توًّا قد أكمل المرحلة الإعداديَّة، وعلى عتبة زهرة العمر، وحيويَّة المرحلة القادمة مرحلة الشَّباب، إذ دخل الخامسة عشر من عمره، فدبَّ في نفسه الخوفُ من المستقبل، بل من الحياة برمَّتها، فَتَاهَ في طريق البحث عن ضماناتٍ موثَّقةٍ؛ لتطمئنَّ نفسُهُ، وتشعرُ بالأمان، ولقد أخذه الخوف إلى المزيد من التَّحليل العقليِّ، وليكون مستعدًا لمواجهة مخاوفه فرَّغ قسطًا كبيرًا من وقته؛ ليدرس سمات الشَّخصيَّة المختلفة، ولغة الجسد، ونبرات الصَّوت، فتحوَّلت كلُّ حركة ولفظة وإيماءة وإشارة إلى مؤامرة، توسَّع هذا الشُّعور بالتَّهديد غالبًا لسيناريوهات الواقع الأسوأ!
ما يضيف عبئًا إضافيًّا هو شعورُهُ بأنَّ أقرب شخص إليه سوف ينقلب عليه ومِن ثَمَّ سيخسره، ولن يجد مَنْ يبوح له بأسراره، مع ذلك كلِّه، فإنَّك لا تحتاج معه لمؤونة زائدة؛ ليُخرجَ لك كلَّ ما في قلبه، والبحث عنده على أشدِّه؛ للوصول لشخص أو جهة ليرميَ بكلِّ حمل الثِّقة فيهم، وذلك نتيجة شدَّة الصِّراع، وتطوُّر الأمر لحالة من الصمت الاختياري ، وفي حالات الخوف الشَّديد تطوَّر لاستخدام العنف دون مبرِّر!
١- النَّظر إلى الجميع بأنَّهم يتآمرون عليه.
٢- الشُّعور بالتَّهديد، والخوف من المستقبل.
١- الانسحاب والصَّمت الاختياريُّ.
٢- نوبات من العنف.
١- لما وصل الأمر إلى العنف ضدَّ القريبين، وإلى الصَّمت الاختياريِّ، فإنَّ العلاج الدَّوائيَّ سيكون هو الأساس في هذه الحالة.
٢- بعد أنْ تُعطي الأدوية مفعولها، وينطق سيكون من الضَّروري أنْ يَستخدمَ معه الأهلُ تقنيَّات مختلفة في العلاج، أهمُّها الوعي واليقظة والتحفيز؛ للانخراط في أنشطة عمليَّة متعدِّدة تناسب ما يمتلك من مهارات التَّدريب على أنْ يكون في اللَّحظة (الآن وهنا).
بإذن الله تعالى سيتجاوز العقبة التي أمامه لا سيما عندما يدعمه أهله، ويساندوه.
أعطى الدَّواء أثرًا إيجابيًّا وملحوظًا، وقد مكَّن دعم الأهل، وتحفيزهم له إلى أنْ يعود لدراسته مجدَّدًا، وبدأ يندمج مع مجتمعه القريب بشكل أفضل بكثير عمَّا كان عليه.