح النفس
هذه الموعد ثلاث صفحات من ٢٨٣ حتى ٢٨٥، حبذا قراتها كاملة فهي هادية.
بعض الروايات في فضيلة العفة
عن الباقر عليه السلام: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج، وفي وصية أمير المؤمنين عليه السلام إلى ابنه ابن الحنفية: وَمَنْ لم يعطِ نفسه شهوتها أصاب رشده.