يمكن أنْ نقبل أنْ يخاف من سلوك معيَّن فيه مشهد يُرعب النَّفس، ولكن هذا الولد ترعبه كلمة، وتخيفه صورة لدرجة الإرتعاب بشكل غير طبيعيٍّ، ويلاحظ عليه أنَّ ما يخيفه يزداد في درجة خوفه شيئًا فشيئًا، ممَّا أثَّر على سلوكه من ناحية الطَّهارة والنَّجاسة، ولا نبالغ عندما نصفه أنَّ تفكيره بدأ يفوق عمره الزَّمنيَّ.
معاناة الأسرة معه كبيرة مع العلم أنَّه مشهود له بالذَّكاء والتَّفوُّق، وكذا سلوكه لا يمكن أنْ يعيبه عليه أجد، لكن الوسواس أخذ منه مأخذه! والوسواس في الخوف أَبْكَم صوتَه، لأنَّه يعتقد أنَّ هناك منْ يسمعه في الخارج، بل أكثر من ذلك فهو يخاف من أسماء الذين يلعب معهم في عالم الإنترنت وهو يعرفهم.
عمل والداه ما أمكنهما لمعالجة ولدهم، وإيقاف انجرافه مع الخوف والوسواس اللَّذان سيحطِّمان حياته، لا يستطيعان صبرًا على ما يرونه منه، إذ أنَّهما يشعران أنَّهما سيخسران ولدهما وفلذة كبدهما، كفى أنَّه محروم من الاستمتاع بحياته وهو صغير الآن.
١- وسواس طهارة والوضوء.
٢- أوهام وأضاليل ومشاعر تسلطية.
٣- انعدام الشعور بالأمن، مع تحليل الأمور الصغيرة بشكل مبالغ فيه.
١- فقد الشهية .
٢- لديه نظرة تشائمية، فهو دائمًا ما يعاني من الشعور بالخطر واحتمال الأسوء دائمًا.
١- لا بدَّ من مراقبة أنفسنا بدقَّة في كيفيَّة تعاملنا مع الطِّفل، فهل الوالدان كانا سببًا في تخويفه من خلال تعاملهما معه بشكل سلبيٍّ، أم كانا سندًا له؟
٢- معالجته عبر تحليل شخصيَّته، والعلاج بالكلام معه.
٣- علاجه بتعديل السُّلوك ببرنامج يوميٍّ مدَّته ثلاثة أشهر، بحيث يستعمل معه التَّقنيَّات التَّالية: الإشراط المضاد – ملاحظة مراقبة ردود فعل أقرانه، ومحاكاتها – مكافأة الشَّجاعة – التَّقدير والثَّناء – التَّخيُّل الإيجابي.
٤- معالجته أيضًا بتقنيَّة التَّعرض وعدم الاستجابة للوسواس.
نتوقَّع أنْ يتعلَّم الطفل خلال ثلاثة أشهر السَّيطرة الكاملة على مخاوفه.
تعاون الأسرة ودور الأم وتوكيداتها المستمرة، مع عرضه على أخصائي علاج معرفي سلوكي منحه درجة من الشجاعة والاسترخاء، وأصبح أكثر قدرةً على التواصل الاجتماعي، كما خفّتْ أعراض الوسواس القهري.