معنى التوكل
يعني إيكال الأمر إلى معتمَد حيث نفسه عاجزة عن ذلك الأمر، وفي الصحاح أن التوكل إظهار العجز والاعتماد على الغير وهو تفسير باللازم وقال بعضهم: التوكل على الله انقطاع العبد إليه في جميع ما يأمله من المخلوقين، وقال بعضهم: التوكل طرح البدن في العبودية وتعلق القلب بالربوبية.
أركان التوكل
وهي أربعة:
-
- الايمان بأن الوكيل عالم بما يحتاج آليه المتوكل .
- الايمان بأن الوكيل قادر على رفع حاجة الموكل.
- أنه ليس ببخيل.
- أن له محبة ورحمة بالنسبة إلى الموكل.
ولا تأثير للعلم بتلك الاركان دون الايمان القلبي بها، كما أن العالم بالبرهان القطعي بحضور الحق تعالى وحضور ملائكته ثم يرتكب المعصية وإذا علم بورود صبي مميز يستحي وينصرف عن المعصية فلا أثر في العلم بحضور الحق تعالى في القلب.
بعد أن يعلم السالك بأركان التوكل عليه أن يوصل تلك الحقائق التي أدركها بالعقل إلى القلب، وذلك عن طريق اختيار ساعة يقل فيها اشتغال النفس بالدنيا ويفرغ قلبه ويستغل بالذكر (لا إله إلا الله)، ليكون اللسان تابعًا للقلب، وإذا صار الاشتغال بالذكر شديدًا بالاضافة إلى طهارة النفس والخلوص فلن يمنعه أي اشتغال عن الذكر.
تعقيبات هذا الباب وموعظة أولي الألباب
قدّم سماحة الكاتب في هذا الفصل نصائح وعظية من الأفضل قراءتها كاملة .
معرفة مراتب التوكل ودرجاته
درجات التوكل تتعلق بمدى المعرفة بأركانه، فالعلم بها ليس من درجاته إلا إذا آمن بها قلبه، وهذا أول مرتبة، ثم مرتبة الايمان إلى حد الطمأنينة، وبعدها يجد تجليًا من تجليات التوحيد.
التوكل وضده: التوكل من جنود العقل ومن لوازم الفطرة المخمرة والإشارة إلى معنى الحرص، وأنه من جنود الجهل وجنود إبليس ومن لوازم الفطرة المحجوبة
من الفطرة المخمرة فطرة الافتقار، بمعنى أن البشر يرون يرون حاجتهم وافتقارهم.
مدح التوكل وذم الحرص عن طريق التقل
في الكتاب العزيز (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربهم يتوكلون) وقال تعالى (الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون)، عن الإمام الصادق عليه السلام: “إن الغنى والعز يجولان فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا”، فمَنْ توجه إلى جناب الغني المطلق تعلق قلبه بذات الله تعالى وأغمض عين الطمع عن المخلوق الفقير، وعن الإمام الصادق عليه السلام: مَنْ أعطي ثلاثًا لم يمنع ثلاثًا، مَنْ أعطي الدعاء أعطي الإجابة، وَمَنْ أعطي الشكر أعطي الزيادة، وَمَنْ أعطي التوكل أعطي الكفاية، ثم قال: أتلوت كتاب الله عز وجل (وَمَنْ يتوكل على الله فهو حسبه) وقال (لئن شكرتم لأزيدنكم) وقال (ادعوني أستجب لكم).
وعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال: قال لي: ما من شيء إلا له حد، قال فقلت وما حد التوكل، قال اليقين، قلت: فما حد اليقين قال أن لا يخاف مع الله شيء، وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أباذر إن سرك أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، وعنه صلى الله عليه وآله: مَنْ أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله.