العرفان الإسلامي ٦ : من السير الجوارحي إلى السير الجوانحي

المؤلف: محمد تقي مصباح اليزدي

لغة الكتاب: العربية
الناشر: دار التعارف للمطبوعات
محاولة للبحث في العرفان الإسلامي ـ الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
حول هذا الكتاب: مجموعة مقالات متسلسلة وملخصة من كتاب محاولة للبحث في العرفان الإسلامي
محاولة للبحث في العرفان الإسلامي ـ الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي

المؤلف: محمد تقي مصباح اليزدي

لغة الكتاب: العربية
الناشر: دار التعارف للمطبوعات
حول هذا الكتاب: مجموعة مقالات متسلسلة وملخصة من كتاب محاولة للبحث في العرفان الإسلامي

من السير الجوارحي إلى السير الجوانحي

ما سبق من مشارطة ومراقبة ومحاسبة تتعلق بأعمال الانسان البدنية أما ما يتعلق بالعرفان فهي الامور التي ترتبط بالقلب.

1. النية الخالصة:

ونقطة البداية هي الواجبات، وترك الواجبات لا خوفًا من الناس، والنية الخالصة لها مقدمات وتجب أن تدوم، ما يثبّت النية ويديمها محبة الله، ولرسوخها فلابد من زيادة المعرفة بالله سبحانه، وأساس محبة الله موجود في قلوبنا.

2. مراقبة الأولياء والأنبياء ٢٦٤:

مع اشتداد محبة الله تبدأ الحجب بالانكشاف شيئًا فشيئا، واستغفار النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرين عليهم صلوات الله إنما من جهة إحساسهم بعدم تمتعهم بما ينبغي التمتع به من مرتبة التوجه إلى المقام الربوبي، فيعتبر عندهم من أكبر الآثام، فالمراقبة في هذه المرحلة يحرص السالك في جميع الاوقات أن يكون تمام توجهه والتفاته منصبًا على الله وحده.

وإذا وصل الولي لهذه الدرجة فلن يمارس العبادة بمشقة بل ستكون العبادة تقديما لما يفرضه الأدب عليه في حضرة محبوب هو أعز عليه من روحه، مثاله النبي يوسف عليه السلام وترك رغبة زليخا / في مجمع من الناس محبوبته وترفع البرقع الخمار وتعطيه إشارات بحبها له.

3. الأعمال والاذكار الخاصة في السير والسلوك:

معيارها موافقتها مع الشريعة، فلا مشكلة بتوصيات علماء الأخلاق والسير والسلوك، رواية عن الإمام الصادق عليه السلام:  (ما من شيء إلا وله حد ينتهي إليه إلا الذكر فليس له حد ينتهي إليه، فرض الله عز وجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده، والحج فمن حج فهو حده، إلا الذكر فإن الله عز وجل لم يرضَ منه بالقليل، ولم يجعل له حدًا ينتهي منه).

4. الذكر اللفظي والذكر القلبي

المنظور للسالك أن يصل إلى مقام الانقطاع (إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك، فالتوجه لله تعالى وهو حقيقة العرفان وغايته قد عُبّر عنه في القرآن والروايات بالذكر، ويقابله الغفلة (لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا)، فالمقامات العرفانية تصنّف بناء على درجة الذكر، والسؤال هل الذكر اللفظي هو المقصود والكافي ؟ أم حقيقة الذكر بالقلب ؟

لا يكفي في الجواب أن نقول أن المطلوب الذكر القلبي، فهل إذا صار القلب متوجهًا لله انتفت الحاجة للذكر اللفظي؟!!!

ضرب أمثلة للصوفية الذين يصلُّون بصمت كي لا يشغلهم الذكر اللفظي عن توجه قلوبهم.

رواية في البحار عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله الصادق عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَمٍ يُرى ولا إمامٍ هدىً، لا ينجو منها إلا مَنْ دعا بدعاء الغريق، قلتُ: وكيف دعاء الغريق ؟ قال: تقول: (يالله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك)، فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، فقال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول: (يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك).

فقد أظهر الإمام الصادق عليه السلام حساسية شديدة حتى من إضافة كلمة واحدة.

5. مكانة الذكر اللفظي وبيان أهمية الذكر القلبي:

(١) لكل عضو نصيب من العبادة، العين بالنظر للآيات والعلامات الإلهية.

(٢) الحكمة للذكر اللفظي هو البعد التربوي للتمرن على الذكر القلبي، التمرين يبدأ بالاسهل.

(٣) الذكر القلبي هو الأساس.

(٤) النظر إلى ذكر أولياء الله تعالى ففي الزيارة الجامعة (ولكم القلوب التي تولى الله رياضتها) فالله يمسك بعنان القلوب بيده.

6. أكثر وَصفات السير والسلوك جامعية:

يتوهم البعض بوجود وَصفات سرية إلا يعرفها إلا أهلها، وهذا الوهم من أخطر كمائن الشيطان، لا يمكن أن يكتم الله سبحانه أو الائمة عليهم السّلامُ ما به هداية الناس.

لو رجعنا للقرآن لرأينا كيف أنه أولى الصلاة اهتمامه (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي) وقال تعالى (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) بداية الوحي لموسى عليه السلام.

7. السر في كون الصلاة خير العمل:

لماذا الصلاة هي خير العمل مع العلم أنها أيسر العبادات عندما نقايسها بغيرها كالجهاد مثلًا، السر في كون الصلاة خير العمل أنها تمرين على التسليم لله تعالى، وهي منصة القفز التي يجعل الانسان فيها كل ما لديه ومحياه ومماته لله وحده (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)، فالصلاة أفضل وسيلة تحقق هدف الخلقة وهو حذف الأنانية وإيجاد روح العبودية لله تعالى .

منهاج عملي لبناء النفس

أولًا: الايجابي (العمل به)

أ) ممارسة العبادات.

ب) الإنفاق والإيثار.

جـ) التفكر في صفات الله وآياته وأحسانه وآلائه.

د) تنظيم برنامج لــ : قراءة القرآن وتدبره يوميًا + مطالعة الروايات + المواعظ + الأحكام الفقهية + التعاليم الاخلاقية.

ثانيًا: السلبي (تركه):

أ) ترك التعلق بالدنيا والماديات بمعنى الزهد (رواية خروج النبي صلى الله عليه وآله من بيت فاطمة عليها السلام سريعًا ص304.

ب) عدم التمادي بالتمتع باللذائذ المادية.

جـ) السيطرة على قوانا الحسية والخيالية لأنها منشأ الميول الحيوانيه.

د) الحذر من الانحرافات الفكرية والعقائدية .

العلامات: تثقيف أخلاقي
شارك الكتاب:
هل وجدت هذا الكتاب مفيدًا ، يمكنك الاشتراك لتصلك كتب مشابهة
مواضيع ذات علاقة
القلب السليم ٦ : مرض القسوة

القلب السليم ٦ : مرض القسوة

العلم والجهل و الفهم والحمق

جنود العقل والجهل ١٢ : العلم والجهل و الفهم والحمق

داء الكبر

القلب السليم ٤ : داء الكبر

درجات ومنازل الصبر في الإسلام

درجات ومنازل الصبر في الإسلام

المدارس الأخلاقية في الفكر الإسلامي ١: مدرسة الأخلاق | اتجاهات الأخلاق

المدارس الأخلاقية في الفكر الإسلامي ١: مدرسة الأخلاق | اتجاهات الأخلاق

مفهوم السماع في الإسلام ودرجاته

مفهوم السماع في الإسلام ودرجاته

هل ترغب في المساهمة بتلخيص كتب؟

تستطيع مساعدة القراء في تلخيص الكتب التي تساهم في سلامة المجتمع وصحته النفسية والاجتماعية، يوجد لدينا العديد من الكتب التي نعمل عليها و يمكنك ان تقترح كتبًا أخرى لتقوم بتلخيصها.

Survey
Interested in Reading Books
Summarize Books