تزوَّجا بشكل مشابه لكلِّ الزِّيجات التي تحصل بعدما تأكد الأهل من صلاحيَّة الولد لابنتهم، وللأسف لم تدمْ الفرحة بينهما طويلًا حتَّى بدأتْ رحلة عذاب وقسوة، فلم تترَّد في طلب الطَّلاق، ومع عناد الزَّوج على فكرة عدم الطَّلاق لجأتْ للمحاكم الشَّرعيَّة، وساعد على ذلك والد الزَّوج الذي حثَّ ولدَه على ضرورة التَّطليق.
لديهما بنت ذات خمسة أعوام، وولد عمره ذو ثلاث سنوات، أخذتهما الزَّوجة معها إلى بيت والدها، ولكن البنت لا تهدأ إذ تطلب الرُّجوع لمنزلهم، وتبكي بكاءً مرًّا، كما أنَّها اصابها التبول اللاإرادي ، وتلاحظ الأمُّ على كلام ابنتها أنَّها تقول كلامًا أكبر من عمرها في المطالبة بالرُّجوع لمنزل والدها، والأمُّ تستشير فيما يمكن عمله؛ للتَّخفيف على البنت من آثار الطَّلاق عليها.
١- الشُّعور بقلق البنت.
٢- نوبات بكاء يوميٍّ رغبةً في والدها.
١- التَّبوُّل اللَّاإرادي.
٢- الضَّغط على والدتها؛ لتعود إلى بيت الزَّوج.
١- عودة الزَّوجة لزَّوجها - مع اليأس من نجاح حياتهما معًا بسبب عنف الزَّوج، وقسوته - تبدو غير مناسبة لضعف احتماليَّة تحسُّن خُلُق الزَّوج.
٢- ضرورة تخفيف درجة التَّوتُّر لدى البنت، وتحسين تكيُّفها مع الوضع الجديد.
٣- سيكون العمل متوازيًا بين علاج التَّوتُّر، وتعديل السُّلوك.
٤- العلاج عبر اللَّعب وهو أفضل طريقة لعلاج التَّوتُّر، وأحسن الألعاب في هذا الإطار هو استخدام علبة، أو صندوق، أو صينيَّة الرَّمل - يوجد في السُّوق صندوق جاهز كما يمكن إعداده في المنزل: صندوق بلاستيكيٌّ، ودُمَى، وأشجار، وحيوانات مع رمل ناعم).
٥- تلعب الأمُّ مع طفلتها بحيث تنشِئ البنت قصَّتها الخياليَّة بالنُّطق على لسان الدُّمَى، كما تجعل الأمُّ لنفسها دمية، وتشرح طبيعة ما تعانيه دميتها، وتسأل ابنتها عن حلول لمعاناتها.
٦- يكرَّر اللَّعب بين الأمِّ وطفلتها، أو تبقى الطِّفلة تعلب وحدَها على أنْ تراقب الأمُّ ابنتها، وتقيِّم التَّطوُّر.
٧- البول اللَّاإرادي يبدو أنَّ سببه الأساس ما تعانيه البنت من قلق، فلن ينفع العقاب، أو التَّوبيخ، فالأفضل: تقليل كمِّية السَّوائل لا سيما المشروبات الغازيَّة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، وإدخال الطِّفلة الحمَّام كلَّ ساعتين، تحفيزها على دخول الحمَّام ليلًا كلمَّا استيقظتْ، مع مكافئتها.
في الواقع يصعب القضاء تمامًا على التَّوتُّر في ظلِّ أجواء الطَّلاق التي حدثت، ولكنَّنا نتوقَّع أنْ تعود لسابق حالتها، وبالنِّسبة للتَّبوُّل اللَّاإرادي لعلَّها تحتاج لمراجعة طبيب مختصٍّ.
الحمد لله تكيَّفت البنت في ابتعاد والدتها عن والدها، وسكناهم في بيت جدِّها، ويأخذهما والدهما كلَّ جمعة، بالإضافة لزيارتهما في أوقات مختلفة للَّعب معهما، ولقد انخفضت عدد مرَّات التَّبوُّل اللَّاإرادي.