المقصود من الخير والشر
وهما واضحان وجدانًا وفطرةً، فالخير عبارة عن الفطرة المخمرة، والشر عبارة عن الفطرة المحجوبة، والمقصود بأن الله بقدرته خمّر طينة آدم الأول وأعطاه فطرتين: إحداهما أصلية وهي الخير والثانية تبعية، والاثنتان “براق السلوك” وهما أصل كل الفطر، والفطرة التابعة هي فطرة النفور من النقص، والابتعاد عن الشر، وهي مخمرة بالعرض.
توضيح المقصود وشرحه في بيان الخير والشر
للقلب وجهتان:
- إلى عالم الغيب والروحانية.
- إلى عالم الشهادة والطبيعة.
فإذا تربّى الانسان على الطبيعة وحجبت عنه الروحانية ستتغلب عليه أحكام الطبيعة في قواها الثلاث (القوة الشيطانية – القوة الغضبية – القوة الشهرية) .
وَمَنْ كان خطا حاله فقلما ينجو بنفسه، فلذلك جاء الانبياء لتربية البشر، والأحكام الإلهية ومقصدها الأول توجيه الفطرة إلى الكمال المطلق الذي هو الحق جل وعلا، ومقصدها الثاني، تنفير الفطرة من الشجرة الدنيوية الخبيثة.
التوق إلى الكمال المطلق الذي يتفرّع منه العلم والقدرة والحياة والارادة … إلخ من أوصاف الجمال والجلال موجود في فطرة كل البشر، واختلاف البيئة والعادات والعقائد يؤثر في مراتب الفطرة لا في أصلها، فالفيلسوف يختلف عن التاجر في منظوره للكمال، كما لو صار سلطانًا فإنه ينظر لمواقع أخرى لتكون تحت سلطته ولو صارت كلٌ الأرض تحته فسوف يرغب في كواكب أخرى بل حتى صار لديه عالم الملك فسوف ينطر إلى عالم الملكوت وهكذا لا يتوقف لأنه معشوقه محدود وناقص وليس محبوب الفطرة لانه مطلق وتام.
فالشرور التي تصدر من الانسان في هذا العالم سببها احتجاب الفطرة التي تصبح شريرة بالعرض لتعلقها بالحجب التي أحاطت بها فيصبح شريرًا.
و ضرورة إصلاح النفس
القوى الثلاث (قوة الشيطنة وفروعها: “العجب – الكبر – طلب الرئاسة – الخداع – المكر – النفاق – الكذب” والقوة الغضبية وفروعها: “التكبر – التجبر – التمرد – القتل – الفحش – إيذاء الخلق” والقوة الشهرية وفروعها: “الحرص – الطمع – البخل” ليست محدودة بحد، فلو وقع لجام الانسان بيد الشيطان فسيكون مستعدًا لمخالفة كل النواميس وأن يقتل وينهب … إلخ لأنه أخطأ تشخيص الكمال المطلق التي تتوق إليها الإنسان .
فإذا رأى الله تبارك وتعالى الأخلاص منك والصدق فسيهديك إلى السلوك الحقيقي .