الفصل الثالث: العلم والإيمان
منظومة الإيمان بالله تعالى تقوم على (الألوهية – الدين – الأخلاق) واستعمل الإسلام ثلاث آليات تعمل بشكل متسلسل وهي الفطرة – الرسالة – العقل.. أما الفكر المادي فقد رفضها، لأنه يرى أن الإنسان ابتدع الدين لتحقيق مصلحته والشعور بالأمان… فالفطرة أودعها الله تعالى في النفس البشرية (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) دون واسطة، وهي سبب البحث عن الإله الحق .. ولَم تُترك أمة دون رسول قال تعالى (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)، ثم يأتي دور العقل.
العلم ينطق بالحق:- تقترح المفكرة الإنجليزية كارين آرمسترونج أن يسمى البشر بـ “الإنسان الديِّن” و“الإنسان العاقل“، ويخبرنا إدوارد ويلسون أن “الإنسان عاطفي بطبعه وأن هذا الحس مسجل في جيناتنا“، ويقول روبرت وينستون بأن الحس الديني جزء من بنيتنا النفسية، كما ألّف الأمريكي هامر كتابًا أسماه (جين الألوهية).
مع علم النفس
١- طرح جاردنر نظريةً بيّن فيها ثمانية أنواع من الذكاء، ثم أتبعها بالذكاء الروحي الذي استبدله لاحقًا بـ “الذكاء الوجودي“، ويهتم هذا الذكاء بالقضايا فوق الحسية وبالقضايا الأساسية للوجود الإنساني.
٢- أجرى دكتور آندرو ودكتور يوجين أبحاثهما على الرهبان البوذيين أثناء تأملاتهم وصلواتهم وتوصلا إلى “أن المشاعر الروحية تصحبها تغيرات حقيقية أمكن ملاحظتها وتصويرها في نشاط الجهاز الحوفي المسؤول عن الإنفعالات وفِي القشرة المخية المسؤولة عن الإدراك، ويؤكد الباحثان أن المخ البشري قد تم تشكيله بحيث يستجيب للمشاعر الدينية.
المسألة الأخلاقية
يرى الكاتب أن الضمير مرادف لمصطلح الفطرة، كما يرى أن الديانات تأتي لتنظيم العلاقة بين دوافع النفس “الأنانية – الإيثار – الضمير“.
الأخلاق عند داروين
يرى أن الظروف الإجتماعية هي التي تشكّل الأخلاق عكس المنظور الديني، ويضرب مثال بالنحل والهنود الحمر الذين يدفنون آباءهم أحياء حفاظًا على الموارد الطبيعية، ثم تنبه إلى خلق التعاطف وهو أنبل ما لدى الإنسان، ولَم يجد له تفسيرًا بإن الإنسان يحافظ على مَنْ لا يعرف فضلًا عن والديه.
توجد دراسة قام بها صامويل مارشال وهو المؤرخ الرسمي للجيش الأمريكي بأن ٧٥٪ من الجنود لا يطلقون النار للقتل المباشر ولو كانوا معرضين للخطر.
المحور الروحي
يدّعي الماديون أن الديانات من بدع الإنسان ليحقق فوائد مادية ومعرفية ونفسية، ومنها الشعور بالأمان، وما الشعور بالأمان الروحي سوى هلوسة أو وهم نفسي، لكن تأملوا فيما يقوله آينشتاين “لا شك أن أروع المشاعر التي يمكن أن نحسها هو ما مان غامضًا ملغزًا، وتلك المشاعر هي القوة التي تحرك الفن والعلم الحقيقين، أما المحرومون من هذا الشعور والعاجزون عن الإندهاش والإستغراق في الورع والخشية فهؤلاء هم الميتون“.
وعاد المؤلف ليربط بين النشاط الديني والمخ ثم يتطرق لرحلة المعرج الروحي حيث يمر العبّاد يمرون بنفس مراحل الرحلة في جميع الأديان وهي: الإنتباه – التوازن الصحي – ليل حالك – الإستنارة – تطهير الروح .
توصل عالم المخ الكندي ماريو إلى ثلاث نتائج وهي:
١– تستعمل التجارب الصوفية العديد من المراكز المخية.
٢– تختلف التجربة الصوفية عن الإنفعالات المعتادة.
٣– يتنقل الإنسان في التجربة الصوفية:
من التوتر إلى الأمن
من اللاغاية إلى الغائية
من الغصب إلى الحب
من اليأس إلى الأمل
من الحزن إلى الرضا
هل الملحد إنسان سوي؟
العبادات تقدح زناد الروحانيات كما أثبت ذلك دراسات المخ والأعصاب، فالإنسان لديه مستويان، الأول المستوى المادي والثاني المستوى الروحي، والملحد محروم من الثاني، والسبب أنه لم ينشأ مخه نشأة سوية ولَم يستعمله بشكل طبيعي ويعاني مخه خللاً تجاه الروحانيات.