“ كتب المدرسة العرفانية “
الكتاب الخامس: الرسالة القشيرية
تأليف: أبو القاسم القشيري النيشابوري، وهو أشعري المذهب، وفِي الفقه والفروع شافعي المسلك.
الموضوعات المبحوثة: يتعرض لبيان المهام الروحية والمعنوية للسالك في مسار العبودية، وينقل قصص مشايخ الصوفية.
هيكلية الكتاب: مقدمة وفصلين و٥٥ بابًا، ذكر أن رسالته إلى جميع متصوفي المسلمين بداعي انذارهم من خطر فساد الطريقة.
الفصل الأول والثاني: بيان أصول عقائد الصوفية .
الباب الأول: يشرح حالات كبار الصوفية، ويؤكد أن المتصوفة يعظمون الشريعة.
الباب الثاني: شرح خمسين مصطلحًا للصوفية.
وفِي كل باب يبدأ بآيات قرآنية وروايات نبوية، ويستفيد من قصص الصحابة والتابعين.
منهجية الكتاب: منهجه التربوي ذو طابع معرفي، واستفاد بعض الاحيان من المنهج التربوي السلوكي.
أدبيات الكتاب: فلم معبر وسهل، استعماله الكثير للآيات والروايات المناسبة والقصص الجذابة، والاشعار.
التقييم: امتازت هذه الرسالة بترتيب جيد، والاتزام بالدقة والأمانة والأسلوب الكتابي سلس وشيق، وما قلل من قيمتها أنه خلا من الأخلاق الاجتماعية والأسرية.
الكتاب الخامس: رسالة السير والسلوك
تأليف: العلامة محمد مهدي الطبأطبائي وهو معروف بكراماته وأخلاقه، وقد تشرف مرات بلقاء مولانا المنتظر عليه السلام.
الموضوعات المبحوثة: العناصر العلمية والعملية في الاخلاق العرفانية والسير والسلوك، وفيها عناوين بحثية جديدة.
هيكلية الكتاب: مقدمة وأربعة مقاصد، وكتب في مقدمته عن التأثير الخاص لعدد الأربعين في ظهور القابليات والملكات، كما بحث في المقصد الثاني المنازل التي تسبق علم الخلوص، وعلى السالك أن يجتاز ١٢ عالمًا (الإسلام الأصغر – الإيمان الأصغر – الإسلام الأكبر – الهجرة الكبرى – الجهاد الأكبر – الفتح والظفر – الإسلام الاعظم – الإيمان الأعظم … إلخ).
منهجية الكتاب: منهجه المنهج الوصفي المعرفي السلوكي، ويمتاز بالتطابق الدقيق بين التعاليم النظرية والأحكام العملية من جهة والآيات والروايات من جهة أخرى.
أدبيات الكتاب: بيانه سلس، ومتين وغني، مليء بالآيات والروايات .
التقييم: خطة البحث جامعة ووُفق المؤلف في توظيف الآيات والروايات في دعم السلوك.
معالم أخلاق الفتوّة وسماتها
اهتم بهذا الاتجاه الأخلاقي الصوفية، وهناك مؤلفات عديدة سبرت غور هذا الجانب لا سيما بالفارسية، ولقد كتب “عبدالحسين زرّين كوب” عن طبيعة العلاقة بين الفتوة والملامتية.
وعرّف ابن عربي الفتوة بأنها الأخلاق الحسنة، وبذل النعم الإلهية للعباد، والتخلق بأخلاق الله وتقديم أوامر الدين على أهواء النفس، والفتوة في اللغة بمعنى المروءة والنجدة، وفيها معنى السخاء والكرم، وتعني اصطلاحًا “تيار اجتماعي له مواصفات وشروط معينة، وله تقاليد وآداب ومراسيم خاصة، ويسعى لخدمة الفرد والمجتمع، وكلمة (فتى) متداولة قبل الاسلام، وتطلق على الذي يصل إلى درجة الكمال في الأخلاق والانسانية والفضيلة، وفي العالم الاسلامي ظهر هذا المصطلح بصفته مصطلحًا دينيًا صوفيًا اجتماعيًا.
إن جميع الانبياء يصدق عليهم عنوان الفتوّة من آدم عليه السلام حتى نبينا صلى الله عليه وآله، والنبي إبراهيم عليه السلام أبو الفتيان، ونبينا الأعظم صلى الله عليه وآله سيد الفتيان، وقد استعرض القرآن نماذج كثيرة من فتوّة سابر الانبياء والصالحين كقصة أصحاب الكهف.
يعدّ علي بن أبي طالب عليه السلام مثال الفتوّة الحقيقية ومصداقها الأتم، وهو قطب رحى الفتوّة، وشروطهم للدخول في مسلكهم:
١– الرجولة.
٢– البلوغ.
٣– العقل.
٤– الدين الاسلامي.
٥– الاستقامة.
٦– المروءة.
٧– الحياء.
وفي فترة لاحقة أوصلوا الشروط إلى ٧٢ شرطًا.
وهناك اثنا عشر شخصًا لا يصلحون:
١- الكاهن.
٢- مدمن الخمر.
٣- الدلّاك.
٤- الدّلال.
٥- الحائك.
٦- القصًاب.
٧- الجرّاح.
٨- الصيّاد.
٩- العامل في ديوان الدولة.
١٠- المحتكر.
امتزجت الفتوّة بالتصرف والعرفان فصار لها طابع خاص، ولهم مركز يلتقون فيه يسمى (الزاوية)، ولقد ساهمت في تطوير المسلك التربوي والأخلاقي، وازدهرت في القرن ٥ حتى ٩ الهجري، وفي إيران كان له بروز حتى نهاية القرن الماضي، حتى انحسرت لعدة عوامل: منها الخمول والكسل والنزوع للتظاهر.