العرفان والفلسفة
هل يستطيع العقل (الفلسفة) الحكم بصحة أو بطلان ما يدّعيه العارف؟ لنأخذ نموذجًا على مما يقدّمه العرفانيون في شرح نظرية “وحدة الوجود“، ولهم فيها أقوال:
القول الأول: لا أحد موجود سوى الله سبحانه، وما الموجودات الأخرى إلا خيالات .
القول الثاني: لا يوجد شيء خارج إطار العلم الإلهي، فثمة لون من الكثرة في أعماق الوحدة .
القول الثالث: السالك في نهاية سلوكه سوف يصل إلى مقام الفناء.
وأكثر الأقوال اعتدالًا: السالك يصل إلى مقام لا يرى شيئًا سوى الله تعالى بمعنى انمحاء كل شيء في ظل وجود الله سبحانه كالنور الخافت في ظل النور الساطع.
فالعرفاء يلجأون إلى العقل والفلسفة لإثبات ما يرونه وكذا المعارضون لهم.
التحريف في الإسلام
- نموذجان، أحدهما في عهد النبي صلى الله عليه وآله والثاني في عهد أمير المؤمنين عليه السلام:
أ) عثمان بن مظعون ومعه جماعة انزووا وتركوا نساءهم، وكانت زوجته إحدى قريبات رسول الله صلى الله عليه وآله فجاءت في زيارة إلى إحدى زوجاته ولاحظت عليها عدم اكتراثها بنفسها، فوصل النبأ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستدعى عثمان وأوضح له الأمر.
ب) قال أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن البصري: “لقد كان هذا هو الشيطان أخاك“، بعدما طلب منه أن يقاتل معه في صفين، فقال أنه سمع نداءً يقول: القاتل والمقتول كلاهما في النار“.
فليس من الصحيح اعتزال الناس ليصبح الانسان عرفانيًا بل العكس هو الصحيح للتتكامل شخصيته في كل الابعاد .
- منشآن أساسيان للانحراف والتحريف لا غيرهما فيما مضى وفيما يأتي في المستقبل : الجهل واتّباع الهوى، في نهج البلاغة: “إن بدء وقوع الفتن أهواء تُتّبع وأحكام تبتدع“.
- أسباب التحريف في العرفان هما نفس السببين السابقين، ومن دوافعهم (جذب الناس – الجاه والمنصب“، وآخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حبُّ الرياسة“، وأطال المؤلف في الحديث على هذين السببين حتى ص ١٠١.
- ويضاف إلى ذلك دور الاستعمار، وهذا نموذج شهير “كينياز دالغوركي)، وهو أمير روسي عاش في إيران، هو الجاسوس الذي دفع السيد علي محمد الشيرازي ليكون بابً للحجة عليه السلام، ثم ادعاء كونه المهدي ثم النبوة ثم الألوهية، واستمرت البهائية حتى يومنا الحاضر، كما أشار المؤلف إلى تأسيس فرقة الشيخية والقاديانية، وأسهب كثيرًا وأعطى أمثلة حتى ص121.