التصديق مقابل الجحود
التصديق: قبول الحق والاعتقاد الجازم به، وهو من جنود العقل من الفطرة المخمرة.
الجحود: إنكار الحق وردّه، وعدم الخضوع له، وهو من جنود الجهل ومربوط بالفطرة المحجوبة.
والتفصيل:
الانسان في أول الفطرة موراتي مصقول، تناسبه الطهارة والنور والقدس، فلابد من تناسب بين العلم والعالم والمعلوم ، والعلم غذاء الروح، في حديث عن الباقر عليه السلام فالانسان مادام على فطرته الاصلية فهو ينتمي إلى العلوم الحقيقية والطهارة، والعوالم الغيبية، بعيدة عن الاباطيل والاكاذيب من نفحات الشيطان، وتبقى النفس نظيفة في المحافظة عليها، أما إذا وصلتها الظلمانية وغلب عليها سلطان الشهوة والغضب انصرفت عن روحانيتها وانقطع تناسبها مع العوالم النورانية، فتكون في ذائقتها مرة وفي سمعها ثقيلة، والعقائد الباطلة حلوة.
ولعل إحدى الطيبات الطاهرة التي أذهبها الكفار في حياتهم بحسب الآية (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) هي نور الفطرة التي نزلت من حضرة القدس بالطهارة والنظافة.
إصلاح النفس من الجحود
مادام الانسان في هذا العالم عالم التغير فبإمكانه أن يغيّر الجحود والانكار وهي من أسوأ أحوال النفس إذ توجب خذلانها إلى حكم العقل والرحمن ويتحقق بالعلم النافع والعمل الصالح.
وطرق التفكير كثيرة لا تعد ثم بدأ الإمام رحمه الله بالتعمق في عملية الهضم في تفاصيل كثيرة صفحة ١٠٣ حتى ١٠٦، هذا بالنسبة مثال العلم النافع، أما العمل الصالح نوعان ينفعان لتبديل ظلمانية النفس:
الأول: الأعمال القلبية: وهي الاعمال التي ترجع الفطرة لحالتها الأصلية، وعمدتها التوبة.
الثاني: الأعمال القالبية، وهي الاعمال التي تذكر للاسف بأحوالها وتوقظها من نومها الثقيل كالصلاة آخر الليل و ما بين الطلوعين، في الكافي: قال الله عز وجل لعيسى: يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، واذكرني في ملئك أذكرك في ملأ خير من ملأ الآدميين، يا عيسى ألِنْ لي قلبك وأكثر ذكري في الخلوات، وأعلم أن سروري أن تبصبص إليّ وكن في ذلك حيًا، ولا تكن ميتا).
بعض أهل الذكر والمعرفة: إن السجدة في كل يوم وليلة والإكثار (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) يفيد في الترقيات الروحية، و ورد أن طول السجدة من دين الأئمة ومن سنن الأوابين .