الإمام علي (عليه السَّلام): «من سعادةِ المرءِ أنْ تكونَ صنايِعُهُ عندَ مَن يشْكُرُهُ …».
تزوج الاثنان وكانا سعيدين طوال عشر سنوات مضتْ، ثمَّ تفاجأ الزوج أنَّ زوجته تعاني من وسواس حاد، مما ينتج عنه عسرٌ في مزاجها، ويكدّر ذلك في صفو حياتهما، وقد أنجب منها ثلاثة أولاد (ولد وبنتين)، وقد اجتهد وحاول عدة محاولات لإصلاح حال زوجته ولكنه لم يفلح بحسب تصريحه، حتى وصلا معًا لقرار الانفصال، وفعلًا انفصلا عن بعضهما البعض.
وبدأ يبحثُ له عن زوجة أخرى، فوفقه الله تعالى وحصل على شابة بعد ثلاث سنوات من البحث والتقصي والتدقيق، وقد كان صادقًا معها إذ شرح لها وضعه الأسري وما كان يعاني من مشاكل سابقة، وأبلغها أنَّ صغاره في حضانته وتحت مسؤوليته، وأنه يرجو أنْ يجد زوجةً تتقبل ظرفه الخاص ليستقر معها ويسكن إليها شريطة أن تتقبل أطفاله وتقوم برعايتهم، مع ذلك لم يقم بإخبار أطفاله عن موضوع زواجه وأنَّ امرأةً جديدةً ستدخل في حياتهم، فوجد أنَّ ابنته الكبرى بين فترة وآخرى تنتابها نوبة من البكاء بشكل مفاجئ دون سبب معلوم، وقد أجرى عقد الزواج فاتفق مع خطيبته أنْ تحاول التواصل مع أطفاله وتعقد معهم صداقة.
تقول الزوجة الجديدة:”أنَّ البنت الكبرى تعاني من خوف و رهاب اجتماعي ، وكما أنَّها تشتكي أي البنت من تنمر في المدرسة”، وتضيف أنَّ البنت تعتقد أن خالاتها لا يتعاملن معها كما يتعاملن مع باقي البنات.
١- شعور الطِّفلة بالتَّوتُّر والكثير من القلق.
٢- شعورها أن لا أحد يحبها.
٣- فقدانها للثقة بالإضافة إلى الشعور بالضعف أمام زميلاتها المتنمرات.
العزلة والجلوس لوحدها، وتعتريها نوبات بكاء مفاجئة.
١- تعزيز الثقة عند البنت وضرورة مد الجسور بين البنات والزوجة المستقبلية، لا سيما أنها ستعيش معهن في نفس البيت.
٢- السعي لايجاد قواسم مشتركة بين رغبات الأطفال ورغبات الزوجة الجديدة.
٣- لابد من فهم السمات الشخصية للبنت وسمات مرحلة المراهقة المبكرة، فلذلك ينبغي فهم طبيعة البنات.
٤- البنات في سن يرغبن في الأحساس بالمحبة والعناية، فلابد أنْ يشعرن أنَّ لهن قيمة في قلبك بصفتك أنك أبوهم.
٥- عليك أنْ تعرب عن حبك لهن بالتحفيز، وتقديم الهدايا، واعطاؤهن وقتًا إضافيًا، وقدّم لهن بعض الخدمات، ولا تنس أن تشتري بعض الحاجيات لهن.
٦- زِدْ على ذلك بشيء من المزاح الخفيف الذي فيه نوع من الاتصال كالمصافحة.
٧- وبالتأكيد أنَّهن يرغبن في الشعور بالأمان وأنَّك توفر لهن التطمين والحماية والرعاية، وذلك لا يعارض رغبتهن بشيء من الحرية والاستقلال لأنهن في سن المراهقة.
٨- يفضّل اطلاع الأطفال على رغبتك في الزواج أما مباشرة أو أنْ تجد شخصًا مقربًا منهن يضعهن في الصورة
نتوقع أنْ يتقبل الأطفال الوضع الجديد خصوصًا أنَّ زوجة الأب أبدتْ تعاونًا كبيرًا، فالبنت تفضفض لها رغم أنها لا تدري أنَّها زوجة أبيها.
نجحت زوجة الأب في الاقتراب كثيرًا من قلب ربائبها، وقد استفادتْ من جلسات التفريغ الوجداني، ومهارات تعديل السلوك مع الأطفال، وقد شكّل ذلك لهم فارقًا كبيرًا، على الرغم أنَّ البنت ما زالتْ تعاني من قلقٍ عامٍ وبعض الإحباط إلا أنَّها بدأتْ تتعايش مع الوضع وتكتسب ثقة أكبر بنفسها.