توًا قد بلغ الحُلُم، ويشعر أنَّ النَّاس تحتقره، وتنظر إليه نظر سوء واتِّهام، لأنَّه عندما ينظر للآخرين في أيِّ شكل من الأشكال في حال ركوعهم، أو سجودهم، أو مشيهم، أو غيرها من الحالات يذهب عقله مباشرة كما يقول لترجمة كلِّ تلك الحالات بالجانب الجنسيِّ!، مع العلم بأنَّه يحاول جاهدًا ألَّا تقع عينه على مواضع الأعضاء التَّناسليَّة لهم، لأنَّ الأمر يزداد سوءًا.
وما يجعله في كرب وحزن عميقين أنَّه لا يستطيع النَّظر في وجوه النَّاس، لأنَّ في داخله ومكنون نفسه يشعر أنَّهم يعرفون حقيقة نظراته للآخرين، ممَّا يضاعف تعاسته أكثر لأنَّهم كما يتوهَّم يعتبرونه شخصًا مريضًا، أو أنَّ لديه ميولًا جنسيَّة منحرفة، فيصعب عليه أنْ يعيش وسط النَّاس ويحتقرونه، ويعرفون نظرته، ويترجمونها، وهذا الشُّعور بذاته مقزِّز، وتشمئز منه نفسه، فما العمل للخلاص مما هو فيه من الوسواس الفكري ؟
١- الهمُّ والغمُّ الدَّائمان.
٢- استمرار الحزن.
١- الانطواء، والانعزال.
٢- يظهر على سلوكه الارتباك مع النَّاس.
١- ما لديه يُسمَّى وسواس الفكر القهريِّ، وهو شعور يتسلَّط عليه، ورغبته أنْ يستحوذ عليه بإلحاح، مع محاولته الاجتناب عنها ومع علمه بسخف هذه الأفكار إلَّا أنَّه يجد صعوبةً ما في تخطِّيها، وإيقافها نهائيًّا.
٢- ما يأتيه من هذه الأفكار والخواطر ليس له أنْ يُناقشها، أو يَقمعها، أو يكبتها، بل يعتبرها رسائل كاذبة قد وصلته، فيُصنِّفها بتلك الصُّورة، ويتعامل معها وفق هذا التَّصنيف.
٣- العمل سلوكيًّا بضدِّ تلك الأفكار، فليس نظرته للآخرين بناءً على دافع جنسيٍّ بداخله بدليل مقاومته لها مذ تطلع له على السَّطح، فالدافع والباعث لتلك الأفكار هو الوسواس الفكريُّ القهريُّ!
٤- يمارس حياته بشكل طبيعيٍّ تامٍّ حتَّى مع هذا الشُّعور الثَّقيل وغير المرغوب فيه مُطلقًا، الذي يجب تجاهله.
٥- يجعل رقابته على نظراته، وسلوكه، ولا يُبعد نظره عن عيون النَّاس.
٦- يقينًا أنَّ النَّاس لا تعلم ما في ضميره، وداخل نفسه، فليسوا مطلعين على الغيب.
٧- يقرأ سور المسبِّحات.
٨- صِيام ثلاثة أيَّام من كلِّ شهر قمريٍّ (أوَّل خميس، وآخرها من الشَّهر، وأوَّل أربعاء من الثُّلث الثَّاني من الشَّهر).
نتوقَّع أنْ يخفَّ ضغط الوسواس عليه عبر العلاج السُّلوكيِّ، وقد يحتاج لمراجعة الطَّبيب المختصِّ عند عدم التَّعافي.
بفضل الله تعالى تمكَّن هذا الشَّابُّ مع مرور الوقت من التَّكيُّف مع هذا الشُّعور الكريه، وفعلًا شيئًا فشيئًا بدأ يتماثل للعلاج وإنْ أخذ فترة طويلة نوعًا ما.