الإمام علي (عليه السَّلام): «من سعادةِ المرءِ أنْ تكونَ صنايِعُهُ عندَ مَن يشْكُرُهُ …».
كان يدرس في جامعة إحدى الدُّول العربية، وشعر بضرورة الزَّواج وإلَّا سيقع في الحرام، فبادر بإخبار أهله الذين رحبُّوا بالفكرة أيَّما ترحيب، فهذا مُناهم لا سيما والدته التي تنتظر هذه المناسبة والأمل يملأ جفونها، ولم يكن البحثُ متعبًا إذ أنَّ إحدى قريباته – وهو يعرفها – قد رآها أيَّام الطُّفولة، فلم يمانع بعدما رأى لها صورة حديثة.
فتمَّ العقد في البلد، وسافرتْ مع أهلها له في مهجره؛ لإقامة حفل الزَّواج، ومنذ لحظة رؤيته لها شعر بعدم مناسبتها له بتاتًا، وأحاط به النَّدم، كيف تمَّ كلُّ شيئ بهذه السُّرعة؟
بدأ يتهرَّب منها، إذ لا يستطيع مواجهتها!
مرَّ أسبوع، ورجع أهلها، وكأنَّه دهرٌ من ثقله عليه، فلم يجد طريقًا سوى مصارحتها.
قال لها: إنَّه غير قادر من الاقتراب منها، وذلك بكلِّ صدق ليس لعيب فيها، ولكن نفسه لم تتقبَّلها، فقطع لها تذكرة، وأرجعها البلد، ولم يلمس منها شعرة، وهو يشعر بحزنٍ عميق أنَّه جرح مشاعرها، وأنَّ ذلك سبَّب لها جرحًا غائرًا في كرامتها، فما العمل و هو مستدرك أخيرًا ان قرار الزواج لم يكن صحيحًا ؟
١- الشُّعور بالذَّنب.
٢- حزن متتابع.
٣- جَلْد الذَّات، وانشغال البال.
التَّوقُّف عن الدِّراسة.
١- هذه الحالة فيها طرفان، المطلِّق والمطلَّقة، وها نحن نسمع شكوى الرَّجل، ولم نسمع شكواها، فندعو الله تعالى أنْ يسكِّن قلبها.
٢- للتَّخلُّص من الشُّعور بالذَّنب سوف يحتاج لصديق موثوق للتَّنفيس معه، لأنَّ كبت المشاعر يزيد في تعاستك، وضرورة أنْ يجتنب الأصدقاء الذين همُّهم اللَّوم، والعتب.
٣- النَّصيحة باستشارة اختصاصيٍّ نفسيٍّ؛ ليرجع له ثقته بنفسه.
نتوقَّع أنَّ هذا الشَّاب سوف يتجاوز هذه المحنة بيسر وسهولة إنْ شاء الله، وقلبنا مشغول على الفتاة، فنتضرع لله تعالى أنْ يشملها بلطفه، وعنايته.
بفضل الله تعالى عاد الشَّاب بمقاعد الدِّراسة، وتزوَّج بعد سنوات، وعرفنا أنَّ الفتاة قد خطبها أحد الشَّباب حيث كان يكتم حبَّه لها، ولله المنَّة والفضل.