” مدرسة الأخلاق العرفانية “
يوجد فرقان بين العرفان والتصرف:
١- العرفان يهتم بالجانب العملي ويعد منهجًا علميًا لتحصيل المعرفة، والتصوف يعبّر عن الأوضاع الاجتماعية الثقافات المحلية في المجتمع الاسلامي.
٢- مفردات العرفان ناظرة إلى الأبعاد النظرية، والتصوف إلى الأبعاد العملية للسلوك.
طبقات العرفاء:
الطبقة الأولى: شاعتْ في القرن الثاني، وهذا لا يعني عدم وجود العرفان والتصوف أيام الصحابة، منهم الحسن البصري، ومالك بن دينار، وإبراهيم الأدهم، ورابعة العدوية وآخرون.
الطبقة الثانية: عرفاء القرن الثالث، منهم يزيد البسطامي، وبشر الحافي، والسري السقطي، وحارث بن أسد المحاسبي وآخرون.
الطبقة الثالثة: عرفاء القرن الرابع، منهم أبوبكر الشبلي، وأبوعلي الرودباري، وأبو نصر السراج، ومحمد الكلاباذي وآخرون.
الطبقة الرابعة: عرفاء القرن الخامس، ومنهم الشيخ أبو الحسن الخرفاني، وأبو سعيد أبو الخير، وأبو علي الدقاق، وأبو الحسن الهجويري وآخرون.
الطبقة الخامسة: عرفاء القرن السادس، ومنهم أحمد الغزالي، وعين القضاة الهمداني، والسنائي الغزنوي، وأحمد جام وآخرون.
الطبقة السادسة: عرفاء القرن السابع، ومنهم الشيخ نجم الدين كُبرى، وفريد الدين العطار النيشابوري، والشيخ شهاب الدين السهروردي، ومحي الدين بن العربي وآخرون.
الطبقة السابعة: عرفاء القرن الثامن، ومنهم علاء الدين السمناني، وعبدالرزاق الكاشاني، والخواجة شمس الدين الحافظ الشيرازي، والسيد حيدر الآملي وآخرون.
الطبقة الثّامِنةُ: عرفاء القرن التاسع، ومنهم الشاه نعمة الله الولي، ومحمد بن حمزة الفناري الرومي، وشمس الدين محمد اللاهيجي وآخرون.
المرحلة الجديدة: منذ آواخر القرن التاسع ويمتاز بخصائص وهي:
١- أغلب الرواد يفتقرون إلى الدور العلمي، ويلاحظ على الأتباع التظاهر بالآداب.
٢- برزت شخصيات كبيرة ولكنّها لا تنتمي لتلك المجموعات مثل ملا صدرا والفيض الكاشاني وميرزا الأشكوري والإمام الخميني.
٣- في القرن العاشر حتى ١٤ برزت شخصيات شيعية كبيرة إذ أكدُّوا على التقيد الكامل بالشريعة، منهم السيد مهدي الطبأطبائي والشيخ محمد البيدآبادي، والملا حسين قلي الهمداني، وآقا سيد علي القاضي، والميرزا جواد الملكي التبريزي.
٤- و يلاحظ شح التأليفات وكثرة الشروحات.
مقارنة بين الأخلاق الفلسفية والعرفانية
التمايز يتمثل في الأسس والغايات والمنهج، الأخلاق الفلسفية تهتم بفضيلة الحكمة أكثر من العفة والشجاعة والعدالة، إذن الاهتمام بالأخلاق الفردية بالمقارنة مع الأخلاق الاجتماعية، وفِي المقابل فإنَّ المدرسة العرفانية خصصتْ قسمًا كبيرًا من كتبها لأخلاق العبودية والأخلاق الفردية، إذ تتمركز حول علاقة العبد بالله تعالى .
والأخلاق الفلسفية تقوم على محورية العقل، وترى أنَّ الذروة هي المعرفة العقلية، وفي الأخلاق العرفانية فالمحور هو الشهود، والذروة هي في المعرفة القلبية والشهودية، فالقلب هو جوهر الوجود الإنساني، وهنا العقل.
والأخلاق الفلسفية تعتمد على البرهان العقلي والنفسي في إثبات نظرياتها، واعتمادها على الآيات والروايات محدود، وفِي الأخلاق العرفانية فالمعتمد عندهم على الإدراك الشهودي، فلذلك نرى في كتبهم بيان المراحل والمقامات دون الاستدلال.
والاخلاق العرفانية تفاعل معها العامة أكثر من الأخلاق الفلسفية لعدة عوامل وهي:
١- استغلال العرفاء تأثير العاطفة على الناس فبثوا ذلك في أدبهم وشعرهم وقصصهم، مثل الخواجة عبدالله الانصاري وسعدي الشيرازي.
٢- ما يحيط بعض مصطلحات العرفاء من إثارة وجذب، نحو العطش والوجد والدهشة والمكاشفة والشهود والجذبة، تلك المسطحات تحفز العامة للتعرف عليها.
٣- طبيعة الفطرة تنشد إلى الكمال والمعنويات وهذا ما يتطلع له الناس.